قال كاتب بصحيفة واشنطن بوست إن الرئيس الروسيفلاديمير بوتين يأمل في إشعال ثورة في الولايات المتحدةعلى غرار الثورات الملوّنة بدول أوروبا الشرقية وبعض دول آسيا.
وأضاف نائب مدير تحرير صفحة الرأي بالصحيفة جاكسون ديل إن بوتين مولع بالثورات الملوّنة التي يعتقد أنها ليست عفوية وليست نابعة من الداخل، بل تم تدبيرها وتنسيقها في أميركا، وفي حالة احتجاجات موسكو على الانتخابات الرئاسية الروسية التي جاءت به إلى الرئاسة قبل أربع سنوات، يعتقد بوتين أن هيلاري كلينتون شخصيا كانت مشرفة على تدبيرها.
وأوضح الكاتب أن هذا هو السياق الذي تم فيه التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية الحالية، مضيفا أن بوتين يحاول، بمساعدة ترامب دون أن يعي الأخير ذلك، أن يرد للنخبة السياسية الأميركية بضاعة يعتقد أنها جاءته من هذه النخبة.
صفعة لا تُنسى
وقال الكاتب إن بوتين تلقى صفعة عام 2004 لم ينسها حتى اليوم وهي أن الانتخابات الرئاسية الأوكرانية التي أشرف على تزويرها بنفسه رفضها الأوكرانيون بثورة شعبية عارمة سُميت فيما بعد بالثورة البرتقالية، التي أصبحت نموذجا للمقاومة ورفض الانتخابات المزوّرة في الدول الدكتاتورية بأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى.
وأشار ديل إلى أن أغلب هذه الثورات لم تُكلل بالنجاح، لكنها أصابت بوتين بهوس التدخل من الخارج. وقال إن سيناريو "الثورات الملوّنة" ورفض الانتخابات المزوّرة يبدأ بتحريض خارجي للمعارضين بجمع أدلة على التزوير يوم الاقتراع، وإذا استطاعوا يمكنهم إجراء استطلاعات عقب التصويت وقبل ظهور النتائج وإجراء "حسابات سريعة" لمقارنتها بالنتائج الرسمية وإذاعة نتائجهم على أوسع نطاق في الداخل والخارج. وعندما يُعلن الفوز الحتمي للحزب الحاكم، تقوم المعارضة بدعوة مؤيديها للنزول إلى الشارع للاحتجاج الذي يأملون منه إسقاط النظام أو على الأقل تشويه فوزه الزائف.
"أميركا مختلفة"
وقال إن الولايات المتحدة لا تشبه دول الثورات الملوّنة ولا نظام بوتين، وحملة ترامب الشعبوية لا تشبه حملات المعارضة في تلك الدول الدكتاتورية، لكن هدف بوتين "المتهوّر" هو خلق وهم بأن الولايات المتحدة لا تختلف عن تلك الأنظمة.
وعاد الكاتب ليتابع كيفية تطبيق بوتين للسيناريو الموصوف أعلاه، قائلا إن الخطوة الأولى كانت هي قرصنة حواسيب اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي الأميركي وحواسيب كبار قادة الحزب، ونشر مواد بعد تعديلها تُظهر أن كلينتون تقوم بالتزوير، مشيرا إلى الكشف عن انحياز اللجنة الوطنية ضد بيرني ساندرس والذي تبعه إطلاق الاتهامات بالفساد من حملة ترامب ضد كلينتون.
والخطوة التالية، يقول الكاتب، تتمثل في الإشارة إلى أن نظام الانتخابات نفسه ربما تم التلاعب به، مشيرا إلى أن ذلك كان الهدف من محاولات قرصنة نظم التصويت في أكثر من 20 ولاية أميركية بما فيها ولايتا بنسلفانيا وفلوريدا الرئيسيتان في الانتخابات.
مزاعم التزوير
وفي هذه الأثناء يقوم ترامب بلعب دوره وهو ترداد رواية الإعلام الروسي، إذ لاحظ الكاتب أن ترامب استشهد الأسبوع الماضي بقناة سبوتنك الروسية فيما يتعلق برسائل بريد كلينتون بأن الانتخابات ربما يتم تزويرها، ووجه مؤيديه لمراقبة مناطق معينة يُحتمل أن يخسر فيها مثل فلادلفيا، كما بدأت حركة "أوقفوا السرقة" التابعة له التخطيط لتنظيم استطلاعها الخاص بها عقب التصويت وقبل إعلان النتائج.
وقال الكاتب إن من المؤكد أن تعلن هذه الحركة عن مخالفات لتزويد ترامب بسبب ليزعم أن الانتخابات مزوّرة وسيتبع ذلك توسيع الشكوك والتذمر، مضيفا أن ذلك لن يمنع كلينتون من الوصول للرئاسة، لكنها ستبدأ فترة رئاستها بجرح سياسي في الداخل والخارج، وسيكون بوتين قد حقق هدفه، ويكون ترامب قد أظهر أنه "أكبر غبي نافع لغيره".