رام الله الإخباري
شكّل رحيل رائد الشاب محمود أبو منى غرقًا، في بحر حيفا قبل نحو أسبوع، صدمة وألمًا كبيرًا لعائلته وجيرانه في الحيّ الشرقي بمدينة جنين، لا سيّما وأنه ترك خلفة زوجةً وثلاثة أطفال، أكبرهم ماسّة (7 أعوام)، وكريم (5 أعوام)، وبراء الذي لم يتجاوز العامين من عمره.
رائد الذي يبلغ من العمر (35 عامًا)، ويعمل في الداخل الفلسطيني، يقول شقيقه أحمدالموقع ، إنّه خرج كعادته يوم الثلاثاء الماضي بصحبة عدد من رفاقه وزملائه في العمل، وتوجّهوا لعملهم في مدينة طبريا. وعندما وصلوا الشركة التي يعملون بها، أبلغهم صاحب العمل أن عليهم أخذ استراحة هذا اليوم، فليس لديهم ما يعملونه، وعندها قرروا القيام بنزهة في مدينة حيفا، إلى أن وصلهم الخبر المفجع والصادم بوفاة شقيقه غرقًا.
الشرطة الإسرائيلية، من جهتها، قالت في روايتها إنّ سبعة اشخاص كانوا يستجمون في حيفا مقابل طيرة الكرمل، ونتيجة دخولهم على ما يبدو لمنطقة غير مؤهلة، تعرضوا للغرق، ما أدّى لوفاة شاب وفقدان آخر، وإصابة آخرين. وتم انتشال جثمان رائد، ونُقل مع رفاقه المصابين لمستشفى رمبام الإسرائيلي في حيفا.
ويقول شقيقه مستغربًا "كان يتقن السباحة التي تعلمها في جنين!"، مشيرًا إلى أنّ شقيقه كان يتمتّع بتقدير ومحبة الجميع نظرًا لأخلاقه، فهو الثالث في عائلته المكوّنة من سبعة أشخاص، وعمل مبكرًا لمساعدة عائلته، وتأسيس مستقبل أفضل لها. فتزوّج عام 2008، ورزق بأطفاله الثلاثة الذين كانوا ينتظرون عودته من العمل يوميًا، وقد حمل لهم الهدايا وما يحبون.
والدة الشاب منى، لم تتوقع هذا السيناريو في أسوأ كوابيس حياتها، فانهارت لحظة سماع خبر غرق ابنها، وهي تصرخ: "الله عليه البحر الغدار، غدرك ولم يرحم قلب امك وزوجتك وأطفالك، ليش يا بحر يتمت احفادي وحرمتني ابني".
القدس دوت كوم