يعاني السودانيون الذين يعيش على أراضيهم أكثر من 100 مليون رأس ماشية، من غلاء أسعار الأضاحي قبل أيام من حلول عيد الأضحى، ما دفع حكومة البلاد لاتخاذ رزمة من الإجراءات لإنقاذ سوق الأضاحي.
وطرحت حكومة ولاية الخرطوم، مشروعاً لبيع الاضاحي بالوزن في محاولة منها لتخفيف من حدة ارتفاع الأسعار على المواطنين وهو مشروع ينفذ للعام الثالث بولاية الخرطوم.
ويمتلك السودان ثروة حيوانية يفوق عددها الـ 100 مليون رأس ماشية، تساهم بأكثر من 20% من حجم الناتج المحلي الإجمالي، كما يساهم قطاع الثروة الحيوانية بـ 23% من مجموع عائدات الصادرات غير النفطية، بقيمة تفوق مليار دولار في 2015.
وترواحت أسعار الضأن في العاصمة السودانية الخرطوم منتصف الأسبوع الجاري بين 1500 – 3000 جنيه سوداني (248 – 495 دولار) مقارنة بـ 1000- 2500 جنيه سوداني العام الماضي (165 - 412.5 دولار)، وفق أسعار الصرف الرسمية.
وبسبب شح الدولار الأمريكي في السوق السودانية، ظهرت السوق السوداء (الموازية) لأسعار الصرف، التي تتعامل معها نسبة من السودانيين، ويبلغ فيها سعر الدولار الواحد نحو 14 جنيهاً سودانياً.
وحتى عام 2015، كانت الأضاحي في مدن السودان تباع بالرأس دون النظر إلى وزنها، كما هو متعارف عليه في العديد من الدول العربية.
وأعلنت حكومة ولاية الخرطوم منتصف الأسبوع الجاري، عن بداية مشروع لبيع الأضاحي بالوزن منذ يوم الإثنين الماضي، حتى مساء أول يوم في عيد الاضحى عبر تحديد 7 من نقاط البيع التي تتوزع في عدد من المناطق والأحياء المختلفة.
وقال عادل عبد العزيز، مدير إدارة الاقتصاد وشؤون المستهلك في وزارة المالية بولاية الخرطوم، إنه تم تحديد سعر 40 جنيهاً سودانياً سعراً للكيلو الواحد (2.8 دولار).
وأضاف في تصريح للأناضول، أن تجربة بيع الأضحية بالكيلو تهدف لضمان التعامل المباشر بين المنتج والمواطن، دون إتاحة الفرصة للوسطاء والسماسرة الذين يرفعون الأسعار.
ويعزو تجار ومربي ماشية، أسباب ارتفاع أسعار الأضاحي للعام الجاري، نتيجة لغزارة الأمطار التي تسببت في غرق مساحات كبيرة من الأراضي المزروعة لإنتاج الأعلاف خلال موسم الشتاء الماضي.
وأشار عبد الجليل إبراهيم، الذي يعمل تاجر مواشي بالخرطوم، إلى أن ندرة الأعلاف المغذية للضأن، أنتجت ارتفاعاً في أسعارها بسبب زيادة الطلب على الأعلاف ونقص المعروض.
بينما أوضح "خالد آدم" ويعمل تاجر مواشي بجنوب الخرطوم، أن ارتفاع الأسعار للعام الجاري إلى جانب نقص الأعلاف، مرتبط بارتفاع تكلفة ترحيل المواشي من مناطق إنتاجها إلى مناطق الاستهلاك.
وتتركز مناطق إنتاج الضأن في ولايات غرب ووسط السودان، مما يعرضها للترحيل عبر مسافات طويلة الى العاصمة السودانية؛ ويرحل إلى الخرطوم في موسم العيد نحو 600 ألف رأس من الضأن.
وفي محاولة للتخفيف على الرغبين بشراء الأضحية للعام الجاري، أطلق اتحاد عمال ولاية الخرطوم (حكومي) مشروع توزيع الأضاحي للعاملين بالمؤسسات الحكومية في العاصمة السودانية، مع تحديد سعر 1732 جنيهاً (286 دولار) للأضحية، على أن تقسط لفترة 10 شهور تخصم من مرتبات العاملين تبدأ من مرتب نوفمبر/تشرين ثاني المقبل.
وحدد الاتحاد 20 ألف رأس من الضأن كبداية للمشروع، على أن تستكمل إذا دعت الحاجة، مع تحديد 9 مواقع للتوزيع موزعة على مدن ولاية الخرطوم السبع.