رام الله الإخباري
تعرَّض مُعلم التربية الدينية، الذي نشر تعليقات معادية للإسلام على وسائل التواصل الاجتماعي وشارك في مسيرة نظمتها مجموعة اليمين المتطرف "بريطانيا أولاً"، للفصل من العمل.
واعترف نيكولاس هول، الذي كان يُدرس في مدرسة بمدينة لستر، باشتراكه في مسيرة في مناسبة أو أكثر، واعترف كذلك بنشره عدداً من الرسائل المتعصبة.
كما اعترف هول بسلسلة من الأمور الأخرى، بما فيها السماح لطلاب تبلغ أعمارهم 12 و14 عاماً بمشاهدة فيلم للكبار فقط، وإتاحة المواد الإباحية على جهاز كمبيوتر محمول في المدرسة، وفشله في اتخاذ موقف مناسب عند اعتراف أحد الطلاب بتعاطيه المخدرات، وعمله في الحراسة الأمنية بينما كان يقضي إجازة مرضية.
"يشوه سمعة المهنة"
وخلُصت لجنة السلوك المهني إلى أنه مدان "بالسلوك المهني غير المقبول" وبـ"سلوك من شأنه تشويه سمعة المهنة". كما وجدت أنه أخل بمسؤوليته بشأن تقويض "القيم البريطانية الأساسية، بما فيها الديمقراطية، وحُكم القانون.. والتسامح تجاه مَن يعتنقون أدياناً ومعتقدات مختلفة"، وأن سلوكه قد اعتدى على حقوق الطلاب.
يُذكر أن عدداً من المعلمين تعرضوا للتوقيف أو الفصل نتيجة ارتباطهم بمجموعة يمينية متطرفة أخرى، هي الحزب القومي البريطاني. أحدهم، وهو آدم والكر، أصبح بعد ذلك رئيساً للحزب. مع ذلك، يُعتقد أن هول هو أول مُعلم يتعرض للفصل نتيجة ارتباطه بمسيرة بريطانيا أولاً، التي نُظمت منذ 3 سنوات بواسطة عدد من الأعضاء السابقين بالحزب القومي البريطاني.
وأمرت لجنة السلوك المهني بمنع هول من التدريس لأجلٍ غير مسمى في أي مدرسة، أو كلية ثانوية أو أي مؤسسة أخرى تابعة للأطفال في إنكلترا. ويظل هول محتفظاً بحقه في الاستئناف لدى لمحكمة العليا.
تعصب عنيف
كان هول، البالغ من العمر 53 عاماً، يعمل مُعلماً بكلية Soar Valley منذ عام 2001. وقررت اللجنة أن هناك دليلاً على حضوره عدداً من فعاليات اليمين السياسي وأنه أظهر "تعصباً عنيفاً" تجاه أناس من معتقدات أخرى.
وتضمنت التعليقات التي نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي "يا له من دين مريض هذا الدين الإسلامي" و"سندعهم وشأنهم عندما (يُقضى) على طاعون الإسلام من كوكبنا".
في تقريرها، قالت لجنة السلوك المهني "تؤمن اللجنة أن موقفاً كهذا يتناقض تماماً مع دور هول باعتباره مُعلماً، خاصة دوره كمُعلم تربية دينية في الكلية".
علاوة على ذلك، لم ترَ اللجنة أي علامة على شعور هول بالندم تجاه أفعاله. وعَقِب القرار، قال هول أنه ليس لديه أي تعليق يُدلي به غير أنه يمضي قدماً منذ أن فقد وظيفته.
"ارتديت الحجاب كي لا يغتصبوني"
وقالت جولي روبنسون، مديرة كلية Soar Valley "لم يعد هول يعمل بالمدرسة ولم يقم بذلك منذ فترة. بمجرد علمنا بأية مخاوف تتعلق بالسلوك، تم اتخاذ تدابير فورية مناسبة. تضمن ذلك الإحالة للجنة سوء السلوك، والتي نتج عنها القرار الأخير".
وتم تغريم نائبة زعيم حزب "بريطانيا أولاً"، جايدا فرانسين، الخميس بمبلغ 1,200 يورو وأُمرت بدفع تكاليف بقيمة 720 يورو بعد إدانتها بمضايقات ذات طابع ديني وارتداء زي رسمي سياسي. ويُعد هذا الأمر جريمة وفقاً لتشريع ثلاثينيات القرن الماضي الذي استهدف ما كان يُسمى القمصان السوداء للاتحاد البريطاني للفاشيين.
شاهد قاضي التحقيقات ببلدة لوتن مقاطع فيديو أظهرت فرانسين وعدداً قليلاً من الرجال في مسيرة وسط Bury Park، وهي منطقة في البلدة ذات عدد كبير من السكان المسلمين، يرتدون سترات وقبعات خضراء تحمل شعار بريطانيا أولاً ويحملون صلباناً بيضاء. كما أمكنه سماع فرانسين وهي توبخ امرأة مسلمة تتسوق في الخارج مع أبنائها الصغار الأربعة، صارخة في وجهها أن الرجال المسلمين أجبروها على ارتداء الحجاب حتى لا تتعرض للاغتصاب.
أنكرت فرانسين الجريمة، مُدّعية أنها لم تقصد الإهانة بكلماتها. وقد حضرت إلى المحكمة مع عدد من مؤيدي بريطانيا أولاً، البعض منهم عامل الصحفيين بعنف خلال اليومين اللذين عُرضت فيهما على المحكمة. وتعرض أحدهم للاعتقال بتهمة الاعتداء.
هافينغتون بوست عربي