أعربت الأمم المتحدة، مساء الأربعاء، عن أملها في أن لا تقع أي حوادث خلال موسم الحج في السعودية للعام الحالي.
وقال استيفان دوغريك، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة: "نأمل ألا تقع حوادث في موسم الحج وأن تُجري المناسك في أجواء من السلام".
جاء ذلك في معرض رد المسؤول الأممي على أسئلة الصحفيين بمقر المنظمة الدولية في نيويورك بالولايات المتحدة، حول ارتفاع حدة التوتر بين السعودية وإيران بخصوص ما تردد عن منع الرياض حجاج طهران من أداء الفريضة؛ وهو ما نفته المملكة بشدة.
والعام الماضي، لقى المئات من الحجاج مصرعهم جراء حادث تدافع وقع في منطقة منى بالمشاعر المقدسة، وكان عدد كبير من الضحايا من الحجاج الإيرانيين.
وفي وقت سابق اليوم، جدد الرئيس الإيراني، حسن روحانی، اتهامه للسعودية بمنع حجاج بلاده من أداء الفريضة هذا العام، متهما الرياض بما وصفه بـ"دعم الإرهاب فی العراق وسوريا والیمن".
وحسب ما نشرته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، جاءت تصريحات روحاني خلال اجتماع لمجلس الوزراء الإيراني.
واتهم روحاني الحكومة السعودية "بوضع العقبات" أمام حجاج بلاده؛ الأمر الذي تسبب في "منع إرسال الحجاج الایرانیین لأداء مناسك الحج هذا العام".
وفي بيان أصدره قبل يومين، شن علي خامنئي، المرشد الأعلى الإيراني، هجوماً حاداً للسعودية، متهما إياها بـ "إثارة الفتن والحروب" في اليمن وسوريا و"ظلم" البحرين".
وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، أعربت دول مجلس التعاون الخليجي عن "شجبها واستنكارها" لتصريحات خامنئي، قبل يومين، تجاه السعودية، معتبرة إياه "تحريضا" ومحاولة "لتسييس الحج".
وبعد ساعات من تصريحات خمانئي، جدد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي، اتهام بلاده لطهران بالمسؤولية عن منع حجاجها من أداء الفريضة هذا العام، متهما إياها بالسعي "لتسيس الحج وتحويله لشعارات تخالف تعاليم الإسلام وتخل بأمن الحج والحجيج".
وقال ولي العهد السعودي إن "المملكة لا تسمح بأي حال من الأحوال بوقوع ما يخالف شعائر الحج ويعكر الأمن ويؤثر على حياة الحجاج وسلامتهم من قبل إيران أو غير إيران "، محذرا من أن "التعامل مع من يخالف مقاصد الحج ويمس بأمن الحجيج سيكون حازماً وحاسماً".
واعتادت المملكة أن تصدر سنوياً، تحذيراً لحجاج إيران من إقامة مراسم "البراءة من المشركين"، وتقول الرياض إن تلك المراسم من شروط طهران هذا العام للسماح لمواطنيها بأداء الحج.
وإعلان "البراءة من المشركين" هو شعار ألزم به المرشد الإيراني الراحل "آية الله الخميني"، حجاج بيت الله الحرام (من الإيرانيين) برفعه وترديده في مواسم الحج، من خلال مسيرات أو مظاهرات تتبرأ من المشركين، وترديد هتافات بهذا المعنى، من قبيل "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل"، باعتبار أن الحج يجب أن يتحول من مجرد فريضة دينية عبادية تقليدية إلى فريضة عبادية وسياسية.
وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران، أزمة حادة، عقب إعلان الرياض في 3 يناير/كانون ثان الماضي، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة، في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد، شمالي إيران، وإضرام النار فيهما؛ احتجاجاً على إعدام "نمر باقر النمر" رجل الدين السعودي (شيعي)، مع 46 مداناً بالانتماء لـ"التنظيمات الإرهابية".