شككت وزارة الخارجية الأميركية بالتزام إسرائيل بتسوية تفاوضية مع الفلسطينيين، وقالت إن نهجها استفزازي ويقوّض حل الدولتين، في تصريح نادر تضمن انتقادات شديدة للحكومة الإسرائيلية على خلفية تزايد الأنشطة الاستيطانية في القدس وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأعربت الخارجية الأمريكية عن قلقها من النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة. واعتبرت أنه يضر بمسار السلام "ونعارضه بشدة".
وقال المتحدث باسم الوزارة جون كيربي، في بيان تلقته "وفا"، "نعبر عن قلقنا العميق إزاء التقارير التي وردت اليوم، ومفادها أن الحكومة الإسرائيلية قامت بطرح عطاءات لبناء 323 وحدة في مستوطنات القدس الشرقية، ويأتي ذلك بعد إعلان الحكومة الإسرائيلية يوم الاثنين الماضي عن مخططات لبناء 770 وحدة استيطانية في مستوطنة "غيلو".
وأضاف: "نحن نعارض، وبشدة، النشاط الاستيطاني الذي يضر بمسار السلام. هذه الخطوات من السلطات الإسرائيلية هي أحدث الأمثلة لما يبدو أنه تسارع مستمر للأنشطة الاستيطانية التي تقوض بشكل منهجي احتمالات التوصل إلى حل الدولتين".
وتابع كيربي: في غضون الأسابيع القليلة الماضية شهدنا تقارير عن المضي قدما في مخططات لبناء 531 وحدة في "معاليه أدوميم"، و19 وحدة في "هار حوما"، و120 وحدة في "راموت"، و30 وحدة في "بسغات زئيف". هذا بالإضافة للتقدم بمخطط لتقنين وبأثر رجعي بؤرا استيطانية بالقرب من رام الله، وطرح عطاءات لبناء 42 وحدة في "كريات أربع".
كما عبرت الخارجية الأمريكية عن "قلقنا إزاء تزايد عمليات الهدم للمنشآت الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، والتي كما يظهر تركت العشرات من الفلسطينيين بلا مأوى بما فيهم الأطفال".
وقال كيربي "منذ بداية هذا العام تم هدم أكثر من 650 مبنى والمزيد من المنشآت في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وهذا العدد يفوق ما تم هدمه عام 2015 بأكمله".
وأضاف: كما أظهر تقرير الرباعية الأخير، فان هذا هو جزء من عملية مستمرة لمصادرة الأراضي والتوسع الاستيطاني وتشريع البؤر الاستيطانية والحد من التنمية الفلسطينية، والتي من شأنها أن تهدد بترسيخ واقع الدولة الواحدة ذات احتلال وصراع دائمين. لا نزال قلقين تجاه استمرار اسرائيل في هذا النهج من العمل الاستفزازي، والذي يأتي بنتائج عكسية ويثير تساؤلات جدية حول التزام إسرائيل المطلق بتسوية تفاوضية سلمية مع الفلسطينيين".
_