التحق الطفل أحمد دوابشة، الناجي الوحيد من محرقة تعرضت لها عائلته على يد مستوطنين يهود، بقرية دوما جنوب شرقي نابلس في الضفة الغربية، العام الماضي، بالمدرسة، اليوم الأحد، مع بداية العام الدراسي الجديد في فلسطين.
وتعتبر هذه المرحلة نقلة جديدة في حياة أحمد، بعد حادث أليم نفذه مستوطنون إسرائيليون، بإضرام النار في منزل عائلته، نهاية تموز/يوليو 2015، وأسفر عن استشهاد شقيقه الرضيع، علي (18 شهرًا)، ولاحقًا والده، سعد، وأمه، ريهام، متأثرين بجروحهما.
ومنذ عام، والطفل أحمد يتلقى علاجه في المستشفيات الإسرائيلية، التقى خلال تلك الفترة شخصيات وطنية وأندية رياضية دولية (منها نادي ريال مدريد الإسباني)، كما لاحقته عدسات الكاميرات في كل مكان.
في يومه الأول، بدا الطفل كتومًا، ينظر إلى زملائه في الصف الأول الأساسي بصمت، يجلس على كرسيه ممسكًا بحقيبته المفضلة (حقيبة تحمل صورة نجوم نادي ريال مدريد)، يقلب كتبه دون التفوه بكلمة واحدة، بحسب مراسل الأناضول.
وكانت هناك محاولات عديدة لدفع الطفل الصغير للحديث من قبل معلماته وذويه باءت جميعها بالفشل.
الطفل الصغير التحق بمدرسة 'دوما' الأساسية التي تغير اسمها إلى 'الشهيد علي الدوابشة'، في إشارة إلى شقيق أحمد، بموجب قرار من وزارة التربية والتعليم، العام الماضي.
'كان من المفترض أن تجهزه والدته ريهام للخروج إلى المدرسة في أول يوم لها، وأن يوصله والده سعد بمركبته الخاصة، لكن الوضع كان مختلفًا، تجمعت العائلة كلها لتجهيز وتوصيل أحمد لمدرسته، تحدثنا معه سعيًا لتقبله بالوضع الجديد'، يقول عمه نصر دوابشة.
دوابشة العم يقول للأناضول: 'هذا اليوم نقلة نوعية في حياة أحمد، بعد رحلة علاج لم تنتهِ بعد، وقد كان من المفترض أن يكون هذا اليوم مميزًا لعائلة شقيقي سعد، لكنه كان يومًا حزينًا بالنسبة لنا، غير أن هذا قدر شعبنا، فهناك مئات كما أحمد فقدوا أباءهم وأمهاتهم برصاص الاحتلال'.
يضيف: 'وفّرنا الجو المناسب لأحمد، يجب ألا يسير تحت أشعة الشمس، جراء الندوب التي لا زالت في جسمه، ويتعين علينا يوميًا أن نرسله إلى المدرسة ونعيده إلى البيت، أمامنا مهمة كبيرة لدمجه وإعادته إلى الحياة الطبيعية'.
من جهتها، تقول مديرة المدرسة، هدى عيد، للأناضول: 'تم تجهيز كافة احتياجات الطفل أحمد؛ تم تركيب مكيف هواء في الغرفة الصفية، تم توفير دورة صحية داخلية، إضافة إلى تزويد المدرسة بمرشدة اجتماعية للتعامل معه'.
وتضيف عيد: 'نسعى إلى توفير كل ما يحتاجه الطفل دوابشة، وهناك استعداد من قبل المعلمات وكافة الهيئة التدريسية في المدرسة للتعامل معه، ودمجه مع بقية زملاءه'.
وعن انطباعها عن الطفل، تقول عيد: 'أحمد طفل يريد أن يعيش طفولته بعيدًا عن الضجيج، ومهمتنا مساعدته، هذا واجب علينا'.
وصباح اليوم، بدأ نحو مليون و200 ألف طالب فلسطيني، عامهم الدراسي الجديد في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، بحسب وزارة التربية والتعليم في البلاد.
ومن بين الطلبة 693 ألفًا و165طالبًا في الضفة والغربية والقدس، و499 ألفًا و643 طالبًا في قطاع غزة.