تجار من الخليل يتزوجون سوريات لاجئات بالسر ...القصة الكاملة

تجار الخليل

رام الله الإخباري

اشتعل فتيل الحرب في سوريا بمدينة درعا جنوباً عام 2011 وامتدت نار الحرب لمدن اخرى، نتج عنها هجرة ملايين السوريين الى الدول العربية المجاورة والدول الاوروبية، عائلات تشردت وتشتتت ونساء تركن بلا راعٍ أو معيل يتحمل المسؤولية، يعانين من مشاكل جمة روجت ما بات يعرف بالزواج التجاري وزواج المتعة واسماء اخرى لزواج تهدف الفتاة منه مساعدة عائلتها مادياً بعد ما حل بهم في ديارهم.

مدينة الخليل المعروفة بالحراك التجاري النشط، يسافر تجارها عبر الاردن الى الدول الصناعية والمنتجة كـتركيا مثلاً لاستيراد بضائع تسوق في السوق الفلسطيني، يغيب بعض التجار عن بيوتهم لفترات تتجاوز الشهر، والرجال بحاجة دائمة لنصفهم الآخر، المتوفر بكثرة من اللاجئات السوريات في الاردن او تركيا او غيرها من الدول.

السيد عمر البطران، رجل اعمال من مدينة الخليل، تزوج اثنتان من السوريات احداهن لاجئة في الاردن بعد زوجته الخليلية الاولى " اسباب الزواج ويقول:" انا رجل اؤمن بتعدد الزوجات وادعو اليه، وارى ان هناك واجب على الرجال بالزواج من السوريات خاصة، لخصوصية وضعهن بعد الحرب الدائرة في سوريا،

تزوجت الاولى من مدينة حلب السورية عام 2013 وانجبت منها محمد عبد الله عمره اليوم ثلاث سنوات، تعرفت عليها عن طريق صديقتها بالخليل وتواصلت معها عن طريق الانترنت وزرت عائلتها بسوريا وتزوجنا هناك ولازالت على ذمتي حتى اليوم ونتواصل دائماً من خلال وسائل الاتصال ونلتقي على الحدود التركية السورية بين فترة واخرى".

اما زوجته الثالثة فهي ابنة لعائلة سورية لاجئة من مدينة حمص في الاردن تزوجتها وعمرها 14 عاماً، رفضت المحكمة الشرعية بالأردن توثيق زواجنا لصغر سنها فقمنا بتوثيق زواجنا عن طريق شيخ خارج المحكمة وهو اقرب للزواج العرفي، وبعد ان انجبت طفلتنا "شام" عام ونصف، ثبتنا زواجنا بالمحكمة الشرعية الاردنية وغرمت مبلغ 1000 دينار.

واضاف البطران في حديثة، بعد عامين من الزواج طلبت زوجتي الطلاق لعدم قدرتها تحمل بعدنا عن بعضنا علماً اننا اتفقنا على الفترة التي ازورها فيها بالأردن وهي قبلت تفهماً لطبيعة حياتي وعملي، فطلقتها وانا ادفع نفقتها كل شهر واتواصل مع امها ومعها وتربطنا علاقة احترام.

وبين البطران ان الزواج التجاري شائع جداً بين السوريات في الاردن، ويقصد به زواج فتاة او سيدة مطلقة من رجل ثري يعطيها المال ويغير وضعها ووضع عائلتها المادي، ولا يتم تحديد موعد لهذا الزواج ويكون زواجاً شرعياً الا ان الفتاة تعرف ان مصير هذا الزواج هو الفشل ونهايته الطلاق، وما يجبرها على القبول به هو المال فقط، مضيفاً ينشر زواج المتعة ايضاً ودائماً السبب هو المال الغير متوفر لدى العائلات السورية اللاجئة، مضيفاً:" عرض عليّ الزواج التجاري و زواج المتعة ورفضت لمخالفة تعاليم الدين الاسلامي". 

ونقل موقع دنيا الوطن عن  تاجر آخر من مدينة الخليل رفض الكشف عن هويته، أنه تزوج لاجئة سورية في الاردن سراً ويخشى الاعلان عن هذا الزواج خوفاً من حدوث مشاكل في عائلته بالخليل، معرباً عن ندمه لهذا الزواج الذي ما كان الا للمتعة فقط، لحاجته للمرأة خاصة انه يغيب عن بيته لمدة تتجاوز الشهر ويسافر الى الاردن ومنها للصين على الاقل ثلاث مرات في العام الواحد.

وأضاف ( أ. ح) البالغ من العمر 53 عاماً :" تعرفت على زوجتي ( 21 عاماً ) بعمان وقررت الزواج منها، استشهد والدها وشقيقها الوحيد في درعا، وهربت مع والدتها الى الاردن، وقمت بشراء بيت في عمان تسكن فيه مع والدتها اوفر لها كافة احتياجاتها، واتفقنا على ان لا ننجب اطفال على الاقل في الفترة الحالية، لا استطيع تركها لشفقتي على حالها ولا استطيع الاستمرار معها خوفاً من المجهول".

فيما عقب  نائب مفتي الخليل الشرعي الشيخ يسري عيدة عن هذا الزواج وحكمه وكيف يراه الدين الاسلامي الحنيف فقال:" بداية نسأل الله تعالى ان يفرج الكرب عن اهلنا في الشام وعن كل المسلمين والمسلمات في كل مكان، وهذه الحالة من الزواج ( الزواج السري ) يسميه العلماء المسيار، وهو احد انواع الزواجات المعاصرة التي  اختلف العلماء المعاصرون فيها على قولين، فمنهم من اباحه لان فيه المعايير والضوابط وشروط العقد الشرعي، ومن اهل العلم من حذر منه ولم ينصح به لاعتبارات اجتماعية مختلفة، فالأقرب من الناحية الفقهية لانطباق شروط ومعايير واليات عقد الزواج، هو عقد صحيح، وانا شخصيا ً لا انصح به".

 واضاف الشيخ عيدة:" يمر علينا أن بعض الازواج يتخذون زوجاتهم للتسلية او لمجرد قضاء الوطر ومن ثم يجلس معها اسبوع او شهر او سنه – اقل او اكثر – وبعد ذلك يطلقها، وهذا يحدث مشاكل كبيرة وكثيرة، وأقول للأخوة التجار ان كان لابد من الزواج فيجب ان يكون بقصد الديمومة والاستمرار وليس بقصد قطاء الوطر وحسب ومنع المرأة من الانجاب، ثم اقول لهم ما تقبلونه على بناتكم اقبلوه على بنات الناس. والله اعلم".

وبين نائب المفتي الشرعي ان الأم ليست ولية لإبنتها ولا يجوز ان تزوج الام ابنتها، واذا لم يكن هناك أي احد من اقاربها الرجال فإن القاضي هو وليها، ولا يجوز للمرأة ان تزوج نفسها خاصة اذا كانت بكر،  والحديث هنا عمن يتزوج فتاة من امها وقتل والدها واخوانها بالحرب او تفرقوا وشتت شملهم.

يستغل البعض حاجة النساء اللاجئات للمال او لرجل يحميهن من غد الزمان وظلمه، وبهذا الخصوص يقول الشيخ عيدة:" هذا الامر مرفوض نهائياً، النساء يردن السترة والعفاف وشيء من العوض عما حصل عندهم، واستغلال اوضاعهن من رجال اغنياء يريدون منهم فقط قضاء الوطر والمتعة هذا اقرب من زواج المتعة، نقول لهم بدلا ً من التفكير باستغلال بنات المسلمين لقضاء الشهوة يجب ان تدعو لهم وتساعدوهم وان تتقوا الله عز وجل فيهم، وكما تدين تدان".

وختم الشيخ يسري عيدة حديثه بالقول: "إذا أراد رجل الزواج منهن فيجب أن يوفر لها سبل العيش الكريم، وأن يتقي الله فيها كزوج، وأن يعمل على استقدامها لبلده، أما الاستغلال فلا شك أن ذلك يدق ناقوس الخطر على المجتمع". 

لا ندعي أن زواج تجار أو رجال من الخليل أو غيرها من المدن الفلسطينية أو العربية بنساء سوريات لاجئات أصبح ظاهرة، بالمقابل لا نستطيع إخفاء هذه الحالات وإن كثرت، ولعل أحسن القول في هذه الحالات ما قاله الرحمن الرحيم في كتابه العزيز (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)) الروم.

 



 

دنيا الوطن