الاردن في ذكرى احراق الأقصى يؤكد انه لن يكل او يمل في الدفاع عنه

955fa0bf-1c16-432d-b944-65583034e0df

رام الله الإخباري

 يصادف يوم غد الاحد، الذكرى الـ47 لجريمة احراق المسجد الاقصى المبارك الذي نفذها متطرف يهودي في الحادي والعشرين من اب العام 1969 بعد عامين على الاحتلال الصهيوني للقدس الشريف.

وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية  الاردنية واكدت في بيان مساء اليوم السبت، ان جريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك ومنبر صلاح الدين التي وقعت في 21 اب 1969 تعد من أبشع الاعتداءات، ولكنه ليس باخرها، بحق المسلمين ومقدساتهم بل بحق البشرية جمعاء، فقد اهتزت ضمائر المسلمين وقلوبهم في مشارق الأرض ومغاربها لهذه الجريمة النكراء، وهبَّ أهل القدس يدافعون عن المسجد الأقصى المبارك، ويطفئون النيران بالطرق اليدوية مستخدمين مياه آبار الحرم الشريف حتى لا تأتي النيران على المسجد كله.

وقالت الوزارة، ان الاستمرار بالحفريات تحت المسجد الاقصى من قبل دولة الاحتلال والاعتداءات والتدنيس المستمر للمسجد حتى يومنا هذا اضافة الى منع المصلين من الصلاة فيه كلها مؤشرات تؤكد استمرار الخطر اليومي على المسجد المبارك وهو ما يدق ناقوس الخطر ويدعو العالم الى التدخل الفوري لوقف مثل هذه الاعتداءات اليومية على مقدساتنا الشريفة.

واكدت الوزارة ان الاردن بقيادته الهاشمية وشعبه المخلص لقضيته الاولى فلسطين المحتلة، لم يكل او يمل عن الدفاع عن تلك القضية التي تمثل المحور الاول والرئيسي في الهم الاردني حيث لا تزال القضية الاولى عند جلالة الملك عبدالله الثاني ووالده المغفور له باذن الله جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، ورثاها عن ابائهم واجدادهم الذين ضحوا بدمائهم الزكية في سبيل المسجد الاقصى المبارك وحرمته.

وقالت، ان حادثة احراق المسجد الاقصى ومنبر صلاح الدين احدثت وقعا اليما على المغفور له بإذن الله جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه إذ وجه خطابا لملوك ورؤساء الدول العربية والإسلامية قال فيه "إن هذا الحادث المروع هز ضمير كل عربي ومسلم وضمير الإنسانية جمعاء"، وعبر جلالته في خطابه هذا عن مدى مكنون صدره تجاه القدس ومقدساتها قائلا "وإنني والأسى يملأ كياني على ما حل بالمسجد الأقصى الحزين، لأشهد على نفسي وقومي أننا ما تركنا سبيلا لإنقاذ القدس إلا وسلكناه وما توفر لنا من جهد إلا وبذلناه لإحقاق الحق وإنقاذ المدينة المقدسة السليبة الحبيبة".

واكدت الوزارة انه وحرصا من المغفور له بإذن الله الحسين طيب الله ثراه على المقدسات الإسلامية وما فيها من تراث فريد وبمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف أصدر أمره السامي للجنة اعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة بإعادة بناء المنبر في المسجد الأقصى المبارك على صورته الحقيقية المتميزة ببالغ الحسن والدقة والإتقان ليعود إلى سابق عهده في أداء دوره التاريخي في هداية المؤمنين وتوعيتهم وحفزهم على التعاون والتضامن وجمع الكلمة.

وقامت اللجنة وتنفيذا للرغبة الملكية السامية وضعت لجنة اعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، التي يرأسها وزير الأوقاف الخطط واعدت الدراسات مستفيدة من المخططات التي كان اعدها المعماري الاسلامي المتميز جمال بدران وجرى تنزيلها على الحاسب الالي بالأبعاد الثلاثة من خلال مكتب المحراب الهندسي واشراف المهندس منور مهيد ، ثم تم الاتفاق مع لجنة الاعمار وجامعة البلقاء التطبيقية على ان يبنى المنبر في معهد الفنون والعمارة الاسلامية التابع للجامعة.

وبينت الوزارة ان عطاءات آل هاشم احفاد النبي عليه الصلاة والسلام لم تتوقف عن هذا فقد استكمل هذا الاهتمام الكبير وواصله جلالة الملك عبدالله الثاني بمتابعة انجاز هذا العمل الكبير حيث جرى وبدعم سخي من جلالته واشرافه المباشر اضافة الى عمله الدؤوب في دعم جهود المقدسيين وتوفير الرعاية اللازمة للمسجد الاقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة، اواخر 2007 نقل المنبر وتركيبه في مكانه داخل المسجد الاقصى المبارك في شهر كانون الثاني من العام ذاته.

واكدت الوزارة حرص المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني على رعاية القدس والمقدسات العربية والإسلامية فيها، ويتابع جلالته ما بدأه الهاشميون عبر تاريخهم المشرف الطويل منذ مطلع القرن الماضي وإلى يومنا هذا، حيث تم انجاز عدة اعمارات هاشمية للمسجد الأقصى المبارك، وتم في الثالث منها والذي اكتمل سنة 1994 ازالة اثار الحريق كلها، وتكسية قبة الصخرة المشرفة بألواح النحاس المذهب وأسقف أروقة مسجد قبة الصخرة والجامع الأقصى بألواح الرصاص وتنفيذ أعمال أجهزة الإنذار والإطفاء من الحريق.

واضافت ان الرعاية الاردنية الهاشمية تتواصل للمسجد الاقصى المبارك حيث يجري تنفيذ مجموعة من المشروعات الهامة في المسجد المبارك كان آخرها امر جلالة الملك عبدالله الثاني بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك بفرش المسجد الاقصى بالسجاد.

وبينت ان حدث احراق الاقصى الذي مثل اعتداء صارخا على المسلمين كان السبب المباشر لإنشاء منظمة المؤتمر الاسلامي التي تجمع في عضويتها الدول العربية والاسلامية وتحرص على المحافظة على وحدة المسلمين وتعاونهم في مختلف المجالات وبخاصة في معالجة قضاياهم الكبرى وعلى راسها القضية الفلسطينية بالإضافة الى كل ما يعزز قوة الامة ووحدتها وتعاونها.

ولم تتوقف متابعة جلالة الملك عبدالله الثاني عند هذا، فقد كانت القضية الاولى والاساسية في كل المحافل الاقليمية والدولية في اطار سعي جلالته الحثيث لانهاء الصراع العربي الاسرائيلي ومنع الاعتداءات اليومية التي ينفذها مستوطنون متطرفون بحق المقدسات الاسلامية وعلى رأسها المسجد الاقصى المبارك والحرم القدسي الشريف.

وشددت الوزارة على ان جلالته مازال يواصل الليل بالنهار ويتحمل هذا التكريم والتشريف برعاية المقدسات الاسلامية في القدس بصفته الشخصية والرسمية لاهتمامه بالحفاظ على الهوية العربية والاسلامية لهذه المدينة المباركة ومنعا لتكرار المزيد من الانتهاكات والاعتداءات الغاشمة على المقدسات الاسلامية فهو صاحب الوصاية والرعاية للأماكن الدينية المقدسة الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف مؤكدة ان الاردن سيبقى على عهده ابدا بمناصرة القضية الفلسطينية.

بترا