أعلن وزير الحج والعمرة السعودي، محمد بنتن، اليوم الاثنين، أن الحجاج الإيرانيين الذين تقدموا بطلبات تأشيرة لأداء فريضة الحج من خارج بلادهم وصلوا مكة، وذلك بعد ما حرمت إيران مواطنيها في الداخل من أداء الحج هذا العام.
وأكّد الوزير في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السعودية (واس)، أن "جميع الحجاج الإيرانيين القادمين من أوروبا وأميركا وأستراليا ونيوزيلندا وإفريقيا الذين تقدموا للحصول على طلبات تأشيرات للقدوم للحج حصلوا عليها، وهم الآن يستمتعون بوجودهم في مكة المكرمة، وإن شاء الله سيؤدون مناسكهم ويعودون إلى بلادهم سالمين غانمين".
وبين الوزير أن "السعودية تستقطب الحجاج، وترحب بهم من جميع أقطار العالم، ومن جميع الجنسيات ومن جميع الأعراق ومن جميع المذاهب".
وأكد بنتن أن بلاده وافقت على منح تأشيرات لجميع الحجاج الإيرانيين القادمين من خارج بلادهم، رداً منه على اتهامات إيرانية للمملكة بـ "حرمان الإيرانيين من أداء الفريضة".
وكان مصدر في وزارة الحج والعمرة السعودية أكد الشهر الماضي أن المملكة لا تمانع في إصدار تأشيرات حج للإيرانيين المقيمين بدول أوروبا من خلال شركات سياحية معتمدة، وذلك بعد ما منعت إيران مواطنيها من أداء الفريضة هذا العام في محاولة لتسييس هذه الشعيرة الإسلامية واستغلالها لأهداف سياسية.
ونقلت صحيفة "الوطن" السعودية عن مصدر مطلع أن عدداً من الإيرانيين المقيمين خارج إيران ممن يرغبون في القدوم لموسم حج هذا العام تقدموا للحصول على تأشيرات حج، وسجلوا بالشركات السياحية المنتشرة في دول أوروبا".
كما نقلت عن مصدر مسؤول في وزارة الحج والعمرة قوله إن المملكة لا تمانع في إصدار تأشيرات حج للراغبين بتأدية الفريضة، لعام 1437، من الإيرانيين المقيمين بدول أوروبا، وستتخذ الوزارة كافة الترتيبات اللازمة حيال ذلك، حيث تقوم شركات السياحة بدول أوروبا بالحصول على تأشيرات الحج أو العمرة وفق الأنظمة المعمول بها في تلك الدول".
إيران رفضت توقيع محضر الحج
يذكر أن مدير منظمة الحج والزيارة الإيرانية، سعيد أوحدي، كان قد حذر المواطنين الإيرانيين بعدم التوجه إلى الحج عن طريق بلد ثالث، وذلك بعد ما منعت إيران حجاجها من الذهاب إلى الديار المقدسة هذا العام، وامتنعت عن محضر إنهاء ترتيبات الحج، لرفض طلبها في محاولة فرض شروط لإجراء طقوس خارج سياق الحج على وزارة الحج والعمرة السعودية.
وكان موقع "سحام نيوز" الإصلاحي نقل عن "مصادر حكومية مطلعة" داخل النظام الإيراني، أن أهم الأسباب في عدم توقيع بعثة الحج والزيارة الايرانية على محضر الاتفاق يعود إلى مطلبين أساسيين فرضهما المرشد الأعلى علي خامنئي، على البعثة وإلزامها بعدم التنازل عنهما وهما "إجراء مراسم "دعاء كميل" في الحرم النبوي بهدف تحويله إلى منبر سياسي لمهاجمة المملكة العربية السعودية واستغلال الشعائر الإسلامية من أجل تصفية حسابات سياسية، الأمر الذي رفضته السعودية"، وثانيا، إجراء مراسم" البراءة من المشركين"، حيث ينظم الإيرانيون كل عام مسيرة بهذه المناسبة تتسبب في زحام غير طبيعي في الحج".
وكانت وزارة الحج والعمرة السعودية أكدت في بيان لها أن "بعثة منظمة الحج والزيارة الإيرانية بامتناعها عن توقيع محضر إنهاء ترتيبات الحج تتحمل أمام الله ثم أمام شعبها، مسؤولية عدم قدرة مواطنيها من أداء الحج لهذا العام، كما توضح رفض المملكة القاطع لتسييس شعيرة الحج أو المتاجرة بالدين".