رام الله الإخباري
نشر مدير عام قناة العربيّة (مقرها دبيّ)، تركي الدخيل، الأسبوع الماضي، مقالًا في صحيفة الشرق الأوسط السعودية، تحت عنوان 'الموصل... أبعد من المعركة' لتحليل معركة الموصل وأبعادها.
كل هذا يبدو طبيعيًا إلى الآن، مدير عام قناة عربية لها جمهورها العريض، يحق له أن يكتب مقالًا ومقالين وثلاثة، لكنّ الغريب هو أن جملًا كاملة اشتمل عليها المقال منقولة من موقع ويكيبيديا، دون إشارة الدخيل إلى المصدر، أو على الأقل أنه ليست من بنات أفكاره.
والجزء المقتطع يتحدث عن مدينة الموصل وتاريخها واجتماع التسامح الديني فيها، وكيف كانت تزخر بالموسيقى والشعر، إذ جاء في الجزء إياه: اشتهرت منذ العصر الإسلامي القديم، بكونها أهم مراكز الموسيقى في الدولتين الأموية والعباسية، فيها نشأ إسحاق الموصلي، وزرياب، ويُرَجَحُ أن الموشحات العربية نظمت فيها أول مرة متأثرة بموسيقى الكنيسة السريانية. عُرفت المدينة بالتسامح والتعايش، وبرز فيها كثير من المقرئين الذين برعوا في المقامات، وخصوصًا في أوائل القرن العشرين، أمثال الملا عثمان الموصلي، وأحمد عبد القادر الموصلي، وحنا بطرس، كما اشتهر الإخوة جميل، ومنير بشير، بعزف العود والمقامات.
وفور شيوع أنباء 'النسخ واللصق'، قام مغردون عرب بتدشين وسم #تركي_الدخيل_حرامي_مقالات شن خلاله هجومًا واسعًا على الدخيل ومقالاته، وما لبث أن طال سياسة قناة العربيّة التحريرية المثيرة للخلافات والجدل.
الوسم المنتشر دفع الدخيل نفسه للدخول والتعقيب عليه، متذرعًا بأن 'المعلومات البديهية التي تتعلق بالموصل، أو الرياض، أو بغداد، أو صنعاء، ومثلها... ليست ملكًا لأحد حتى تسرق منه'، مضيفًا أن 'نشأة زرياب، وتاريخ وفاة طلال مداح، هذه ليست ملكًا لأحد حتى تسرق!'.
كما أوضح الدخيل 'الفرق بين السرقة والنسخ' بأن 'السرقة معنى وظّف أيديولوجيًا ضمن صراعات سياسية، لغرض شخصي' وكأنه يكتب قصيدة شعرية أو أوبرا مغناة في الموصل وليس مقالًا سياسيًا لتحليل واحدة من أهم معارك العراق الحديث!
عرب 48