"الواوي".. 43 عامًا في ذبح الأضاحي بنابلس

thumb

رام الله الإخباري

​يشحذ الجزار سليم الواوي سكاكينه جيدًا ويتفقدها قطعةً قطعة قبل أيام من حلول عيد الأضحى المبارك، استعدادًا لموسم عمل لا يتكرر إلا مرة واحدة كل عام.

الواوي (67 عامًا) من سكان مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، "أشهر من نار على علم" في ذبح الأضاحي، اكتسب شهرته من عمله بهذا المجال منذ ما يزيد عن 43 عاما.

في أيام العيد، وبينما يتنقل الناس من بيت لآخر لزيارة أقربائهم وتهنئتهم بالعيد، يَجوّل الواوي من بيت لآخر، تلبيةً لطلب أصحابها بذبح أضاحيهم، واجدًا في ذلك متعة ولذة رَغم ما يجده من مشقة وتعب.

ويحمل الواوي في جيبه دفترًا صغيرًا يضع عليه مسبقًا المواعيد والعناوين الخاصة بمن يطلبونه لذبح أضاحيهم، ويقول لوكالة "صفا": "في الفترة التي تسبق العيد يبدأ الناس بحجز مواعيد الذبح، ومن يسبق بالحجز يضمن موعدًا مناسبًا، ومن يتأخر لا يحالفه الحظ بذبحي".

ويبدأ عمله صباح أول أيام العيد بعد صلاة العيد مباشرة، ويستمر حتى عصر اليوم الرابع، ومع انتهاء العيد، تبدأ مراسم العيد عنده؛ حيث يتفرغ لزيارة أقربائه ومعايدتهم.

خبرة طويلة

الواوي الذي يملك محل جزارة بالبلدة القديمة في نابلس، بدأ العمل بالجِزارة لدى أحد المحلات قبل 60 عامًا، عندما كان في السابعة من عمره، وفي الـ 24 بدأ بذبح الخراف بيده.

ويشتهر الواوي بسرعته ورشاقته بالذبح رغم تقدمه بالسن، وتستغرق عملية ذبح الخروف من لحظة نحره وحتى الانتهاء من تقطيعه (نصف ساعة) فقط.

ويفخر أنه وطوال فترة عمله في هذا المجال لم يتعرض لأي حادث عمل يُهدد حياته، ويقول: "الحمد لله لم أتعرض حتى لمجرد جرح خلال العمل، وهذا بتوفيق من الله لأن النيّة صافية".

كما عمل مدة 15 سنة في المسلخ البلدي، قبل أن يُحال على التقاعد عام 2009، ويقول: "كنت أنا وثلاثة عمال آخرين نذبح أكثر من 50 خروفًا وعددًا من العجول باليوم الواحد".

الأجر على قدر المشقة

وفي عيد الأضحى، يرتدي الواوي ثياب العمل المخضبة بدماء الأضاحي، ويصر على العمل بيده، رغم أنه يستأجر عاملًا لمعاونته خاصة في رفع الأضحية.

ويتقاضى الواوي في الأيام العادية 70 شيكلًا أجرة لذبح الخروف، لكن في العيد، تتراوح أجرته ما بين 100-150 شيكلًا وفق حال المضحي.

ويقول إن: "زيادة الأجر خلال العيد هو أقلّ تعويض عن انقطاعي عن عائلتي في هذه المناسبة التي يلتئم فيها شمل العائلات".

ومع ذلك لا يبدي أيَّ تذمر من اقتراب الأعياد التي يمضيها بالعمل الشاق وسط اللحوم والدماء، بل يجد فيها موسمًا للعمل يترقبه في كل عام.

ويذكر أنه حتى عندما توجه لأداء فريضة الحج قبل عدة سنوات، أصرَّ على ذبح أضحيته بيده، ويقول: "في البداية رفضوا السماح لي بذبح أضحيتي، لكني أصررت على ذلك، وقلت لهم إنني لا أريد أي شيء من الأضحية سوى ذبحها بيدي".

ورغم شهرته، إلا أنه يرفض العمل خارج المدينة، لأسباب أمنية، ويقول: "أحمل معي سكاكين وأدوات حادة، وإذا مررت بأحد الحواجز العسكرية، فقد يطلق الجنود عليّ النار بزعم أني حاولت طعنهم".

 

وكالة صفا