غزة : اشترى زجاجة كولا بالدين فربح سيارة كيا سبورتيج 2016

kia-sportage-2016-(1)

رام الله الإخباري

قد تكون ضربة حظ واحدة كفيلة بتغيير حياته الحزينه دهراً..لم يخطر على بال معتز الغندور أن يختبىء له الحظ في غطاء مشروب غازي لا يتجاوز ثمنه ٢ شيكل فقط استدانها من البقالة المجاورة لمنزله في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.

قبل حلول الظلام وما يرافقه من وجعٍ يصيب معدته كل ليلةٍ، توجه الأربعيني الغندور للبقالة ليشتري عبوة “صودا” لم يدفع ثمنها بعد، لتمضي ليلته دون أوجاع؛ نظراً لافتقاره ثمن الدواء المخصص لما يعاني منه، في ظل سوء الأوضاع الاقتصادية له ولعائلته.

لقب “الرابح الأكبر” هذا العام كان من نصيب “الغندور” الذي يعمل في احدى الدوائر الحكومية في غزة بعقدٍ مدته عام واحد، راتبه لا يغني ولا يسمن من جوع لعائلة تتكون من 10 أفراد وتعيش في ظروف صعبة على كافة الأصعدة.

الغندور الذي يُعيل ثمانية أبناء، عاد في ذلك اليوم السعيد لبيته البسيط جدا والمكون من غرفتين فقط، حاملاً في يديه العبوة الغازية، ولوازم مدرسية اشتراها أيضاً من البقالة ذاتها لأطفاله، علّها تسعدهم قليلا.

اتكأ الغندور قبل خلوده إلى مضجعه، ليشرب جرعة “الكولا” التي وصفها لنفسه دواءً، لكنه لمح بطرف عينه كلماتٍ مرسومة على الغطاء “مبروك لقد ربحت سيارة”.

“هل هذا حقيقة أم خيال، تعودت في كل مرة أن أشاهد على الغطاء حاول مرة أخرى”، هكذا وصف الغندور لحظاته الاولى.

لم يصدق في بادئ الأمر، وظنها حملةً ترويجية كالعادة، فعاد مسرعاً لبقالة جاره، قائلاً له بطريقة غير جدية: “يلا هات السيارة بسرعة، مش فاضي”.

على العكس، فقد أخذ صاحب البقالة الأمر على محمل الجد، فتناول هاتفه النقال واتصل في ساعةٍ متأخرة بمندوب شركة المشروبات الغازية الوطنية ليستفسر الحقيقة، فدعاه الأخير للقدوم إلى مقر الشركة في اليوم التالي دون أي معلومات مؤكدة.

في صباح اليوم التالي، توجه المتوّج بالجائزة برفقة جاره البقال لمقر الشركة شمال القطاع، وسط شعور بأنهما في “حلم سعيد” لعلهما يستيقظا منه بعد لحظات،  لكن كلمات المدير لم تدع مجالاً للشك أن الجائزة باتت حقيقة بقوله “مبروك، ربحت سيارة كيا سبورتاج موديل 2016”.

بعدما استفاق من كلام المسؤول عن تلك الشركة، سأله “هل تمزح”؟، وكأنه مازال في حلم طويل، لم يكترث المسؤول لقوله، واصطحبه لتوقيع العقد بشكلٍ رسمي، واستلام سيارة “الانقاذ” التي تشبه في قيمتها، سيارة للدفاع المدني التي تنقذ أرواح الأشخاص، بالنسبة للغندور.

استلم الرابح “الغندور” السيارة، قبل أن يتوجه لأحد معارض السيارات شمال القطاع، ليبيعها بمبلغ 38 ألف دولار، عسى أن يساعده المبلغ في تحسين أوضاعه الحالية، ووضع قاعدة من الأمل أمام أبنائه المتعطشين لحياة أفضل.

الآن يستطيع أن يلبي احتياجات أسرته، وتوفير ما كان ينقصهم لسنوات طويلة، ودون شك تغيرت حياته فعلا.

وعند سؤاله عن خططه، قال : “سأسد ديوني المتراكمة منذ 10 أعوام، وما يتبقى من المبلغ، سأشتري شقة لأسكن فيها أنا وعائلتي، وأريحهم قليلا من معاناة السكن المشترك مع العائلة”.

ويقطن المواطن معتز الغندور، في غرفتين صغيرتين بشكلٍ مشترك مع اخوته في بيت عائلته في مخيم جباليا شمال القطاع

اذاعة راية