رام الله الإخباري
بين متاهات المستشفيات في محافظات الضفة الغربية المحتلة، ما زال محمد زيدان يبحث منذ خمسة أشهر عن علاج لنجله أمير (7 أعوام)، والذي أصيب بشلل دماغي نتيجة خطأ طبي بمستشفى خاص بمدينة رام الله.
ويشتكي زيدان، الذي يسكن بلدة بير نبالا شمال القدس المحتلة، من مماطلة المستشفى الذي أصيب ابنه بالشلل داخله، في الوقت الذي بقي فيه يحدّق بطفله الذي تُرك يُعذب، ويرقد على سرير بأحد مستشفيات مدينة بيت لحم.
ورغم مرور وقت طويل على تلف 85% من دماغ أمير، لم تسارع إدارة المستشفى ووزارة الصحة حتى اليوم بتوفير العلاج المطلوب للطفل، أو نقله إلى مستشفى خارجي، وبقي رهين مستشفيات الضفة التي لم تقدم أي حلول.
ويقف زيدان على رأس ولده يتأمل وجهه تارة، وأخرى يلهج لسانه بالدعاء راجيًا له الشفاء العاجل.
العلاج فقط
قضية أمير التي أشغلت الرأي العام في الآونة الأخيرة لم تشفع له لتحرك الجهة المسؤولة عن الخطأ الطبي، حتى أنهم لم يبادروا باتصال أو استفسار عن وضعه الصحي، بحسب والده.
ويقول والد الطفل زيدان : "توجهت لوزارة الصحة للتحقيق في الحادثة والضغط باتجاه إنقاذ حياة أمير وعلاجه، لكن طاقمًا من الوزارة زاره بعد ثلاثة أشهر من الحادثة، بعد أن تم نقله إلى مستشفى الجمعية العربية في بيت جالا".
وبكلمات قاسية تحمل نقمًا على الأطباء يضيف "لا أريد عمل مساج (تدليك) لابني. أريد علاج دماغه. المستشفى أمامه خيارين: إما أن يحضر علاجًا لدماغ أمير، أو يذهب به لأي مستشفى في العالم".
ويُبدي والد الطفل استعداده لبيع إحدى كليتيه لتوفير مال لعلاج ابنه على نفقته الخاصة، في ظل تنكر الجهات المعنية لذلك.ووفق زيدان، فإن أحدًا من المستشفى الذي أصيب ابنه بالشلل الدماغي داخله، لم يتصل للاستفسار عن صحة أمير، ولم يُخبروا إن كان له علاج في الخارج أو لا.
ويقول: "لا يوجد أي تجاوب لمطالبتي بتحويله إلى مستشفى لعلاجه من الشلل، وكل ما يقولونه إنهم نقلوه إلى مستشفى بيت جالا، وأنه يوجد علاج له هناك، لكن حتى اليوم لا يوجد تحسن بحالته".ويُحمل زيدان المستشفى المتسبب بشلل أمير كامل المسؤولية عن علاجه سواءً داخل الأراضي الفلسطينية أو الكيان الإسرائيلي أو في الخارج.
وعود رسمية
خلال فترة علاج أمير، زار وزير الصحة جواد عواد الطفل خلال خضوعه للعلاج في قسم العناية المكثفة بمستشفى مسلّم التخصصي برام الله، بحسب بيان سابق لوزارة الصحة.
ووفق البيان؛ فإن الوزير اتفق مع المسؤولين في المستشفى خلال اجتماع بينهم على إجراء تقييم طبي من طبيب مختص بالتأهيل، وتحويل الطفل لاستكمال علاجه التأهيلي.
وأكدت الوزارة حينها أن إدارة المستشفى المذكور أبدت استعدادها لتحويل الطفل لاستكمال علاجه في أي مركز طبي متخصص بالتأهيل يوصي به الأطباء المختصون.
ويؤكد مصدر مسئول في وزارة الصحة لمراسل "صفا" أن الوزارة شكّلت لجنة تحقيق بعد الحادثة، وأغلقت غرف عمليات في المستشفى لفحص الأجهزة الموجودة فيها، لكن شيئًا لم يحدث للطفل المريض حتى اليوم.
وبعد أشهر من بيان الصحة، يقول زيدان إنه تواصل باستمرار مع الوزارة، "وفي كل مرة يقولون لي ابحث عن مستشفى لعلاج ابنك".ويضيف "هذا ليس من واجبي بل من واجب المستشفى الذي تسبب بالشلل لأمير، وعليهم أن يعالجوه سواء كلفهم شيقل أو مليون شيقل. أريد أن يرجع ابني إلى المدرسة ويقول لي بابا".
وكالة صفا الاخبارية