رام الله الإخباري
حكمت قاضية محكمة الصلح في مدينة الخضيرة بنينه اركمان، وبعد النظر بالتهم الموجهة للشاب عبد الوهاب جبّارين، (32 عامًا) من أم الفحم، والمشتبه وفق لائحة الاتهام الموجّه له بالمساهمة في التحريض على العنف ودعم حزب الله، عبر موقع التواصل الاجتماعيّ، الفيسبوك، بالسجن الفعليّ 8 أشهر.
وجاء الحكم على الشاب جبارين بتهمة التحريض على العنف ودعم حزب الله خلال النشر على الفيسبوك. كما منعته المحكمة من السفر فيما نفى الشاب، كافة الشبهات المنسوبة إليه.
وبحسب لائحة الاتهام التي قدّمتها النيابة العامّة الإسرائيليّة فقد كتب جبارين: “لبّيك نصر الله”، و”قريبًا سنعيد كل الأراضي بما في ذلك الجولان وسنحرر القدس بعون الله تعالى”.
كما شارك عبر الفايسبوك فيديو منقول عن القناة العاشرة الإسرائيليّة، وعلّق عليه بالقول: يا مواطني القدس، اجعلوا حياة اليهود جحيمًا، وسيهربون في النهاية. القدس لنا.
وكتب في منشور آخر: بجاه الله يا حزب الله، نريد حربًا تحرق الأرض، بحقّ الله يا غزة نريد حربًا تفجّر الأرض، بحقّ الله يا جهاد نريد حربًا، الأقصى يناديكم يا عرب، فهل من مجيب.
ووفقًا للائحة الاتهام التي صادق عليها المستشار القضائي للحكومة الإسرائيليّة عند تقديمها، يهودا فاينشتاين، فإنّ جبارين متهم بعدة مخالفات: تأييد لتنظيم إرهابيٍّ والتحريض للعنف أوْ الإرهاب.
وبحسب لائحة االاتهام أنّه في الأشهر تشرين الأول (أكتوبر) 2014 وحتى أيّار (مايو) من العام 2015 وبشكلٍ ممنهجٍ وفي عدّة مناسبات، نشر جبارين، على حسابه في فيسبوك وبشكل مكثف نداءات “لأعمال عنف وإرهاب” ضدّ مواطنين وعناصر الأمن، مديح وتشجيع وتعاطف تجاه أعمال ومنفذيهم، وتأييد منفذي عمليات، على حدّ تعبير لائحة الاتهام.
وأوردت النيابة الإسرائيليّة أمثلةً عمّا كان ينشره جبّارين: القادة الإسرائيليون قلقون جدًا ممّا حصل في الزبداني، وقد يقومون بعملٍ أحمقٍ ممّا سينعكس سلبًا ويُعجّل تهديدات حزب الله في احتلال الجليل، كما وعد سيّد المقاومة السيد حسن نصر الله قريبا جدًا.
علاوة على ذلك، كتب على صفحته المنشور التالي: من موقع معركة اليرموك من ارض العزّة والكرامة، من بحيرة طبريا من تراب سوريّة الأسد، نقولها سوريّة الأسد لن تركع.
وعن الأمين العّام، لحزب الله اللبنانيّ، حسن نصر الله كتب على صفحته الشخصية: في هذا اليوم المبارك أتمنّى من سماحة السيد حسن نصر الله، رضي الله عنه وأرضاه أنْ يقوم بتمزيق عباءته وتوزيع قطعها على حكّام وملوك العرب لعلى وعسى إذا شمو رائحة عباءته أنْ ترتد إليهم كرامتهم ويتحرروا من العبودية.
وقال المحامي مرام حمود ممثل المتهم، بعد النطق بالحكم على موكّله: لم نسمع عن اعتقال ناشطين يهود حرّضوا ولا يزالون على قتل العرب، ومنهم من فصّل تفصيلاً كاملاً عمليات قتل غير اليهود من خلال كتب كاملة… لم نسمع أنّ أحدهم اعتُقل أوْ سُجن بتهمة التحريض، بل رأينا دعمًا لهم.
وأضاف: الحكم خفيف نسبيًا ولكنه قاسٍ لأنّه بنوع مخالفات من هذا القبيل، وبالظروف هذه التي في الدولة التي تشمل التحريض على العنصرية على كافة الاتجاهات فإنّ هذا الحكم قاسٍ، وكنّا نتوقع حكمًا ينظر إلى المستقبل خصوصًا عندما يدور الحديث عن متهم ليس قائدًا وغير مؤثر على الرأي العام، وإنّما مواطنًا عاديًا.
ولفت في سياق تعقيبه إلى أنّه كان من الأرجح أنْ يأخذوا هذه الأمور بعين الاعتبار، واتخاذ حكم يترجم إلى العمل لخدمة الجمهور، ولكن هذه سياسة لها دوافعها ونعتبرها أحكامًا قاسية.
وتابع محامي الدفاع قائلاً: الفيسبوك هو فخ وليس فقط من الناحية الأمنية كما هو الحال في هذه القضية، وإنّما فخ لكل مجتمعنا العربي لأننا نسيء استعماله، وأيّ انجرار وراء موقف غير صحيحة في الفيسبوك هو مرفوض، على حدّ قوله.واختتم قائلاً: إنّ الفيسبوك مراقب، ولا شيء يفيد مجتمعنا سوى التعليم، وكل وسائل الاتصال نسيء استعمالها، على حدّ تعبيره.
الرأي اليوم