جنون في طرقات فلسطين ...حوادث السير تواصل حصد الأرواح

حوادث السير في فلسطين

رام الله الإخباري

لم تكن فاجعة مصرع أربعة مواطنين، في محافظة الخليل، جراء انقلاب جرار زراعي، هي الأولى خلال هذا العام 2016، الذي راح ضحيته 119 شخصا جراء حوادث المركبات والجرارات الزراعية وغيرها من وسائل النقل التقليدية المتاحة في الضفة الغربية.

في حين وصل عدد من لقوا حتفهم في حوادث السير للعام المنصرم إلى 110 أشخاص، ثلثهم تقريبا_ حسبما ذكرت الدوائر المختصة في الشرطة الفلسطينية لــ"وفا"- نجمت عن مركبات غير قانونية، يستقلها مواطنون ويهملون متابعة سبل الحماية الشخصية فيها، ولا يأبهون بتوفير أدنى شروط السلامة العامة لحماية أنفسهم والآخرين عند قيادتها.

المتحدث باسم الشرطة الفلسطينية المقدم لؤي ارزيقات قال لـلوكالة الرسمية ، "بين الوفيات الـ 119 هذا العام 11 حالة جراء حوادث الجرارات الزراعية، وأوضح "قد تكون تضاريس بلادنا وشوارعنا الملتوية، خاصة في محافظات الضفة الغربية الجنوبية الخليل وبيت لحم، والطرق التي فرض الاحتلال علينا عبورها أثناء تنقلنا داخل محافظاتنا أو بينها للوصول الى أهدافنا وأماكن عملنا، غير مؤهله بالشكل الذي يوفر الأمان الذي يفي بحاجة الركاب والسائقين، وهذا ما تسبب برفع عدد حوادث السير، حيث وصل عددها خلال العام الحالي الى ما يقرب من 8000 حادث، أصيب خلالها ما يزيد عن 6795 مواطنا بكسور وجروح واعاقات مختلفة".

وأضاف، تعتبر فلسطين الأقل نسبة في "حوادث الطرق"، تناسبا مع عدد السكان بالمقارنة مع البلدان العربية المحيطة بنا، وفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية عام 2015، لكن شرطة المرور تعمل وبشكل مستمر على مراقبة ثالوث المرور، الإنسان اثناء القيادة والسير على الطرقات، والمركبة ومدى جاهزيتها للقيادة، والشارع ومستوى تأهيله للمرور، وتابع "نحن نتابعهم بشكل مستمر بالتنسيق مع الجهات الشريكة والمختصة، لتفادي حدوث نتائج وخيمة اذا وقعت حوادث السير".

واستطرد قائلا، نعمل في الشرطة الفلسطينية بكل طاقاتنا بغية الحد من حوادث السير بشتى الوسائل المتاحة لدينا، ونحن دوما نبحث عن حلول حقيقية ودقيقة، صارمة وجذرية، لتجفيف منابع الخسائر المتوالية في الأرواح خاصة، حيث كان آخر هذه الحوادث المؤلمة انقلاب جرار زراعي في مسافر بلدة بني نعيم شرق الخليل، اليوم الاثنين، ولقي 4 أشخاص من عائلتي الخضور وحراحشة مصرعهم جراء الحادث.

وبين ارزيقات أن عدم الانتباه والتقيد بالإشارات المرورية والالتزام بشروط السلامة العامة أثناء التنقل يخلق واقعا مليئا بالمآسي الناجمة عن حوادث الطرق والتي تأتينا أنباؤها يوميا، وأحيانا تفنى عائلات بأكملها بسبب هذه الحوادث البشعة، كما حدث مع عائلة غنام شرق الخليل بتاريخ 29-4-2016 حيث لقي 5 مواطنين مصرعهم على شارع رقم 35 آنذاك.

وبخصوص القوانين التي تفرضها الشرطة الفلسطينية وتعمل على تطبيقها بحق السائقين المخالفين للأنظمة المرورية، قال ارزيقات  نحن أطلقنا عدة حملات تندرج جميعها في إطار استراتيجية الشرطة لخفض مؤشر الإصابات والوفيات بسبب الحوادث المرورية الناجمة عن استخدام المركبات غير القانونية بشكل كبير وملفت للانتباه، وعدم صيانة المركبات القانونية بشكل دوري، وحملات بشأن السرعة الزائدة، واستخدام الهاتف النقال أثناء القيادة، وقطع الإشارة الضوئية الحمراء، والإخلال بقواعد وقوانين المرور، فالعواقب المترتبة على ذلك وخيمة وآثارها سلبية على سلامة وحياة أفراد المجتمع.

وأوضح قائلا، غالباً ما ينتج عن حوادث الجرارات الزراعية والسرعة الزائدة حالات وفاة وإصابات جسدية خطيرة وأضرار جسيمة بالممتلكات المادية، مؤكداً أن الشرطة اتخذت إجراءات قانونية حازمة بحق المخالفين لردع الأشخاص المستهترين بأرواحهم وأرواح المواطنين في هذا الإطار على وجه الخصوص.

وناشد ارزيقات، كافة أفراد المجتمع الفلسطيني الالتزام بقانون وأنظمة السير وقواعد السلامة على الطرقات، قائلا "الشرطة لن تحقق النجاح المنشود من وراء مساعيها لخفض وفيات الحوادث المرورية ما لم تلق الدعم من كل أفراد المجتمع، ودعا السائقين ومستخدمي الطريق إلى التعاون مع شرطة المرور والالتزام بالأنظمة والتعليمات المرورية، وأن يكون القضاء أكثر حزما في قضايا المخالفات المرورية".

أعداد ضحايا حوادث السير في ارتفاع وتزايد ملحوظ، والشرطة الفلسطينية تعمل جاهدة وبكل الطرق من أجل الحد من هذه الحوادث اليومية، لكن وعي السائقين بتأمين أنفسهم، واستهتارهم بأرواحهم وأرواح الآخرين، هو ما يتطلب عملا كبيرا لتجفيف منابع حوادث الطرق التي كادت تجعل طرقنا مقابر دون مبرر يذكر، لذلك علينا جميعا إشاعة قاعدة "القيادة: فن وذوق وأخلاق" وهذا ما يساهم في تفادي الكثير من الحوادث ويقلل مساحة التهوّر واللامبالاة في سلوك السائقين من الأجيال الناشئة خاصةً.

 

وكالة وفا