رام الله الإخباري
نفى مصدر عسكري مسؤول بالجيش المصري، اليوم الخميس، ما تردد من أنباء بشأن إيفاد قوات عسكرية مصرية إلى سوريا للتنسيق مع قوات نظام بشار الأسد، في "محاربة الإرهاب".
وفي وقت سابق اليوم، نقلت وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية (غير رسمية)، عن مصادر صحفية (لم تسمها)، قولها إن "الحكومة المصرية قامت بإيفاد قوات عسكرية إلى سوريا في إطار مكافحة الإرهاب والتعاون والتنسيق العسكري" مع قوات النظام السوري.
وأضافت المصادر ذاتها أن "الحكومتين السورية والمصرية ستعلنان عن تنسيقات ستكون قائمة بينهما بهدف مكافحة الإرهاب، رسميا، في مستقبل ليس ببعيد".
لكن المصدر العسكري المصري المسؤول، الذي تحفظ على عدم ذكر اسمه، قال للأناضول إن "الحديث عن إرسال قوات عسكرية مصرية إلى سوريا مثير للسخرية"، دون أن يضيف تصريحات أخرى.
ولم تصدر السلطات المصرية بيانًا يؤكد أو ينفي حديث الوكالة الإيرانية، حتى الساعة 20:25 تغ.
ويأتي ذلك بعد نحو أسبوع من زيارة قام بها اللواء علي المملوك، رئيس مكتب الأمن الوطني (المخابرات) في نظام بشار الأسد، للقاهرة التقى خلالها نظيره المصري، اللواء خالد فوزي، حسب ما نقلته وكالة أنباء النظام السوري (سانا).
وأوضحت "سانا"، آنذاك، أن "الزيارة رسمية، وجاءت بناء على دعوة من الجانب المصري، واستمرت يوماً واحداً، التقى فيها المملوك مع فوزي وكبار المسؤولين الأمنيين".
وأشارت إلى أنه "تم الاتفاق بين الجانبين على تنسيق المواقف سياسياً بين دمشق والقاهرة، وكذلك تعزيز التنسيق في مكافحة الإرهاب الذي يتعرض له البلدان".
ولم تذكر الوكالة موعد اللقاء، كما لم يتسن الحصول على تعقيب فوري من القاهرة، غير أنه قبل نحو 24 ساعة من نشر خبر الوكالة السورية أفاد مصدر أمني بمطار القاهرة الدولي، للأناضول، بأن "وفداً رفيعاً من نظام بشار الأسد، وصل القاهرة، في زيارة تستغرق عدة ساعات، لبحث آخر تطورات الأوضاع على الساحة السورية".
وقال المصدر، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، كونه غير مخول بالحديث للإعلام، إن "الوفد يضم 6 مسؤولين، وصل إلى القاهرة، على متن طائرة خاصة، قادماً من دمشق"، دون أن يحدد أسماءهم.
ويأتي الحديث عن التقارب المصري مع النظام السوري في وقت تشهد فيه العلاقات المصرية السعودية، توتراً بسبب تباين مواقف البلدين من الأزمة السورية؛ حيث ترى القاهرة أن الحل السياسي الذي يشمل جميع الأطراف هو السبيل لإنهاء الصراع الدائر في سوريا منذ مارس/آذار 2011، بينما ترى الرياض ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة أولاً.
ولخص الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أغسطس/آب الماضي الموقف المصري من الأزمة السورية، وقال إنه يستند إلى خمسة مبادئ هي: "احترام وحدة الأراضي السورية وإرادة الشعب السوري، وإيجاد حل سياسي سلمي للأزمة، ونزع أسلحة الميليشيات والجماعات المتطرفة، وإعادة إعمار سوريا، وتفعيل مؤسسات الدولة".
وظهر الخلاف المصري السعودي للعلن، الشهر الماضي، عندما صوّتت القاهرة لصالح مشروع قرار روسي بشأن سوريا في مجلس الأمن، وهو المشروع الذي عارضته الرياض بشدة، ولم يحظ مشروع القرار بالتأييد الكافي لتمريره.
الاناضول