رام الله الإخباري
قال علماء فلك إن بيانات حصلوا علها من مركبة الفضاء نيو هورايزونز التي حلقت بالقرب من بلوتو العام الماضي كشفت عن أمر محير، وهو أن بلوتو يبعث أشعة إكس بكثافة لا يمكن تفسيرها حاليا.
وكانت المركبة نيو هورايزونز مرت ببلوتو في عامي 2014 و2015، واستغل علماء الفلك الفرصة لتوجيه تلسكوباتهم الفضائية نحو الكوكب القزم، ومن بينها التلسكوب "تشاندرا إكس-راي أوبزيرفاتوري" الذي صور بلوتو بطيف أشعة إكس.
وبهذا الصدد، قال عالم الفلك سكوت وولك -في بيان حول هذا الاكتشاف- إنه لم يكن هناك أي سبب للاعتقاد بأن بلوتو قد يبعث أشعة إكس على الإطلاق، فليس هناك جرم معروف في نظامنا الشمسي يلي زحل يفعل ذلك، ولهذا كان هناك تردد في جدوى توجيه التلسكوب تشاندرا نحو بلوتو.
فجسم صخري بارد غير مغناطيسي مثل بلوتو لا يجب عادة أن يولد أشعة إكس، لكنه قد يفعل ذلك بالتفاعل مع الرياح الشمسية، وهي الدفق المستمر من الجسيمات المشحونة التي ترسلها الشمس.
وربما كان هذا التفسير ملائما مع كون الغلاف الجوي لبلوتو يبث غازات كافية لنجاح هذا الأمر، لكن المفارقة أنه لا توجد هناك رياح شمسية كافية لتوليد أشعة إكس بتلك
الإشراقة التي رصدها التلسكوب تشاندرا.
التفسير الآخر المحتمل هو أن بلوتو قد يملك خلفه ذيلا طويلا من الغاز، كالمذنب، رغم أن المركبة نيو هورايزونز لم ترصد وجود ذيل بذلك الطول.
وقد يكون الأمر كما تفسره إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) ناتجا عن حقول مغناطيسية بين الكواكب تتسبب في تكون حزم أكثر تركيزا من الرياح الشمسية التي تضرب بلوتو، لكن هذا الأمر غير مؤكد أيضا.
وتسبب هذا الاكتشاف في إلقاء مزيد من الغموض على حزام كويبر، وهو ذلك الركن الهائل البعيد الذي يضم تكتلات من الكواكب القزمة والمذنبات والأجسام الصغيرة، الذي بات بلوتو ينتمي إليه، ويأمل العلماء أن تتمكن نيو هورايزونز خلال المرحلة التالية من مهمتها التي تمر فيها عبر حزام كويبر بإلقاء المزيد من الضوء على هذا اللغز.
وكالات