سوريا : اطفال الأرجيلة يشعلون الشارع العربي

اطفال سوريا

رام الله الإخباري

يبدو أن "الأرجيلة" باتت الملجأ الوحيد لأطفال دمشق للتنفيس عن الحال التي وصلوا إليها في ظل انحسار وسائل الترفيه وعدم قدرة الآباء على توفير مستلزمات العيد التي انحسرت في كل أنحاء سوريا عاماً بعد عام حتى غدت اسما على ورق الجدران ومعنى للحزن وعنواناً للتشرد واللجوء.

في هذا العيد، انتشرت في دمشق ظاهرة جديدة وهي "تدخين الأطفال الأرجيلة" في المقاهي بطريقة يتلذذون بها وكأنهم يمارسونها منذ أعوام. وأظهرت صفحات موالية للنظام السوري على صفحات "فيسبوك" صوراً توضح المأساة التي وصل إليها "جيل سوريا" من خلال شربهم للأرجيلة عبر مجموعات في مقاهي دمشق، وهذا ما يبين سوء الحال التي وصل لها التفكك الأسري وانعدام الرقابة في هذه المدينة العريقة التي كانت تخرج أجيالا من العلماء لتصبح في ليلة وضحاها تخرج "أجيال الأرجيلة".

والغريب أن صفحات موالية للنظام السوري دعت إلى منع هذه الظاهرة، معتبرة أنها "خطر على الجسم"، كما وصفتها صفحة "أخبار الهاون بدمشق" التي دعت إلى مكافحة هذه الظاهرة "برسم وزارة الشؤون الاجتماعية والسياحة".



79cd656e-1fb9-4570-a2d4-d1c71031511a

الصور نشرتها عشرات الصفحات الموالية للأسد، وتظهر أطفالًا (ذكوراً وإناثاً) لا تتجاوز أعمارهم 11 عاما يتلذذون بنفخ دخان "الأرجيلة" في الهواء.

مطاعم دمشق هي الأخرى باتت تتأقلم مع هذا الأمر، فنشر أحدهم "بوست" يوضح فيه "للأسف هالشي منتشر بشكل كبير جدا ومن الضروري إيجاد حل"، واعتبر آخر أن المطاعم هي التي تروج لمثل هذه الأمور: "اليوم عم اقرأ عروض المطاعم، بيكتبلك وجبة مع كولا وأركيلة بألفين وشوي، يعني كأنو الأركيلة صارت بدل قنينة المي".

حلم ضائع

يرى كثير من المراقبين أن المجتمع الذي فسد في ظل دولة متهالكة نتيجة الحرب أدى إلى ظهور هذا الجيل الضائع على حد وصفهم، وبالتالي ضاعت سوريا وجيل المستقبل معها.

هذا الجيل من الأطفال الذين يشكلون أكثر من نصف عدد اللاجئين السوريين، من أهم ضحايا الحرب، حيث حرم نحو مليوني طفل سوري من الدراسة ليكونوا "الجيل الضائع" الذي حذرت منه الأمم المتحدة، فالدراسة منذ عام 2012، تخلف عنها أكثر من مليوني طفل سوري تتراوح أعمارهم ما بين 6 و15 عاما عن الدراسة بسبب الحرب والنزوح، طبقا لإحصائيات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، في حين كانت نسبة الالتحاق بالتعليم في سوريا تفوق 90 بالمئة قبل بداية الحرب.



ee325006-2126-47e5-bbf0-5fe599cae7b7

"جيل ضائع"، هذا ما سيكون مصير ملايين من أطفال سوريا بسبب الحرب وتوابعها، إذا ما استمرت لأعوام أخرى، فقدر أطفال سوريا أنهم كانوا في قلب العاصفة منذ أول زوبعة انطلقت منها شرارة الثورة عام 2011.

 

العربية