رام الله الإخباري
نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن مصادر في المعارضة السورية قولها إنها غير مهتمة بتهديدات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، التي توعد فيها بقطع المعونات عن المعارضة السورية.
وجاءت هذه التهديدات في وقت تستعد فيه روسيا والنظام السوري لشن هجوم يعتقد أنه سيكون الأكثر دموية على مدينة حلب، التي يسيطر عليها معارضون للنظام السوري.
وبحسب مصادر في المعارضة السورية فإن خطوة ترامب بقطع المعونة عنهم لن تشكل فرقاً كبيراً، إلا أنها ستكون خطوة واضحة تعري الموقف الأمريكي الذي طالما اختفى خلف شعارات الإدانة والاستنكار لنظام بشار الأسد دون أن يقدم على أي خطوة لإدانة هذا النظام.
المعارضة السورية تسعى بدلاً من ذلك إلى توطيد علاقتها مع كل من تركيا والسعودية لغرض توفير الإمداد العسكري.
يقول هشام سكيف، عضو المجلس المحلي في حلب، إن رفع أمريكا للدعم سيكون أمراً جيداً؛ لأننا على الأقل سنتخلص من هذا الصديق الضار، فأمريكا عملياً لا تدعمنا بل تنفذ ما يريده الأعداء.
محللون سياسيون يرون أنه من المبكر الآن الحديث عما يجب أن يفعله ترامب في سوريا، التي بات صراعها اليوم معقداً جداً، رغم أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب قال إنه يعتزم قطع الإمداد عن المعارضة السورية.
الولايات المتحدة سبق لها أن عملت على برنامج سري لتدريب فصائل في المعارضة السورية في إطار تهيئتها لخوض معركة ضد تنظيم الدولة، وهو البرنامج الذي أشرفت عليه السي آي إيه الأمريكية.
بعض الجماعات السورية التي رفضت الانخراط في البرنامج، تلقت تدريبات لدى تركيا وشنت بالتعاون معها هجوماً على معاقل تابعة لتنظيم الدولة في سوريا وتمكنت من استعادة العديد من المناطق هناك.
بسام الحاج مصطفى، المتحدث السياسي باسم كتائب نور الدين زنكي، قال إن تصريحات ترامب لا يمكن اعتبارها الآن أنها تمثل الإدارة الأمريكية، رغم أن فصيله سبق له أن خسر أي دعم أمريكي بعد اتهامه بأنه فصيل مقرب من تنظيم القاعدة.
من جهته اعتبر فريدريك سي وولف، المسؤول السابق في إدارة أوباما، أنه من المبكر الحديث عن سياسة ترامب في سوريا، مؤكداً أن الرئيس المنتخب بحاجة إلى مزيد من الوقت ليفهم طبيعة الصراع هناك.
ويرى محللون أنه في حال اتخذت الولايات المتحدة الأمريكية قراراً بوقف المعونات التي تقدم للمعارضة السورية، فإن ذلك سيكون مبرراً لتلك الجماعات إلى الالتحاق بالتنظيمات المتطرفة وربما إلى تنظيم الدولة التي دخلت بعض الفصائل في قتال معه الآن.
تصريحات ترامب بقطع المعونة عن المعارضة السورية وجدت ترحيباً لدى نظام دمشق، حيث أعلنت المستشارة السياسية لرئيس النظام بثينة شعبان أن حكومة بلادها مستعدة للعمل مع ترامب.
نظام الأسد وحلفاؤه من الروس والإيرانيين، كانوا قد وضعوا خططاً عسكرية للهجوم على حلب الشرقية واستعادتها من قبضة المعارضة السورية، وهي خطط وضعت تحسباً لفوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون التي كانت تتحدث عن زيادة الدعم للمعارضة السورية وأيضاً إقامة منطقة حظر طيران.
الخليج اون لاين