الرئيس يضع حجر الأساس للحديقة التكنولوجية الفلسطينية- الهندية في جامعة بيرزيت

الحديقة التكنولوجية الفلسطينية- الهندية

رام الله 8-11-2016 وفا- وضع رئيس دولة فلسطين محمود عباس، بمشاركة وزير الدولة للشؤون الخارجية الهندي م.ج. أكبر، اليوم الثلاثاء، حجر الأساس لمشروع الحديقة التكنولوجية الفلسطينية- الهندية في حرم جامعة بيرزيت، بحضور عدد كبير من الأكاديميين ورجال السياسة والاقتصاد.

وقال الرئيس في كلمة له خلال الاحتفال بوضع حجر الأساس: "إن الهند كانت وما زالت صديقة للشعب الفلسطيني، يسعدنا اليوم ان نشارككم احتفالكم لوضع حجر الاساس للحديقة التكنولوجية الفلسطينية- الهندية، التي تقام هنا على ارض جامعة بيرزيت، وبدعم كريم من الحكومة الهندية الصديقة".

وأضاف سياته "انتهز هذه الفرصة لأتقدم بشكر خاص للحكومة الهندية على المنحة المقدمة لهذا المشروع، والتي تم الاعلان عنها اثناء زيارة فخامة الرئيس الهندي برناب موخارجي، لبلادنا في العام الماضي، وها نحن اليوم قد وضعنا حجر الاساس لهذا المشروع الرائد، على أمل ان نراه بعد عام ونصف من الآن، جاهزا لاستقبال رجال الاعمال، وغيرهم من الراغبين في الاستثمار في هذا المجال، وكذلك الطاقات الشابة".

وتابع: "لا بد هنا ان نتقدم بالشكر الجزيل لجامعة بيرزيت، ممثلة برئيس مجلس امنائها د. حنا ناصر، ورئيس الجامعة د. عبد اللطيف ابو حجلة، على قرارهم بتقديم قطعة الارض التي نقيم عليها هذا المشروع العظيم، وهذا ليس جديدا على جامعة بيرزيت، فهي دائما سباقة في إسهاماتها العملية والوطنية، فبالأمس القريب افتتحنا المتحف الوطني الذي كان ايضا على ارض منحتها جامعة بيرزيت".

وقال سيادته: "نأمل أن يساهم هذا المشروع في تعزيز علاقات الصداقة مع الهند، خاصة بين الباحثين ورجال الاعمال، وكذلك لتشجيع رجال الاعمال والشباب من الفلسطينيين الرواد لتطبيق أفكارهم ومشروعاتهم في مجالات التكنولوجيا، والطاقة النظيفة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتطوير صناعات الأدوية، وصناعات الزراعية، وغيرها من اوجه التكنولوجيا".

وأضاف "نتطلع أن يفتح هذا المشروع المجال واسعا، ويهيئ افاقاً جديدة لآلاف الشباب والشابات المختصين في مجالات التكنولوجيا للعمل فيه، وبما يسهم في تطوير ونهضة الاقتصاد الوطني.

بالأمس القريب احتفلنا بانطلاق العمل لبناء مشروع الاسمنت، وقريبا سنضع حجر الاساس لأكبر محطة لإنتاج الكهرباء في منطقة جنين، وسنفتتح مصنع المكيفات الفلسطيني الأول في منطقة طولكرم.. وستستمر جهودنا وسنبقى صامدين على ارضنا، نبني اقتصاد دولتنا، ونعمل على المستويين السياسي والدبلوماسي لحين تحقيق حريتنا واستقلالنا".

واختتم سيادته كلمته بالقول: "لا يفوتنا أن ننتهز هذه الفرصة لنعبر عن الشكر والتقدير لكل من ساهم في تنظيم هذا الاحتفال، وتقديم التسهيلات اللازمة لذلك، مثمنين دعم اهالي وبلدية بيرزيت لهذا المشروع".

ويأتي هذا المشروع ثمرة لمباحثات الرئيس مع نظيره الهندي، ولحاجة فلسطين للاستفادة من التجربة الهندية الغنية في هذا المجال، التي أصبحت من أبرز التجارب الرائدة في العالم في العقود الأخيرة.

وأكد الوزير الهندي التزام بلاده بهذه المنحة للسلطة الوطنية والشعب الفلسطيني، وأكد على الشراكة بين الطرفين التي يأمل أن تأخذ حيزاً أكبر في هذا المجال، حيث إن الهدف هو نقل وتطوير التجربة. وشدد على أهمية إشراك دول أخرى في تطوير الحديقة التكنولوجية وإنشاء مشاريع مشتركة.

من جانبه، قال رئيس مجلس أمناء جامعة بيرزيت د. حنا ناصر، إن الجامعة تنظر للمشروع باهتمام كبير، كونه سيمثل لها اكتمال حلقات تنموية ثلاث، كخدمة للمجتمع الفلسطيني داخل حرم الجامعة، بدءًا بالبرامج الأكاديمية الجامعية، والحلقة الثقافية المتمثلة بمتحف فلسطين (الذي تم إنشاؤه على 40 دونماً من أراضي الجامعة خصصتها لمؤسسة التعاون في العام 2007، لهذا الغرض)، والآن بالحديقة التكنولوجية التي يتم إنشاؤها على حرم الجامعة، وذلك كحلقة رفد اقتصادي مبني على المعرفة.    

ويهدف المشروع ليكون المكان المناسب للبحث عن فرص النمو لشركاء الأعمال من خلال تطوير التعاون بين مختلف العاملين في القطاعات التكنولوجية والإبداعية، للمساهمة في تطوير الصناعة القائمة على المعرفة وعلى البحوث العلمية، بالتعاون مع الشركاء في قطاع الأعمال.

وسيعمل المشروع على تعزيز التعاون الاقتصادي بين الشركات الهندية والفلسطينية، وتوفير فضاء ومرافق للأعمال المشتركة، ومركز للابتكار، ومركز للأبحاث والتطوير، إلى جانب تحفيز برامج الريادة، وبناء القدرات في مجال التكنولوجيا.

وستتضمن الحديقة التكنولوجية الفلسطينية الهندية عدة مبان تبدأ بالمبنى الفلسطيني الهندي الذي سيكون نقطة البداية في المشروع، وكذلك خدمات ومزودات للطاقة الشمسية، وخزان مياه، ومحطة لمعالجة مياه الصرف الصحي، ومساحات خضراء، وغيرها من الإضافات التي تلتزم بالبناء الأخضر المعاصر (الصديق للبيئة).

يذكر أن هذا المشروع يشمل تطوير البنية التحتية لمنطقة مساحتها 20 دونماً خصصتها جامعة بيرزيت للمشروع، كما يشمل تشييد المبنى الأول الذي تمت الإشارة إليه، وذلك بدعم سخي من جمهورية الهند الصديقة.

ويأمل القائمون على المشروع أن يتم بناء شراكات أخرى لاحقاً، لتطوير باقي المباني ضمن رؤية المشروع، من أجل تحقيق أهدافه على كل المستويات، ومنها إنشاء تجمعات عنقودية للولوج إلى اقتصاد مبني على المعرفة، وتوفير فرص عمل في هذا القطاع تحت بيئة وبنية تحتية محفّزة للابتكار.