رام الله الإخباري
قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان الإثنين 5 سبتمبر/أيلول 2016، إن منظور الغرب تجاه أزمة اللاجئين، المبني على أساس أمني وعنصري، مخجل بالنسبة للإنسانية، مبدياً استغرابه من إغلاق الدول حدودها بوجه اللاجئين بدلاً من استقبالهم.
وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده أردوغان عقب اجتماع للقادة المشاركين في قمة مجموعة العشرين، المنعقدة في مدينة هانغتشو، شرقي الصين، حيث لفت أن عدد القتلى في سوريا تجاوز 600 ألف قتيل، معتبراً الدفاع عن فكرة بقاء "الأسد القاتل" في منصبه رغم مقتل هذا العدد، "مدعاة للخجل".
منطقة آمنة
وأضاف أردوغان: "أخبرناهم خلال قمة العشرين الماضية (انعقدت في مدينة أنطاليا التركية العام الماضي) أن بإمكاننا حلّ مسألة اللاجئين السوريين عبر إقامة منطقة آمنة داخل بلادهم بطول 95 كم، وبعمق 40 كم، وإسكان اللاجئين فيها، وخلال القمة الحالية أخبرنا أصدقاءنا الموضوع ذاته".
وأعلن أردوغان أنه عرض على الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين إقامة "منطقة حظر جوي" في شمال سوريا.
وأضاف في كلمة نقلها التلفزيون على هامش قمة مجموعة العشرين في الصين: "نعمل على إعلان حظر جوي في هذه المنطقة"، في إشارة إلى المنطقة الحدودية حيث طردت فصائل سورية تدعمها أنقرة الجهاديين من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
استقبال اللاجئين
وجدّد الرئيس التركي التأكيد على أن بلاده "ستواصل استضافة القادمين من العراق وسوريا دون تمييز بينهم، سواء تلقت الدعم من الخارج أم لم تتلقَ"، مشيراً إلى أنه لا يمكن حل أزمة اللاجئين بشكل دائم، دون النزول إلى جذور المشكلة، المتمثلة بحل أزمات المنطقة، وفي مقدمتها الأزمة السورية.
وأشار إلى استقبال بلاده لـ 3 ملايين سوري وعراقي على أراضيها، لافتا أن بلاده أنفقت على اللاجئين 12 مليار دولار أمريكي، فيما يصل هذا المبلغ إلى 25 مليار دولار إذا أضيفت إليه ما أنفقته منظمات المجتمع المدني التركية.
"مكافحة الإرهاب"
ودعا أردوغان إلى رفض المفهوم الذي يميّز بين "منظمات إرهابية" كـ "داعش" و"بي كا كا" (حزب العمال الكردستاني)، و"ب ي د" (حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي)، و"ي ب ك" (وحدات حماية الشعب الكردية)، و"فتح الله غولن"، مضيفاً: "يجب أن نطلق مباشرةً كفاحاً مبدئياً ضدّ كافة المنظمات الإرهابية، فنحن سنواصل مكافحة الإرهاب بعزيمة، مهما كلفنا ذلك، وعملية جرابلس (شمال سوريا) تظهر عزيمة تركيا في هذا المسألة".
ولفت إلى أن الإرهاب مستمر في تهديد العالم، عبر اتخاذه أشكال جديدة مع كل يوم يمر، مشيراً أن محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا 15 يوليو/ تموز الماضي، هي شكل من أشكال الإرهاب يُشاهَد لأول مرة، مؤكدا أن بلاده أعلنت حالة الطوارئ عقب محاولة الانقلاب لمكافحة عناصر منظمة غولن داخل البلاد بشكل فعال.
وشدد أردوغان على أن منظمة غولن -التي تقول الحكومة إنها تقف وراء محالة الانقلاب- هي شبكة عالمية تدير أنشطة في أكثر من 170 دولة، خارج تركيا، داعيا العالم إلى إظهار الحساسية تجاه هذه المنظمة التي فتحت لنفسها المجال عبر استغلال قضايا إنسانية، مثل الأعمال الخيرية والمعتقدات والتعليم.
ونوه إلى أنه لا يمكن لجزء من العالم أن يواصل حياته في استقرار ورفاهية، في حين أن المجاعة والبؤس والفقر والإرهاب والظلم والعنف يجول ويجوب في الجزء الآخر من العالم.
وتطرق أردوغان إلى لقائه نظيره الصيني شي جين بينغ، حيث أشار إلى اتفاق الجانبين على تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بينهما، لافتا أن الجانبين متفقان على تطوير المبادرات المشتركة في المسائل العالمية وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب.
ولفت أنه أعرب لنظيره الصيني، عن دعم بلاده لمساعي الصين لإعادة إحياء طريق الحرير التاريخي، وأن الجانبين وقعا 4 اتفاقيات، بينها 3 تتعلق بالتعاون في مجال الطاقة، فيما الرابع بمجال الزراعة.
وكالات