رام الله الإخباري
ربما تستيقظ في الصباح وأنت تتوق لها كثيرًا، ومن أجلها يمكنك الانتظار في طوابير طويلة، فبالنسبة لبعضنا، القهوة هي كل شيء. لكن هذا الأمر له جانب سلبي، فنتيجة الانتشار الواسع وشهرتها الكبيرة، أصبح لها أعداء، لتنتشر حولها الكثير من المعلومات المغلوطة في كل مكان. دعونا تعرف على أبرز هذه الأساطير الخاطئة عن القهوة.
القهوة تسبب لك الجفاف
فكرة أن القهوة تسبب لك الجفاف، هي أحد أبرز نقاط سوء الفهم واسعة النطاق المتعلقة بالقهوة، وهو أمر يثير استياء طاقم الخدمة في المطاعم والمقاهي، التي دائمًا ما يطلب منهم الزبائن القهوة مع المياه، ليفاجأوا في أغلب الأوقات أن الزبون لم يمس المياه مطلقًا.
هذا المفهوم نشأ بسبب مادة الكافيين، وهي المكون الرئيسي في القهوة، والتي تعمل كمدر للبول، أو مادة تتسبب لك في تكرار الحاجة للتبول كثيرًا، ويبدو الأمر منطقيًا إلى حد كبير، فكلما زادت كمية البول كلما فقد الجسم المزيد من المياه.
لكن هذا المنطق يفتقد إلى جزئية هامة للغاية، ألا وهي المياه الموجودة في كوب القهوة نفسه. فتشير ماري بارون، أخصائي التغذية في مركز جامعة كاليفورنيا، إلى أن شرب بضعة أكواب يوميًا من القهوة لن يسبب لك الجفاف. وأوضح أن القهوة هي في معظمها مياه، وأن هذه المياه ستدخل في الحساب اليومي الخاص بك بكمية المياه التي تناولتها بشكل عام.
وفي إحدى الدراسات التي نشرت في مجلة التغذية البشرية وعلم التغذية، لم يجد الباحثون أي دليل على أن الاستهلاك المعتدل لأي شراب يحتوي على الكافيين يمكن أن يؤدي إلى فقدان السوائل الزائدة. وتشير دراسة أخرى حديثة، نشرت في مجلة «بلوس وان»، إلى أن ثلاثة أكواب من القهوة يوميًا تعادل ثلاثة أكواب من الماء يوميًا عندما يتعلق الأمر بالماء نفسه. وأوضحت أن التأثير المدر للبول الخاص بالكافيين هو تأثير بسيط.
القهوة لا تسبب لك الجفاف كما تعتقد
القهوة تجعلك أكثر رزانة
نلاحظ في الأفلام الأجنبية، أن هناك لقطة تتكرر إلى حد ما تتعلق بأولئك الأشخاص الذين يشربون الكثير من الكحوليات حتى يصلون إلى مرحلة السكر، فيأتي لهم صديق ويخبره بخبر هام، وينصحه بشرب كوب من القهوة حتى يعادل التأثير المسكر للكحوليات، بخاصة إذا ما كان هذا الشخص ينوي قيادة سيارة.
الحقيقة أن القهوة ليس لها أي تأثير يجعلك تفيق من حالة السكر، بل على العكس، قد تزيد من حالة عدم الاتزان التي تمر بها. ووفقًا لدراسة نشرت في مجلة علم الأعصاب السلوكي، فإن هذه الدفعة من اليقظة والوعي، التي تأتي مع تناول الكافيين، يمكن أن تجعلك تشعر بأنك قادر على قيادة السيارة، وأنت في حالة سكر، رغم أن هذا الأمر ليس فعليًا، إذ إنّه مجرد إحساس زائف لا أكثر.
ويقول توماس جولد، المؤلف المشارك في هذه الدراسة، إن الأسطورة حول إزالة القهوة لآثار الثمالة غير صحيحة، بل إن الاستخدام المشترك من الكافيين والكحول يمكن أن يؤدي في الواقع إلى قرارات سيئة مع نتائج كارثية. فالناس الذين استهلكوا فقط الكحول، والذين يشعرون بالتعب والثمالة، قد يكونون أكثر عرضة لإنكار الاعتراف بأنها في حالة سكر، مما يضعهم في مخاطر حقيقية.
القهوة تقلص نموك
هل تعلم أنه يمكنك إلقاء اللوم على ظهور أسطورة «القهوة تقلص نموك» على بعض الإعلانات الذكية. على الأرجح بدأت هذه الأسطورة عندما بدأ منتج «بوستام – Postum»، وهو بديل للقهوة المصنوعة من نخالة القمح المحمص، والقمح، ودبس السكر، في الظهور من خلال حملة تشويه للقهوة في مطلع القرن العشرين، والتي تندد بآثار القهوة على صحة الناس، ولا سيما الأطفال.
وقد نجحت بالفعل هذه الحملة الدعائية. فالإعلانات بثت الرعب في الآباء بإخبارهم أن القهوة توقف النمو لدى أطفالهم، وأنه من شأنها أن تجعلهم شديدي العصبية، وغير قادرين على التعلم في المدارس.
ومع ذلك، فقد كانت هناك دراسات تربط بين تناول الكافيين وبين انخفاض كتلة العظام وانخفاض امتصاص الكالسيوم. وأشارت إحدى الدراسات لأحد البحثين من كلية الطب بجامعة هارفارد، ونشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية، إلى أن المشروبات الغازية التي تحتوي على الكافيين تؤدي إلى انخفاض كثافة المعادن في العظام عند النساء المسنات، ولكن ليست هناك أدلة كافية لتأكيد الأمر.
وفي دراسة أخرى، نشرت أيضًا في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية، لوحظ أن معظم الأبحاث التي تربط بين الكافيين وكثافة العظام تحدث في كبار السن الذين تمتاز وجباتهم الغذائية بانخفاض مصادر الكالسيوم بسبب شربهم المستمر لكثير من القهوة والصودا وعدم شرب أي شيء آخر.
وخلاصة القول هنا، أنه لا يوجد أي دليل على الإطلاق على علاقة القهوة بتوقف أو انخفاض معدلات النمو لدى الأطفال، وأنه من غير المحتمل أن الكافيين يؤثر على صحة العظام في أي شخص لا يكافح بالفعل للحفاظ على صحتها.
إعلان ضد القهوة عام 1933
الإسبرسو يحتوي على كافيين أكثر
إذا كنت تقارن بين فنجان عادي من الإسبرسو وبين كوب متوسط من القهوة (يصل حجمه إلى ثمانية أوقيات أو 237 ملليجرام)، فكما تشرح كيمياء القهوة، فإن كوبًا متوسطًا من القهوة السوداء لديها ما بين 65-140 ملليجرام من الكافيين (في المتوسط 92.5 مليجرام). بينما جرعة الإسبرسو الواحدة (حوالي أوقية واحدة أو حوالي 30 ملليجرام) تحتوي ما بين 30 و50 مليجرام من الكافيين.
وبالتالي فإن كوب واحد من القهوة يحتوي على كافيين أعلى بمقدار 2.3 من الكافيين الموجود في الإسبرسو. وبالتالي عندما تطلب الإسبرسو، فعليك التأكد أنك تطلبه بغرض النكهة وليس بغرض الحصول على المزيد من الكافيين.
قلة النوم في المساء
الكافيين منبه، ومع ذلك، فإن الكافيين الذي تتناوله يومياً في فترة ما بعد الغداء الخاصة بك، تجري معالجته عن طريق الكبد بسرعة البرق، ليكون ما نسبته 75% من الكافيين الذي تناولته قد خرج من جسمك بالفعل في غضون ما بين أربع إلى سبع ساعات؛ لذا إن كنت تشرب فنجانك الثاني من القهوة، في تمام الثالثة ظهرًا، فإن الكافيين الموجود به سيختفي من جسمك بالتأكيد قبل موعد النوم.
القهوة تفقدك الوزن
هذا ليس صحيح تمامًا، فمادة الكافيين لها آثار تتعلق بتحفيز عملية التمثيل الغذائي الخاصة بجسدك بالفعل، لكن هذا التحفيز يكون قليلًا وقليلًا جدًا، ليس بما يكفي لإحداث تأثير في النظام الغذائي الخاص بك، وخاصة من حيث فقدان الوزن على المدى الطويل.
قد يقلل الكافيين من رغبتك في تناول الطعام لفترة وجيزة، ولكن ليس هناك ما يكفي من الأدلة لإثبات أنه يساعد على المدى الطويل في فقدان الوزن.
الإسبرسو ليس أشد قوة من القهوة العادية
الحوامل لا يشربن القهوة
المعلومة الأكيدة هنا، هي أن الكافيين لا يضر الجنين، ولكن تنصح المرأة الحامل بالحد من تناول الكافيين إلى حوالي 200 ملليجرام، وهو ما يساوي تقريبًا كوبًا واحدًا من القهوة يوميًا.
يمكن للكافيين المرور عبر المشيمة والوصول إلى الطفل، ولكن لا توجد دراسات محددة ذكرت بأن له تأثيرًا ضارًا. ولكن الحذر في هذه الحالات بالتأكيد سيكون أفضل.
الكافيين عالي الإدمان
في حين أن هناك القليل من الحقيقة في هذه الأسطورة، إلا إن الأمر ليس سيئًا كما أظهره البعض في الأفلام الأجنبية. فالكافيين يحفز الجهاز العصبي المركزي، والذي يسبب حالة من الاعتماد الطفيف جدًا، والتي لا تصل إلى حالة إدمان.
فمن المعروف طبيًا أن آثار الانسحاب الخاصة بالكافيين لا تستمر سوى يوم واحد أو اثنين، وهي بعيدة كل البعد عن آثار انسحاب الهيروين على سبيل المثال.
ساسة بوست