رام الله الإخباري
أبوجندل، اسمه الحركي، يخرج من سيارته، متخفيا بنظارة سوداء، يتلفت حوله جيدا ثم يبدأ بإطلاق النار، هذه تفاصيل الحكاية، أما مكانها فأي حفل زفاف يدفع أصحابه ثمن هذا الرصاص، فأبو جندل "طخيخ" يتقاضى أجراً عن ذلك.
يقول أبو جندل: "كنت أطلق النار في تشييع الشهداء، وفي مناسبات تخص بعضا من أصدقائي كنوع من المجاملة، ثم بدأت أتقاضى مالا مقابل هذا العمل".
ابو جندل قد استنكف عن العمل منذ عامين، لكنه ما يزال يحتفظ بسلاحه،ونقلت صحيفة الحدث المحلية عن ابو جندل انه : "احتفظ بالسلاح، وهو لا يفارقنه إلا عند خروجه من مدينة لأخرى، تحسبا لأي تفتيش قد يجريه الاحتلال على أي من الحواجز، أما الرصاص فمن السهل الحصول عليه".
يتقاضى أبو جندل ما بين 300 إلى 350 شيقلا لقاء شريط الرصاص الواحد، (أي المشط) يقول: "هذا السعر ثابت لدى عدد من "الطخيخة" ويتفاوت ما أتقاضاه بين عرس وآخر فكل شخص يدفع بحسب إمكانياته، فمنهم من يطلب أكثر من خمسة أمشاط، في حين يكتفي بعضهم بمشط واحد".
أكد أبو جندل بأنه يرى في ما يقوم به وغيره من "الطخيخة" عملا لا يخل بالقانون ولا يؤذي أحدا، هو فقط عمل كعمل الطباخين والفرق الموسيقية التي يستخدمها أصحاب الحفل للتعبير عن فرحهم، يقول: "أنا لا أؤذي أحدا، ونحن نستخدم الرصاص في الأعراس منذ سنوات، وأنا أعرف جيدا كيف أطلق النار، الخوف هو من الهواة الذين يستخدمون الأسلحة في الأفراح والتجمعات بشكل غير مهني، هنا تحدث المشاكل، التي قد تصل لحد إصابة أحد الحاضرين".
يتخفى أبو جندل كما يقول لأنه لا يرغب بأن يعرف أحد هويته، يقول لـ"الحدث": "من يريدني يستطيع الوصول لي، لكنني لا أرغب أن يعلم الجميع من أكون، وأنا لست الوحيد فهناك غيري ممن يعملون كل في منطقته،
أم عماد عابدين، تقول ": "رأيت هؤلاء الطخيخة في أكثر من مكان، وهم يستخدمون نفس الآلية، يخرجون ملثمين، ويرتدون في الغالب اللباس الأسود"
أحمد البرغوثي، معالج نفسي، يقول ": "أنا أستغرب حقا كيف يمكن أن يجلب شخص أحدا ليقوم بإطلاق النار في ليلة زفافه، فلا أجد متعة في الأمر، هو فقط يثير حالة من الخوف، ويزعج المحيطين بمكان الزفاف".
يعالج أحمد حالة لطفل كان قد أصيب منذ عام برصاصة في زفاف أحد أقربائه، يقول: "كان هذا الطفل ذكيا، لكن رصاصة واحدة حولته لواحد من ذوي الإعاقة، وهو الآن بحاجة لإعادة التأهيل لذلك، فأنا أرى أن هذه الطقوس هي مرض اجتماعي أخشى أن يتفشى".
نقلا عن صحيفة الحدث