هاتف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، وزير الخارجية الاميركي جون كيري، في مسعى "لتهدئة غضب" واشنطن بسبب الوحدات الاستيطانية الاسرائيلية الجديدة.، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية اليوم.
وكان البيت الابيض اتهم اسرائيل الأربعاء، بعدم الوفاء بوعودها، في انتقاد شديد اللهجة للدولة العبرية بسبب موافقتها على بناء وحدات سكينة جديدة في مستوطنة بالضفة الغربية المحتلة.
وفي الاسابيع الأخيرة تبنى المسؤولون الاميركيون لهجة اكثر تشددا حيال حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، واتهموها بتسريع البرنامج الاستيطاني رغم القلق الدولي.
وتأتي هذه التصريحات الشديدة اللهجة في وقت يقوم البيت الابيض بمحاولة أخيرة لإحياء مفاوضات السلام قبل مغادرة أوباما منصبه في كانون الثاني/يناير.
واكد المسؤول الاسرائيلي الذي نقل الخبر واشترط عدم الكشف عن اسمه، ان نتانياهو ابلغ كيري ان الخطة الاستيطانية الجديدة هدفها ان تكون بديلا فقط "في حال عدم العثور على اي حل" لإسكان مستوطنين في بؤرة استيطانية قريبة من المقرر هدمها بموجب لأمر قضائي.
وبحسب المسؤول، فان الرجلين تحدثا ايضا عن قضايا اقليمية دون الادلاء بمزيد من التفاصيل.
وبحسب وسائل الاعلام الاسرائيلية، فان المكالمة الهاتفية جرت السبت.
وانتقد البيت الابيض بناء 300 وحدة سكنية على أرض "أقرب إلى الأردن من إسرائيل".
وحذر المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جوش ارنست، من أن هذا القرار يعرض للخطر الاحتمال المتعثر أصلا بالتوصل الى سلام في الشرق الأوسط، فضلا عن خطره على أمن إسرائيل نفسها، معتبرا ان كلام رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بات موضع تساؤل.
وقد تشكل الوحدات الثلاثمئة التي أشار اليها البيت الابيض مستوطنة جديدة في قلب الضفة الغربية، في منتصف الطريق تقريبا بين مدينتي رام الله ونابلس، وفقا لمنظمة "السلام الآن" غير الحكومية. واشارت المنظمة الى انه تم تسريع خطط بناء 98 من أصل الوحدات الثلاثمئة حتى الآن.
وبحسب "السلام الآن"، فان هذه الخطط تأتي كتعويض للمستوطنين المقيمين في بؤرة عمونا الاستيطانية العشوائية.
وتسكن مستوطنة عمونا 40 عائلة يهودية اسرائيلية، وهي مستوطنة غير قانونية اي غير مخططة من قبل الدولة.
وبعد تأجيل قرارها مرارا، امرت المحكمة العليا الاسرائيلية بإجلاء المستوطنين وهدم منازلهم في 25 كانون الاول/ديسمبر الماضي.
وجاءت الخطة بعد ايام من توقيع صفقة مساعدات عسكرية لإسرائيل قيمتها 38 مليار دولار لمدة عشر سنوات، الا ان الخارجية الأميركية اشارت بقلق الى ان اسرائيل تجاهلت نصيحة واشنطن بشأن المستوطنات في اعقاب "اتفاق المساعدات العسكرية غير المسبوقة".
ويرى المجتمع الدولي ان وجود نحو 600 الف مستوطن اسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة يشكل احدى ابرز العقبات امام تسوية النزاع بين الفلسطينيين واسرائيل.
واتهم الاتحاد الاوروبي اسرائيل الجمعة بانها "تخالف مباشرة توصيات (اللجنة) الرباعية" للشرق الاوسط التي تضم الامم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي، عبر سماحها ببناء المستوطنة الجديدة.