سدين ..طفلة مقدسية حققت فوزاً عالمياً بالحساب الذهني

سدين

رام الله الإخباري

أجمل لحظات حياتي هي تلك التي حملتُ بها علم بلادي فلسطين ولوّحتُ به عاليا معلنة فخري بهذا الفوز المشرف لوطني". بهذه الكلمات وصفت الطفلة المقدسية سدين صُرّي (13 عاما) فرحة فوزها ببطولة العالم في الحساب الذهني.

وحصلت سدين على لقب بطلة العالم في الحساب الذهني للمستوى الذي تقدمت للمسابقة فيه، وهو المستوى "2"، بالمسابقة الدولية في الإمارات العربية المتحدة، التي شارك فيها أكثر من أربعة آلاف طالب وطالبة من ستين دولة.

بدأت الطفلة صُرّي مشوارها في الحساب الذهني قبل عام ونصف العام، بانضمامها لمركز يوسي ماس في بلدة بيت حنينا بتشجيع من والدتها.

ومنذ انضمامها للمركز لاحظت معلمتها ولاء السمّان تميزها عن غيرها من الأطفال، وأخبرت والديَها بضرورة مشاركة ابنتهما بالمسابقة الوطنية الفلسطينية للحساب الذهني، التي أقيمت في جامعة خضوري بطولكرم خلال شهر سبتمبر/أيلول الماضي.

قدرات استثنائية
وكان على سدين أن تتمكن من حل 150 مسألة حسابية في غضون ثماني دقائق حتى تتأهل للمسابقة الوطنية، وهكذا بدأت معلمتها تعمل معها ومع والدتها، ومن ثم حجز مقعدها بالمسابقة التي فازت فيها بالمركز الأول على مستوى فلسطين.

 قالت الطفلة سدين صرّي "عندما أخبرتني معلمتي أنه لا مناص من مشاركتي بالمسابقة الوطنية، كنتُ قادرة حينها على حلّ أربعين مسألة حسابية فقط خلال ثماني دقائق، لكنني صممت على حلّ 150 خلال الوقت ذاته وخضعتُ لتدريب مكثف ومرهق في المنزل والمركز".

وأضافت الطفلة المقدسية أن الفضل الأول بفوزها في المسابقتين يعود لمعلمتها ووالدتها اللتين أمضيتا معها ساعات وأياما طويلة في التدريب، وتقول "عندما أعود من مدرستي للمنزل أطلب من والدتي بدء التدريب فورا حتى لا يغلبني النعاس وأخسر يوما من التقدم في هذه المهارة".

لم تكن أجواء المنافسة في المسابقة الأخيرة في إمارة دبي أمرا سهلا، كما تقول سدين، حيث "مشهد آلاف المتسابقين من دول العالم أمامي كان مرعبا ومربكا، وجلستُ ساعة ونصف الساعة على مقعدي قبل بدء حل المسائل الحسابية".

وتشترط المسابقة الدولية على المشاركين حلّ مئتي مسألة حسابية في الجمع والطرح خلال ثماني دقائق، وتشمل 25 مسألة مكونة من أربعة أرقام، و25 مسألة من ثلاثة أرقام، وخمسين مسألة من خمسة أرقام، ومئة مسألة مكونة من ستة أرقام، وتمكنت سدين من اجتيازها في الوقت المطلوب، ونجحت في حل 199 من المسائل بشكل صحيح.

وعن خططها المستقبلية بعد حملها الكأس بمسابقة دبي، أوضحت الطفلة أن الفوز الأخير هو بداية الانطلاقة نحو مزيد من المثابرة والعمل الدؤوب للفوز مرة أخرى باللقب ذاته في مسابقة العام القادم في إندونيسيا، أما على الصعيد الأكاديمي فتحلم سدين أن تصبح عالمة أحياء في المستقبل، ولا ترى ذلك بعيدا.

ورافق سدين في رحلتها لدبي والدتها ووالدها محمود صُرّي الذي عجز عن وصف شعوره تجاه هذا النجاح بالكلمات، واكتفى بالقول إن ابنته ستعود بالكأس ذاته في مسابقة العام القادم بإندونيسيا.

تحليق في السماء
أما رفيقتها في التدريب والنجاح والدتها ميساء صُرّي فعبّرت عن فرحتها بالفوز قائلة "عندما أُعلنت النتيجة شعرت بأنني أحلق في السماء ولم أعد أقف على الأرض، وأتمنى هذا النجاح لجميع الناس، فالفوز بعد التحدي والإصرار له طعم مختلف".

وعن الصعوبات التي واجهت سدين خلال رحلتها في الحساب الذهني لاحظت والدتها تشتتها وعدم تمكنها من حل المسائل بشكل صحيح عندما تُحاط بالضوضاء، ولم يكن ذلك لصالحها، فقررت اصطحابها لأماكن عامة بمدينة رام الله لإجبارها على التركيز وحل المسائل رغم الأصوات المزعجة.

وأضافت الوالدة "بكيتُ أنا وسدين معا عندما كنا نفشل في حلّ مئتي مسألة في ثماني دقائق خلال تدريبنا المكثف بالمنزل، فوظيفتي أن أحسب لها الوقت والتأكد من حلّها المسائل بشكل صحيح بعد انتهائها، وهذا يحتاج وقتا وجهدا، خاصة أنني أعمل مدرسة ولدي ثلاثة أطفال أصغر من سدين".

الجزيرة