حت رعاية الرئيس محمود عباس، افتتح مساء اليوم الثلاثاء، بقصر رام الله الثقافي، في مدينة رام الله، المؤتمر الدولي الـ15 لرابطة أطباء الجلد العرب، الذي يعقد بالتزامن مع المؤتمر الدولي الفلسطيني الرابع للأمراض الجلدية والتناسلية.
وقال رئيس الوزراء رامي الحمد الله في كلمته خلال المؤتمر: "يسرني أن أكون هنا ممثلا لرئيس دولة فلسطين محمود عباس في هذا المؤتمر الدولي الهام، لنطلق أعماله في دورته الرابعة في مدينة رام الله، خاصة أنه يحمل أجندة ومحاضرات علمية هدفها تطوير واقع الطب الجلدي في فلسطين".
وأضاف: "في الوقت الذي تتزايد فيه التحديات، تتعاظم المسؤولية الملقاة على عاتقنا لمواصلة مسيرة البناء والمأسسة والتطوير، حيث عملنا، في ظل أصعب الظروف، على استنهاض القطاعات وبناء القدرات الذاتية ومواصلة تقديم الخدمات للمواطنين في إطار الحكم الرشيد، وقد تصدر قطاعا الصحة والتعليم هذا الجهد، لدعم نهضتهما وتطورهما، باعتبارهما حجر الأساس لبناء المستقبل وتحقيق التنمية الوطنية المنشودة".
وتابع: "تحتضن فلسطين لأول مرة، المؤتمر الدولي لرابطة أطباء الجلد العرب، في غمار عمل حثيث وجهود وطنية كبرى لاستنهاض واقع قطاع الصحة وتطوير الخدمات الطبية وضمان جودتها واستمراريتها، والنهوض بالمؤسسات الصحية الفلسطينية المختلفة وتصويب أوضاعها وتوطين العلاج فيها. ولهذا، فإننا ننظر بالكثير من الاهتمام إلى ما ستتمخض عنه مداولات هذا المؤتمر، وما ستتيحه من انفتاح على الخبرات والمعارف العربية والدولية في علوم طب الجلد".
واستطرد الحمد الله: "نجتمع معا في ظل الكثير من المعاناة والألم والظلم الذي يواجهه شعبنا، إذ يمعن الاحتلال الإسرائيلي في الاستيلاء على الأرض والموارد التي هي مقدرات الشعب ومقومات الدولة، ويضع العراقيل أمام تطور ونمو اقتصادنا الوطني، ويمنع جهود التنمية والبناء والاستثمار، خاصة في القدس والأغوار وسائر المناطق المسماة (ج)، يفرض فيها مخططات التهجير القسري ويهدم بيوتها ومنشآتها ومدارسها. إذ هدمت قواته خلال هذا العام، أكثر من 990 منشأة، من بينها حوالي 280 منشأة ممولة دوليا وثلاث مدارس. يأتي هذا في وقت تحكم فيه إسرائيل حصارها الظالم على قطاع غزة، وتصادر مقومات الحياة منه وتتركه فريسة للمرض والفقر والتلوث، وهي بهذا كله، إنما تهدف إلى تجريد دولتنا من سيادتها ومنع تواصلها الجغرافي وسلبها مقومات تطورها وصمودها".
وقال: "ففي قطاع الصحة تركز الكثير من العمل على إعمال حق المرضى في الوصول إلى خدمات صحية آمنة وذات جودة ومستدامة، وتطوير قطاع المستشفيات والرعاية الصحية الأولية، وعمدنا إلى توطين العلاج في مستشفياتنا الوطنية، الحكومية والأهلية والخاصة، ووضع نظام جديد للتحويلات الطبية من خلال إنشاء مراكز ولجان تحويلية في شمال ووسط وجنوب البلاد، كما افتتحنا العديد من المراكز والعيادات والأقسام الطبية في كافة المحافظات، إضافة إلى استقطاب كفاءات طبية في التخصصات النادرة، وتشغيل مستودعات الأدوية المركزية في نابلس، والتوسع في أقسام وبنى وتجهيزات وتخصصات مستشفياتنا الحكومية، لضمان تلبية احتياجات أبناء شعبنا، خاصة مع تزايد الاعتداءات الإسرائيلية واستهداف أبناء شعبنا وزيادة أعداد الجرحى والمرضى. حيث افتتحنا قبل يومين فقط، جناح العمليات الجراحية التخصصية في مجمع فلسطين الطبي بتوسعة وتخصصات جديدة".
وتابع: "لقد كان طب الجلد جزءا من هذه المنظومة، إذ يقدم أطباء الجلدية خدماتهم في المراكز الصحية الحكومية، وأنه سيتم قريبا افتتاح المركز الوطني للأمراض المزمنة والجلدية في مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله، كما وتقدم وزارة الصحة الأدوية والمستلزمات الطبية للمصابين بالأمراض الجلدية المزمنة".
وأشار إلى أن التطور الذي شهدناه ونشهده على طريق تطوير مؤسساتنا الطبية وتحديث أجهزتها وبنيتها التحتية، لا بد أن يترافق مع الاهتمام الكامل بتنمية مهارات ومعارف كوادرنا البشرية من أجل رفع مستوى الخدمات الطبية في كل المجالات.
وثمن الجهود التي بذلتها الجمعية الفلسطينية لأطباء الأمراض الجلدية والتناسلية، لعقد مؤتمر دوري نواكب من خلاله المستجدات العلمية والبحوث الطبية، وبما يساهم في رفد أطبائنا بالمزيد من الخبرة العلمية لتطوير الخدمات الطبية المقدمة لأبناء شعبنا. ويأتي هذا المؤتمر الدولي الهام اليوم، تأكيدا وتكريسا لهذه الإنجازات جميعها، إذ يتزامن مع انعقاد المؤتمر الرابع للجمعية الفلسطينية لأطباء الأمراض الجلدية والتناسلية، ويؤكد أن بلادنا تتواجد على الخارطة الدولية لطب الجلد".
وشكر الجمعية الفلسطينية لأطباء الأمراض الجلدية والتناسلية، ورئيسها د. كمال الشخرة، ود. رياض مشعل رئيس المؤتمر، ونقيب الاطباء د. نظام نجيب، على اهتمامهم وحرصهم الكبير على تبادل الخبرات والمستجدات في تشخيص وعلاج الأمراض الجلدية مع أطباء العالم، وعرض قصص نجاح أطبائنا في التعامل مع العديد من الحالات المرضية الصعبة ومعالجتها.
وحيا جميع المشاركين في هذا المؤتمر، وخص ضيوف فلسطين، الذين بحضورهم ومشاركتهم وخبراتهم، يدعمون جهودنا في النهوض بنوعية وجودة الخدمات الطبية الجلدية.
وكان مؤسس الأكاديمية العربية لطب التجميل في الامارات البروفيسور ابراهيم كلداري، افتتح المؤتمر، وقال: "قررنا عقد المؤتمر بإصرار في رام الله، تحديا من جميع الاطباء العرب لكسر العوائق التي تحول دون لقائهم مع نظرائهم الفلسطينيين".
وأضاف أن المؤتمر سيغطي الكثير من المواضيع، وسيتخلله ورش عمل حول التجميل والأمراض الجنسية والتناسلية، وواقع التجميل.
وأشار إلى انه تقرر في آخر اجتماع عقده الأطباء في دبي، ترشيح الدكتور رياض مشعل من فلسطين كأمين عام للرابطة الطبية للأمراض الجلدية.
وشكر الرئيس محمود عباس على رعايته للمؤتمر، وثمن جهود القائمين عليه.
وأشاد وزير الصحة جواد عواد، بتطور القطاع الصحي على مستوى الرعاية الصحية الاولية، وقال: إن "كل المؤشرات أثبتت أن الرعاية الصحية الأولية تكاد تصل إلى أفضل مستوياتها على مستوى إقليم شرق المتوسط في مجالات عديدة، منها: التطعيمات، ونسبة وفيات الامهات، وتشجيع الرضاعة الطبيعية، والكشف المبكر عن امراض السرطان، إضافة انقراض العديد من الامراض السارية في الاراضي الفلسطينية منذ سنوات عديدة".
وأضاف الوزير عواد أن مستشفيات وزارة الصحة تشهد تطورا ملحوظا على صعيد الاداء وتوفر الإمكانات واجراء العمليات الجراحية، من أجل الوصول إلى توطين الخدمات الصحية داخل فلسطين.
وأشار إلى أن وزارة الصحة استطاعت فعلا توطين العديد من الاجراءات مثل زراعة الكلى، وعمليات القلب المفتوح، والتصوير بالرنين المغناطيسي، إضافة إلى العديد من الإجراءات الطبية الأخرى.
وشدد على أن هذه الانجازات تحققت بدعم وتوجيهات الرئيس محمود عباس واهتمامه الكبير بالقطاع الصحي، ومتابعة رئيس الوزراء رامي الحمد.
بدوره، قال الأمين العام المساعد لرابطة أطباء الجلد العرب، رئيس المؤتمر، رياض مشعل، إن هذا المؤتمر يعد تحديا علميا وعرسا وطنيا نفتخر بعقده في مدينة رام الله، التي تزهوا بأفضل أطباء الجلد، تحت شعار "على هذه الأرض ما يستحق الحياة"، وهي كلمات من شعر الراحل محمود درويش، الذي يرقد ثراه على بعد امتار من انعقاد المؤتمر.
وأستذكر مشعل في كلمته أمام المؤتمر الذكرى الـ12 لاستشهاد القائد ياسر عرفات "أبو عمار"، وعاهده على الاستمرار في النضال حتى تحقيق طموحات أبناء شعبنا بالحرية والاستقلال.
وشكر الرئيس محمود عباس على رعاية هذا المؤتمر، مشيرا إلى أن سيادته يدعو دائما الاشقاء العرب والمسلمين إلى زيارة فلسطين للتضامن مع شعبها.
وثمن الجهود التي يبذلها رئيس الوزراء رامي الحمد الله، لتوفير متطلبات الصمود للشعب الفلسطيني خاصة الخدمات الطبية وتوطينها في فلسطين.
ورحب مشعل بالأطباء المشاركين في المؤتمر، وقال: "نرحب بكم في فلسطين أرض السلام، لتكونوا سفراء لنقل ما تشاهدونه من معاناة أهلها جراء الاحتلال الإسرائيلي، وتدعموا صمودهم ونضالهم لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، فشعبنا آخر شعب في العالم ما زال يرزح تحت الاحتلال".
من جانبه، قال نقيب الأطباء نظام نجيب، أن النقابة دأبت بالعمل بروح من الشراكة والتعاون مع وزارة الصحة، وحققت العديد من الانجازات في قطاع الخدمات الصحية.
وأضاف: قررنا مقاطعة الأدوية الإسرائيلية، والتوجه للبديل من الأدوية المحلية أو الأجنبية، مشددا على أن الأدوية المصنعة في فلسطين أصبحت تغزو دول العالم من خلال العديد من الشركات المحلية المتميزة.
وحضر افتتاح المؤتمر: محافظة رام الله والبيرة ليلى غنام، وأمين عام رابطة أطباء الجلد العرب عبد الوهاب الفوزان، وعدد من أعضاء اللجنة التنفيذية، والشخصيات الرسمية والاعتبارية.
ويشارك في المؤتمر أكثر من 250 طبيبا من الاْردن، ومصر، والإمارات، والكويت، والمغرب، وليبيا، والسودان، وتونس، كما سيشارك عدد من كبار اطباء الجلد من النمسا وبلغاريا وأوكرانيا وفرنسا وبريطانيا والفلبين والصين وكرواتيا وجنوب افريقيا والهند.
وسيقدم الأطباء محاضرات يوم غد الخميس حول مواضيع وأمراض جلدية مختلفة، وسيقدم الأطباء الفلسطينيون محاضرات حول طب الأمراض الجلدية في فلسطين، وسيتم عرض بعض الحالات المعقدة وآلية تشخيصها والتعامل معها.