رام الله الإخباري
في اعتراف هو الأول من نوعه من ضابط إسرائيلي كبير، أقر هذا الضابط بأن الحرب الأخيرة مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة صيف عام 2014 كانت بمثابة بداية جديدة لنمط الحروب المقبلة التي سيخوضها الكيان والتي ستشبه إلى حد بعيد "الحرب العالمية الثانية".
وقال قائد سلاح البر في جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنرال كوبي براك في مقابلة خاصة مع المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" اليكس فيشمان: إن "الحرب المقبلة ستبدأ وستتعرض إسرائيل لهجوم صاروخي وإطلاق نار، وهو أمر بمقدورنا مواجهته، إلا أن المشكلة تكمن في تعامل الجمهور (الإسرائيلي) معها، ومعرفة كيفية مجرى سير استدعاء قوات الاحتياط وتجنيد القوات وتحريكها ونقلها من موقع إلى آخر".
ولفت الجنرال براك إلى أنها تشبه إلى حد بعيد "الحرب العالمية الثانية، حرب شاملة تكون فيها الجبهة الداخلية والجيش والمواقع العسكرية والمدن تحت القصف، وبالتالي فإنه فقط من خلال القدرات اللوجستية سيتمكن الجيش من مواصلة القتال وإدارة العمليات الحربية".
وأقر بأن بوادر هذه الحرب بدأت عملياً في الحرب الأخيرة على غزة "عندها عرفنا وشعرنا ماذا يعني ضرب الجبهة الداخلية، وضرب العمق الإسرائيلي الذي تمثل بضرب مطار بن غوريون، وماذا يعني القتال في الشجاعية، وفي بيئة مأهولة بالسكان، وماذا يعني القتال تحت الأرض، وحالات تسلل قوات وعناصر كوماندوس وراء خطوطنا، وضرب مراكز الغذاء المعدة لحالات الطوارئ".
وأضاف الجنرال براك "ستكون سلسلة القتال اللوجستية بدءاً من مخازن الغذاء، مروراً بمخازن السلاح، أي كل تجمعات الجنود والقوات، تحت القصف".
وجاء حديث براك في سياق مادة خاصة أعدها فيشمان عن الأهمية التي يتولاها سلاح البر في الاستعداد للحرب المقبلة ودوره فيها، مع دلالات ضم قسم التخطيط اللوجستي لسلاح البر، ووضع جنرالين اثنين تحت قيادته على الرغم من أنهم يتساوون في الترتيبة العسكرية.
وذكر أنه "من أجل تحقيق الأهداف المطلوبة، بحسب التنظيم الجديد والوثيقة الاستراتيجية للجيش الإسرائيلي التي وضعها (رئيس هيئة الأركان جادي) أيزنكوت، يجب أن يكون القائد الميداني قادرًا على إصدار الأوامر للقيادات العليا في غرفة قيادة العمليات لاعتراض صاروخ أو قذيفة بعد أن يكونوا مجهزين بكل الوسائل التكنولوجية اللازمة لجمع المعلومات من الميدان، وتحديد مواقع الضربات التي يريدون استهدافها".
وكشف الجنرال براك-بحسب ترجمة "العربي الجديد"- عن أنه إلى جانب القدرات الاستخباراتية والميدانية، فإن التشكيلة الجديدة ستعني أيضًا قدرة القوات البرية على شن هجوم وهم يتمتعون بحماية كاملة وبمساعدة الروبوتات الالكترونية ووسائل التصوير للمسافات القصيرة (الكاميرات الطائرة)، لتوفير صورة واضحة لساحة القتال البرية التي تنشط فيها".
ولفت فيشمان إلى أنه عندما يتم إدخال هذه التغييرات على سلاح البر في الجيش لاستعادة قدرات المناورات البرية "عندها يمكن العودة للحديث عن حسم المعركة والحرب وليس فقط السعي للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، أو حزب الله في لبنان"، على حد قوله.
ويندرج هذا الاستعداد في سياق العمل على تحقيق الهدفين الذين حددهما أيزنكوت في ختام استخلاص العبر من المواجهات العسكرية التي خاضها جيش الاحتلال في العقد الأخير.
انتقال بري سريع
والهدف الأول الذي حدده آيزنكوت-وفق فيشمان- أنّه يجب على سلاح البر أن ينتقل بسرعة وخلال وقت قصير إلى حالة الهجوم داخل أرض العدو للقضاء على الخطر الصاروخي الذي يهدد الجبهة الداخلية.
وبين أن الهدف الثاني يكمن في التطبيق الملموس لمصطلح "الردع" من خلال الإبادة التامة (المقاتلون، والبنى التحتية، والأسلحة)، مدعياً أنه مثل هذا الأمر يمكن اليوم تحقيقه فقط بحسب العقيدة الجديدة إذا كان بمقدور قوات سلاح البر المناورة والتحرك إلى قلب عرين العدو.
يشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم ينقل قواته سريعا إلى ساحة المواجهة خلال الحربين الأولى والثالثة على قطاع غزة قبل 8 أعوام، وعامين، وإنما بعد نحو أسبوع أو أكثر من ذلك.
ترجمة وكالة صفا