قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، إن السلطة الفلسطينية طالبت الأمم المتحدة، بإدراج الاحتلال على قائمة العار، واعتبارها دولة "أبرتهايد" عنصرية.
وأكد خلال مؤتمر صحفي عقد في محافظة جنين، اليوم الثلاثاء، تحدث خلاله حول ظروف استشهاد الأسير ياسر حمدوني، أن السلطة طالبت الأمم المتحدة أيضا، بإرسال لجنة تحقيق دولية للاطلاع على الظروف التي يعيشها الأسرى، ومدى التزام إسرائيل بالمعايير الطبية الدولية، وتقديم العلاج اللازم لهم.
ولفت قراقع إلى أن المجتمع الدولي مطالب باتخاذ مواقف حقيقية، والعمل على مقاطعة الاحتلال اقتصاديا وثقافيا وسياسيا، وعزلها على مستوى العالم، وقال: "لا نريد برقيات حزن ومواساة، نريد وقفة حقيقية تضع حدا للاحتلال".
وتحدث حول ظروف استشهاد الأسير ياسر حمدوني، مشيرا إلى أنه استشهد بسبب الإهمال الطبي، الذي يرقى الى مستوى الجريمة الطبية، والتي تعد جريمة حرب، والتي تتمثل بعدم تقديم العلاج والفحوصات والتشخيص الطبي للأسرى ونقلهم إلى المشافي.
وأشار إلى أن الشهيد حمدوني، أرسل العام المنصرم عبر محاميه رسالة أكد خلالها أنه يشعر بالألم وأوجاع في صدره، وهدد بالإضراب المفتوح عن الطعام، إذا لم تستجب إدارة مصلحة السجون لمطالبه بنقله إلى المستشفى وإجراء الفحوصات الدورية له.
وبين قراقع أن الشهيد أجرى عملية قسطرة، ولم تتم متابعته طبيا، أو تقديم النصائح له، ولم تجر له أي من الفحوصات الطبية، إلى أن أصيب بالجلطة، حيث وصل وزن قلبه نحو 600 غرام، وهو ضعف الوزن الطبيعي، كذلك وجود احتقان في الرئتين، وهو ما تم إثباته بعد تشريح جثمان الشهيد.
وقال :"منذ عام 2010، ارتقى 9 شهداء، بينهم 8 بسبب الإهمال الطبي، وهم زكريا عيسى، وجعفر عوض، وزهير لبادة، ونعيم الشوامرة، وحسن الترابي، وميسرة أبو حمدية، وأشرف أبو ذريع، وفادي الدربي، وعرفات جرادات، وهذا رقم مخيف ويعني أن السجون تحولت إلى اماكن لقتل الأسرى".
وأردف قراقع :"طالبنا أن يتم رفع ملف هذه القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية، بعد أن أصبحت فلسطين طرف عضو/ لملاحقة إسرائيل، ومحاسبتها على هذه الجريمة وغيرها من الجرائم التي ارتكبتها بحق شعبنا.
من جانبه، قدم محافظ جنين اللواء إبراهيم رمضان، التعازي باسم الرئيس محمود عباس، لذوي الشهيد ياسر حمدونة وللشعب الفلسطيني، وقال: "نعيش اليوم يوما حزينا لا يزيدنا إلا غضبا وإصرارا على تحقيق ثوابتنا الفلسطينية التي يجب أن نحافظ عليها، والاستمرار على نهج الشهداء العظماء الذين سقطوا من أجل تحرير فلسطين ودحر الاحتلال .
وحمل رمضان سلطات الاحتلال مسؤولية استشهاد الأسير حمدوني نتيجة الإهمال الطبي، وعدم اكتراث مصلحة السجون بتدهور وضعه الصحي خلال فترة اعتقاله حتى فارق الحياة قبل وصوله إلى مستشفى سوروكا.
وندد عضو المجلس التشريعي النائب جمال حويل، بسياسة الاحتلال المتعمدة لاغتيال الأسرى الفلسطينيين داخل المعتقلات عن طريق الإهمال الطبي، مشيرا إلى أن هذه السياسة ممنهجة لضرب الشعب الفلسطيني وأسراه الأبطال.
وقال: اليوم نشيع الأسير البطل الشهيد ياسر حمدوني الذي عرفناه مناضلا وكان مطاردا من قبل سلطات الاحتلال وقدم أغلى ما يملك لنصرة القضية الفلسطينية. وعلينا كشعب فلسطيني أن نعود لوحدتنا الوطنية والمشاركة بأوسع حشد للتأكيد على الغضب الذي يلحق بأسرانا داخل السجون، والتحرك على مستوى البرلمانات الدولية لفضح سياسة الاحتلال، فيما أشار مدير نادي الأسير راغب أبو دياك إلى وجود نحو 7000 أسير فلسطيني داخل سجون الاحتلال، من بينهم 1800 أسير مريض، ما يعني أن هناك جريمة ممنهجة تجري داخل المعتقلات. وقال: إن ما يقدمون الخدمة الطبية للأسرى ليسوا بأطباء وغير حاصلين على شهادة مزاولة المهنة ويتعمدون استخدام وسائل طبية منافية بحق الأسرى.
وطالب أبو دياك بتشكيل لجنة تحقيق للوقوف على حيثيات استشهاد الأسير ياسر ذياب حمدوني وزيارة السجون للوقوف إلى وضع الأسرى. كما طالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل بإلزامها بتطبيق اتفاقية جنيف وتولي المسؤولية على حياة الأسرى لأننا غير آمنين عليهم بيد الاحتلال.
وفي كلمة ذوي الشهيد قال إبراهيم الحمدوني "نحمل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الأولى والأخيرة عن استشهاد ابننا ياسر الذي عاش ومات مناضلا من أجل وطنه.