لم يغب مشهد المرأة الفلسطينية يومًا عن تاريخ نضال الشعب الفلسطيني، ومشاهد المقاومة الشعبية والدفاع عن الأرض، والتصدي لهجمات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه المتواصلة بحق أبناء شعبنا.
الحاجة ندوة عودة (70 عاما) "أم صقر" من بلدة قصرة جنوب نابلس، جسدت اليوم حكاية امرأة تصدت بصدرها لفوهات بنادق الاحتلال وأنياب جرافاته؛ التي حاولت أن تمزق جزءا من أرضها بالقرب من مستوطنة "مجدوليم" المقامة على أراضي البلدة.
حاملة عصا بيدها، وصادحة بأعلى صوتها بوجه الجنود الغرباء الذين قدموا لحماية جرافة بدأت بتجريف أراضي القرية المحيطة بالمستوطنة، قائلة "أخرجوا من أرضي لماذا تجرفوا فيها، شو جابكم علينا؟".
تقول أم صقر في حديث لـ"وفا"، إنها تلقت اتصالا من ابنتها يفيد بأن جرافة للاحتلال تقوم بتجريف أرضها البالغة مساحتها 13 دونما، والمزروعة بما لذ وطاب من أشجار الزيتون والتين والعنب والصبر.
"نزلنا بسرعة أنا وبناتي وأولادي والعائلة وأهل البلد لمواجهتهم وضربتهم بالعصا وطردتهم من أرضنا". قالت أم صقر.
أم صقر تتشبث بتلك الأرض، فهي التي أفنى زوجها فيها حياته وهو في صراع مع محاكم الاحتلال منذ عام 1980 وهو العام الذي أقيمت فيه المستوطنة؛ لمنع مصادرتها، والتي مات تحت زيتونة فيها بعد أن لدغته أفعى في أيار 2008.
وتضيف أم صقر "منذ سنة 1980 ونحن في صراع مع الاحتلال، ونرفع قضايا ضدهم يريدون أن يستولوا على الأرض، ولكن هذه الأرض لنا، باقون فيها".
وتؤكد أم صقر التي تنشغل بقطف ثمار اللوز في الأرض منذ عشرين يوما مع عائلتها، بأنها ستستمر يوميا بالتوجه لأرضها لرعايتها وحمايتها من المستوطنين وجيش الاحتلال، الذي يريد الاستيلاء عليها وضمها للمستوطنة؛ بحجة وجود ما يقارب خمسة دونمات فيها غير معمرة.
وأصيبت الحاجة عودة بالاختناق بعد أن أطلقت قوات الاحتلال القنابل الغازية والرصاص "المطاطي"، كما أصيب العشرات من شبان البلدة الذين هبوا للدفاع عن الأرض بالاختناق وأربعة أخرين بالرصاص "المطاطي"، تم علاجهم ميدانيا، وفق ما أوضح رئيس بلدية قصرة عبدالعظيم وادي لـ"وفا".
وأشار وادي إلى أن جرافات تابعة للاحتلال قامت بتجريف عدة أراضٍ تعود للمواطنين في البلدة، وهب الأهالي والمزراعين وطردوها من الأراضي، إلا أن قوات الاحتلال ردت بإطلاق قنابل الغاز والرصاص "المطاطي".
وأوضح أن المستوطنين أقدموا على إشعال النار في أراضٍ مزروعة بالزيتون واللوز بالقرب من مستوطنة "مجدوليم"، ومنع جنود الاحتلال الأهالي من إطفائها.
ونوه وادي إلى أن الاحتلال يستغل وجود أراضٍ "بور" غير مزروعة، ويحاول أن يستولي عليها.