16 عاماً على "انتفاضة الأقصى".. رحل شارون وبقيت فلسطين

انتفاضة الأقصى

يوافق اليوم الأربعاء الذكرى الـ 16 لاندلاع انتفاضة الأقصى (الانتفاضة الثانية) التي تفجرت عقب تدنيس رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي أريئيل شارون المسجد الأقصى المبارك واستفزاز مشاعر المسلمين تحت حراسة شرطية مدججة بالسلاح.

وقُبيل اقتحام شارون للأقصى، عانى الفلسطينيون من انسداد الأفق السياسي بعد رفض "إسرائيل" تنفيذ بنود الحل النهائي بحسب اتفاقية "أوسلو"، وانتهاجها سياسة الاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وتجاهلها الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.

وامتدت المواجهات التي بدأها شبان مقدسيون غاضبون من تدنيس شارون للمسجد الأقصى إلى مدن الضفة وقطاع غزة، وارتقى خلالها ما يزيد عن أربعة آلاف شهيد فلسطيني على مدار نحو خمس سنوات.

يُذكر أن الفلسطينيين بدأوا بانتفاضتهم الأولى في 8 ديسمبر 1987، في مدينة جباليا بقطاع غزة، بسبب دهس سائق شاحنة إسرائيلي مجموعة من العمّال الفلسطينيّين على حاجز "إريز"/ بيت حانون، الذي يفصل قطاع غزة عن بقية الأراضي فلسطين منذ سنة 1948؛ وسرعان ما انتقلت إلى كل مدن وقرى ومخيّمات فلسطين. 

ويعتبر الطفل الفلسطيني "محمد الدرة" رمزًا للانتفاضة الثانية، فبعد يومين من اقتحام المسجد الأقصى، أظهر شريط فيديو مشاهد إعدام حية للطفل البالغ (11 عامًا) الذي كان يحتمي إلى جوار أبيه ببرميل إسمنتي في شارع صلاح الدين جنوب مدينة غزة.

وتعرّضت مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة -خلال الانتفاضة-لاجتياحات عسكرية وتدمير آلاف المنازل والبيوت، وكذا تجريف آلاف الدونمات الزراعية.

واستخدم الشعب الفلسطيني ببداية الانتفاضة الحجارة لمواجهة جيش الاحتلال، لكن فصائل المقاومة ما لبثت أن طورت من امكاناتها واتخذت شكلًا أكثر تنظيمًا، فاستخدمت عمليات الطعن ومن ثم العمليات الاستشهادية داخل العمق الإسرائيلي.

وبحسب إحصاءات رسمية إسرائيلية فإن 1069 إسرائيليًا (334 جنديًا و735 مستوطنًا) قتلوا خلال سنوات الانتفاضة، وجرح نحو 4500 آخرين، وأعطبت أكثر من 50 دبابة إسرائيلية.

ومن أبرز أحداث الانتفاضة الثانية اغتيال وزير السياحة بالحكومة الإسرائيلية "رحبعام زئيفي" على يد مقاومين من "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين".

واستخدم الكيان الإسرائيلي خلال الانتفاضة سياسة الاغتيالات المباشرة، فاستهدف كل من مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أحمد ياسين، ومن خلفه في رئاسة الحركة عبد العزيز الرنتيسي، والكثير من قيادات الحركة السياسيين، إضافة إلى الأمين العام للجبهة الشعبية أبو علي مصطفى.

كما اغتالت "إسرائيل" الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بالسم بحسب ما أكدت تقارير وتحقيقات صحفية استندت على تحاليل مخبرية لبعض مقتنيات الرئيس الراحل، وشكلت السلطة الفلسطينية لجنة تحقيق للكشف عن ملابسات ذلك، لكن نتائجها لم تظهر حتى اليوم. 

وشهدت عواصم عربية ودولية مظاهرات حاشدة لدعم الشعب الفلسطيني في مواجهة البطش الإسرائيلي، لكن القرار الرسمي العربي لم يرتق للمستوى المطلوب شعبيًا واقتصر على كلمات الدعم والمساندة دون حراك جدي على الأرض.

وعلى الصعيد الدولي، قدّمت بعض الدول احتجاجات رسمية على الاعتداءات الإسرائيلية والاستخدام غير المتوازن للقوة ضد الشعب الفلسطيني، وصدرت العديد من القرارات والمقترحات الدولية التي تعتبر وثائق إدانة لـ "إسرائيل".



tumblr_mje9vuFqcn1rrbfjbo1_500

141030120947-04-temple-mount-horizontal-large-gallery

f13acdb1873532a33be0cb9038fbda85

cda0e9d3-cc3a-4eea-99a4-ec2a21bd80de

warscapes_hashem_abu_shama_blog_image_2_1