رام الله الإخباري
كتب موقع واللا العبري عن ليلة استشهاد محمد الفقيه نهاية الشهر الماضي
مستهلاً تقريره بالقول:"الجيش الإسرائيلي اصطدم بعدو ذهب معه حتى النهاية، والتخوف أن تكون هذه مجرد البداية، القيادات العسكرية لكتائب عز الدين القسام تحث الشباب على تنفيذ عمليات إطلاق النار في الضفة الغربية، وبعد العملية المركبة التي قتل فيها منفذ العملية الذي قتل الحاخام ميخال مارك تعمل قوات الجيش لتلائم نفسها مع الواقع الجديد".
وعن عمليات المقاومة منذ بداية العام 2016 قال موقع واللا العبري: وقعت 26 عملية إطلاق نار في الضفة الغربية، حوالي 35% منها وجهت ضد المستوطنين، ومن الواضح أن عمليات إطلاق النار تحولت إلى خطر مركزي، وكل جندي في الجيش الإسرائيلي على علم بهذا التحدي، والتصرف يتم بناءً على ذلك. تابع الموقع، كل قائد في وحدات الجيش الإسرائيلي لديه في مفكرته الشخصية التعليمات حول الخطوات التي يجب أن تتخذ فور وقوع كل عملية إطلاق نار، وأهمها العمل والانتشار على وجه السرعة لحصر خطر سير انسحاب منفذي العملية من أجل القبض عليهم بأسرع وقت.
وعن عملية مداهمة مكان وجود الشهيد محمد الفقيه قال موقع واللا العبري:"يوم الثلاثاء الماضي، الساعة التاسعة مساءً، معلومات وصلت إلى جهاز الشاباك الإسرائيلي عن مكان وجود محمد الفقيه منفذ عملية قتل الحاخام ميخال مارك، التعليمات صدرت للقوات وكأنها أول مرة تصل لهم معلومة عن مكان وجوده، مع العلم أنه في السابق وصلتهم معلومات عن ثلاثة مواقع قيل إنه موجود فيها ليتبين عدم صحة المعلومة".
يقول الموقع: "التعليمات صدرت لفتح غرفة العمليات في منطقة الوسط، لكم أن تتخيلوا، باب سميك من الفولاذ، يوصل لمجموعة من الغرف المقسمة بألواح زجاجية شفافة، شاشات على الجدران، وشاشات حواسيب متلاصقة تنقل ببث حي ومباشر ما يجري على الأرض".
ويصف "واللا" العبري ما حدث ليلة العملية بالتفصيل:"إلى غرفة العمليات وصل رئيس جهاز الشاباك نداف أرجمان ونائبه الملقب ب “ر” الذي أشرف على تنفيذ العملية، ومسؤول المنطقة في جهاز الشاباك ومعهم قائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي روني نوماه، وجود كل هؤلاء كان دليلاً واضحاً على أن الحديث يدور عن عملية مركبة ومهمة، ودليل على مستوى التعاون ما بين الجيش وجهاز الشاباك".
وعن العملية نفسها كتب الموقع العبري :"عملية في قلب قرية فلسطينية يمكن أن يؤدي لتدهور الأوضاع وخروج أعداد كبيرة من الناس قد يؤدي لامتداد المواجهات لكل منطقة الخليل، لهذا كان الأمر يتطلب حكمة في اتخاذ القرارات، كي لا يؤدي لإصابة عدد كبير من المدنيين من غير ذوي العلاقة بالأحداث".
الهم الأول والأخير لجهاز الشاباك والجيش كان وضع حد لما أسموه خطر القنبلة الموقوتة، وكان التخوف أن ينسحب منفذو العملية لقلب مدينة الخليل وحينها لن يتم إلقاء القبض عليهم للأبد. في اليوم الثاني لتنفيذ العملية، حسب الموقع، "تم القبض على محمد عمايره من سكان دورا، وهو يعمل في الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وبعد التحقيق معه اعترف بأنه كان سائق المركبة التي أطلقت منها النار، وأن محمد الفقيه هو منفذ عملية إطلاق النار".
مركزي الشاباك وعاملو تكنولوجيا المعلومات عملوا على مدار الساعة لتركيب الصورة من المعلومات الاستخبارية التي تصلهم، الفقيه معروف عنه أنه كان في صفوف الجهاد الإسلامي، وبعد دخوله السجن تأثر من "الأفكار المتطرفة"، حسب تعبير الموقع العبري، التي يحملها عناصر حماس في السجن، وكان لديه أمل بالانضمام للجهاز العسكري للحركة.
من جهته، كان عمايره قد اعترف بأنهم قاموا بإخفاء قطعة الكلاشنكوف التي نفذوا بها العملية، إلا أن الفقيه لديه قطعة ثانية بالإضافة إلى وسائل قتالية أخرى، حينها فهم جهاز الشاباك والجيش أن الفقيه عبارة عن "قنبلة موقوتة" ويمكن أن ينفّذ عملية أخرى، ومع مرور الأيام وعدم العثور على الفقيه كان الضغط يتزايد على الضباط من مختلف الاتجاهات.
يقول موقع "واللا":"المعلومة وصلت للشاباك، الفقيه يختبئ في قرية صوريف، قرية يسكنها 13 ألف فلسطيني، ومعروفة بأنها منطقة تدين بالولاء لحركة حماس، وتقرّرَ أن تقود وحدة البيت التابعة لجهاز الشاباك العملية بعد أن قامت طائرة دون طيار بجمع معطيات من أرض الواقع. المبنى المكون من ثلاثة طوابق حوصر، هكذا يصف الموقع العبري، والقناصون اعتلوا المباني وصوبوا مناظير الرؤية الليلية لمداخل المبنى، وقوات من وحدة كفير انتشرت في القرية لتشكل درعاً لمنع المواطنين الاقتراب من موقع العملية. في الساعة 22:05 بدأ تنفيذ إجراء "طنجرة الضغط"، كما يقول موقع "واللا"، ضابط تحدث باللغة العربية مع سكان البيت ومع محمد الفقيه بواسطة سماعة طالباً منهم الخروج ومن محمد تسليم نفسه.
المدنيون خرجوا من المبنى رافعين أيديهم بعد أن ودعوه، حينها تبين أنه يريد الموت، وبدأ إطلاق النار على الجنود من كلاشنكوف كان بحوزته، وعندئذ بدأ الحديث بينه وبين الجنود بالرصاص. اشتباك الشهيد محمد الفقيه مع قوات جيش الاحتلال استمر حوالي خمس ساعات ونصف الساعة، جيش الاحتلال استخدم كافة أنواع الأسلحة منها صواريخ لاو، وجنود من مختلف الوحدات، وفي نهاية الأمر استخدم جرافة ضخمة في هدم المبنى على الشهيد
موقع مدار ...ترجمة محمد علان