دبي أسرع الاقتصادات نمواً في العالم

دبي

يرى المحللون أن تراجع أسعار النفط في الأعوام الـ3 الأخيرة، عرّض اقتصادات دول الشرق الأوسط للخطر. مع ذلك، ظلت إمارة دبي واحدة من أسرع الاقتصادات نمواً في العالم؛ لأنها لجأت إلى التنويع، وجذبت المواهب العاملة في قطاع التكنولوجيا من جميع أرجاء العالم.

 

يقول محمد مكي، الشريك المؤسس في "Astrolabs": "إنها ترسخ نفسها لتكون وجهة مفضلة لشركات التكنولوجيا الناشئة التي تبحث عن بوابة عبور إلى الأسواق الناشئة. وإلى جانب توافر البنية التحتية التي تدعم منظومة الشركات الناشئة والمزدهرة، تعد إمارة دبي مكاناً لا غنى عنه للمؤسسين من أنحاء العالم كافة". فمن شركة سيارات الأجرة الناشئة "Careem"، والمنصة الإلكترونية للمدفوعات بين الهواتف المحمولة التي تستفيد من تقنية بلوتوث"Bridg"، إلى أول شركة في الشرق الأوسط تتجاوز قيمتها مليار دولار"Souq.com"، توسع العديد من شركات التكنولوجيا الناشئة أعمالها انطلاقاً من دبي.

ولا يعود الفضل في هذا الازدهار إلى تزايد أعداد حاضنات ومسرعات الأعمال مثل: "Turn8"، و" ImpactHub"، و Astrolabs" "Dubai، و "In5" لجعل الإمارة أشبه بوادي السيليكون التالي على مستوى العالم فحسب، بل ينسب الفضل أيضاً إلى الدعم الحكومي والمؤسسات شبه الحكومية، التي تمثل أكثر القطاعات أهمية في جدول أعمال الحكومة، مثل قطاعات: الصحة والتعليم والنقل والبنية التحتية والطاقة المتجددة. فضلاً عن انخفاض تكاليف التكنولوجيا الذي يعزز قدرات رواد الأعمال على تأسيس شركات جديدة.

 

ومع التغيرات التي طرأت في العالم مؤخراً، يرى الخبراء أن الوقت مناسب ليبحث المستثمرون عن بدائل استثمارية، ولينوعوا استثماراتهم بدخول عالم الريادة وكسب عائدات متوسطة أو طويلة الآجال.

فيما تتزايد أعداد المستثمرين في الشركات الناشئة والمستثمرون الرأسماليون أيضاً، محولين تركيزهم عن الاستثمارات التقليدية كالعقارات، نحو شركات التكنولوجيا الناشئة. وفي حين تربط منصة التمويل الجماعي الإلكترونية "Eureeca" الشركات الناشئة بمجموعات المستثمرين، تؤدي "Magnitt" دور همزة الوصل بين الشركات الناشئة والمستثمرين أيضاً.

من ناحية أخرى، تزايد عدد سكان دولة الإمارات العربية المتحدة على نحو ملحوظ، إذ فاق التعداد الحالي 3.3 مليون نسمة، مقارنة بأقل من 1 مليون نسمة قبل نحو عقد من الزمن، بينما يشكل المغتربون 80% منهم تقريباً. يقول أحمد عبدالوهاب، مدير برنامج "Turn8": "على صعيد السكان، يبدو جلياً أن المغتربين هم الذين يؤسسون الشركات الناشئة، لكن أعداداً متزايدة من الإماراتيين يأتون بأفكار مبدعة".

 

كما تتزايد مشاركة النساء في شركات التكنولوجيا الناشئة عبر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أيضاً. يقول محمد مكي: "تشكل النساء نحو ثلث المشاركين في دوراتنا في المنطقة، و25% من قاعدة الأعضاء. كذلك نستضيف فعاليات لتشجيع النساء العاملات في قطاع التكنولوجيا، ونبذل ما في وسعنا لتكوين مجتمع متكامل".

فيما يوفر قطاع الخدمات في إمارة دبي، الذي يشكل 70% من الناتج المحلي الإجمالي، خدمات هائلة للشركات الناشئة، عبر إتاحة الفرص لهم وتمكينهم من عرض أفكارهم على المستثمرين المحتملين. يضيف عبد الوهاب: "دبي هي عالم قائم بذاته داخل أسوار مدينة صغيرة؛ فالإمارة متقدمة جداً في مجال التكنولوجيا مقارنة بدول أخرى في الشرق الأوسط. كما أن كبرى شركات العالم تعمل فيها بصورة مباشرة وغير مباشرة، بالإضافة إلى كونها وجهة مالية عالمية. ويدفع تنوع المستهلكين والحاجات والفئات السكانية، شركات التكنولوجيا الناشئة المبدعة إلى الارتقاء بأعمالها لتلبية تلك الحاجات والمتطلبات."