رام الله الإخباري
التقى طفلٌ أميركي بمنقذيه، كانت الشرطة عثرت عليه العام 2010 وقد أضناه التجويع حتى نحل جسمه بعدما حبسته أمه في علية منزلهم بولاية كانساس، حسب ما رصدته الديلي ميل البريطانية.
اليوم وبحسب صحيفةDaily Mail جيوفاني إيستوود مراهق يافع في الـ13 من عمره، وبالكاد يعرفه منقذوه بعد آخر مرة شاهدوه فيها حينما كان في الـ6 مجرد هيكل عظمي التصق به جلده بزنة 9 كيلوغرامات، بعد عثروا عليه في مقاطعة جونسون بالولاية المذكورة.
يقول النقيب برينت مور الذي التقى السبت 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 من جديد بالولد الصغير "التحول البادي من أحوال تلك الليلة وحتى الآن هو كالفرق بين الليل والنهار، وقتها كانت صوره مثل صور الحرب العالمية الثانية. هكذا كان." حسبما قاله لموقع kansascity.com .
كان أفراد الشرطة قد زاروا منزل جيوفاني أول مرة في بلدة دي سوتو القريبة من مدينة كانساس سيتي في حيث وجدوا المنزل في حال مزرية قذرة "ملؤها روائح البول والبراز".
وقتها كان قد صدر بحق أم الطفل، المدعوة ريتشيل بيريز، مذكرة اعتقال استثنائية من البلدية، بيد أنها لم تذكر شيئاً عن ابنها الذي تركته رهينة حبسه في العلية.
ولم يدرِ أحدٌ بأمر جيوفاني إلا حينما نطقت جدة أمه لتنبّه الشرطة إلى أن الولد مختفٍ، عندها عادت الشرطة من جديد إلى المنزل، وبدأ أفرادها بحثهم بمناداة اسم الولد حتى سمعوا ضجة خافتة من العلية.
اندفع العنصر جون كلينغيل نحو العلية ليفتح السقفية، ليجد الصغير جيوفاني جالساً في المساحة الضيقة محاطاً بالمسامير المدببة والخشب المكسور والألواح الصخرية.
وطبقاً لما جاء في أوراق المحكمة "كان الطفل في حال هزيلة تماماً، تعلوه جراح دامية وغارقاً في البول والبراز. بدا وكأن الطفل لم يأكل منذ أيام كما كانت أكثر عظامه ظاهرة للعين المجردة."
عثر على جيوفاني قبل 3 أسابيع فقط من عيد ميلاده السابع بزنة أقل من 9 كيلوغرامات، أي أقل من طفل رضيع في شهره الـ8.
ونقل إلى المستشفى في حال مزرية من المضاعفات التي ألمت به من فرط الإهمال الشديد.
لم يكن جيوفاني يقوى على المشي أو الكلام كما كان يعاني من متلازمة داون.
قصة الطفل هزت أميركا لكونها إحدى أفظع قصص إساءة معاملة الأطفال في تاريخ ولاية كانساس.
من بين متابعي القصة على الشاشات وفي النشرات الإخبارية كانت جيني ويفر وهي أمٌ تأثرت كثيراً بالقصة حتى قررت مد يدها للمساعدة وأخذت على عاتقها أيضاً مهمة العناية بشقيقتي جيوفاني، براندي ذات الـ8 أعوام و إينجل البالغة من العمر 5 أعوام.
ثم كان العام 2012 حيث قامت عمة أحد الوالدين وزوجها، ستيسي وجو إيستوود بتنبني الأطفال بعد المعاناة التي مروا بها.
تقول ستيسي "مهما كان الأسى الذي مروا به، فقد خاضوه معاً، وأردت لهم أن يخرجوا من محنتهم معاً كذلك."
وقد حكم على والدة جيوفاني (الذي يناديه الكل بلقب "جوفي") بالسجن 8 سنوات بتهمة إساءة معاملة طفلها.
وقد جهد الأطفال للتغلب على الصعاب والمحن التي واجهتهم منذ نعومة أظفارهم في سن الطفولة، فقد كان جوفي يفضل النوم على الأرض لا على سريره، حيث من الواضح أنه كان دوماً ينام أرضاً بدل السرير، ولما كان أحدهم يحاول دق كفه بكفه كان يصاب بخوف ويصرخ "لا ضرب! لا ضرب!"
ولكن مع تكثيف المعالجة وإغداق الوالدين المتبنيين ستيسي وجو للحب والدعم عليهم برفقة إخوتهم الجدد أبناء آل إيستوود، تاكر وسنبسر، تمكن جوفي من التعافي والتحسن بشكل كبير.
الآن بعد مضي 6 سنوات من عثور الشرطة عليه ها هو جوفي وأختاه مثل أي إخوة صغار كلهم نشاط ولعب ومرح.
يقول النقيب مارك روكيوسيك الذي كان أحد 2 من المشرفين الذين حضروا المشهد قبل 6 سنوات "لقد أحرز الولد تقدماً كبيراً، كم هو مريح أن نجده يعيش وسط بيت ملؤه الحب والوئام."
قسم شرطة مقاطعة جونسون منح جوفي رتبة عنصر شرف في فريق الشرطة الذي أنقذه، وهو الآن يزن 45 كيلوغراماً وفي صحة جيدة.
وأثار الصبي الشاب الإعجاب من حوله في القاعة حينما مضى يعانق الأصحاب والأهل ويصافح رجال الشرطة ويفتر ثغره عن ابتسامة عريضة أثناء مشاركته بفعاليات دورة للتوعية بآثار ومخاطر التنمر وفظاظة التعامل؛ فشتان ما بين هذا الشاب الاجتماعي الآن وبين ذاك الطفل الهزيل الخائف الضعيف قبل 6 سنوات.
وتختم أمه بالتبني التقرير بقولها "إنه موضع اهتمام كبير ويحب أن يكون محطَّ كل هذا الاهتمام."
هافينغتون بوست عربي