رام الله الإخباري
خاض أهالي الأسرى في سجون الاحتلال يوم أمس الاثنين، معركة حامية بالأيدي مع المستوطنين من عائلة الجندي المفقود في غزة شاؤول ارون الذين اعترضوا طريقهم وحاولوا منعهم من زيارة أبنائهم في سجن "نفحة" الصحراوي.
ونقلت وكالة قدس برس عن والدة الأسيرين فهمي وصلاح أبو صلاح من بلدة "بيت لاهيا" (شمال قطاع غزة)" كيف انتزع أهالي الأسرى أمس الاثنين زيارة أبنائهم في سجن "نفحة" بالقوة بعدما حاولت عائلة الجندي المفقود في غزة شاؤول ارون منعهم، في الوقت الذي حذر فيه مسؤولون وخبراء من أن يكون ذلك بداية لمنع الزيارات.
وقالت أم فهمي "خرجنا فجر أمس الاثنين من قطاع غزة بشكل طبيعي لزيارة أبناءنا في سجن نفحة الصحراوي وحينما وصلنا إلى بوابة السجن عند الساعة التاسعة صباحًا فوجئنا بالعشرات من عائلة الجندي المفقود في غزة شاؤول ارون وأصدقاءه يعتصمون على بوابة السجن".
وأضافت: "قام المتظاهرون الإسرائيليون بالضرب على الحافلة وتوجيه الشتائم والكلمات الجارحة لنا ومنعوا الحافلة من دخول السجن".
وأوضحت أنهم ظلوا محتجزين داخل الحافلة لمدة أربع ساعات دون أن يحرك احد ويحاول مساعدتهم بالدخول إلى السجن في ظل حالة غليان من قبل أهالي الأسرى المرضى وكبار السن والأطفال.
وأكدت والدة الأسيرين أبو صلاح أن عدد من المرضى اشتكوا من طوال المدة فهم بحاجة لدخول الحمام وكذلك الأطفال الذين لم يتفقوا عن البكاء.
وأشارت إلى أن المستوطنين كانوا يحملون الإعلام الإسرائيلية وصور الجندي شاؤول ارون وطالبوا منا العودة إلى غزة.
الاشتباك مع المستوطنين
وقالت: "عندما ضاقت الأمور بنا داخل الحافلة ولم يسمح لنا بالخروج منها بقضاء حوائجنا أو الدخول إلى السجن طلبت من سائق الحافلة فتح الباب لي فرض بداية وأمام إصراري وافق ونزلت من الحافلة واشتبكت مع المستوطنين اليهود وجها لوجه وانتزعت العصا التي كان يحملها وضربته بها".
وأضافت: "حينها نزل بقية أهالي الأسرى من الحافلة وساندوني وبدأ الاشتباك بيننا وبينهم بالأيدي، مما دفع الشرطة الإسرائيلية على بوابة السجن للتدخل وفض الاشتباك، وسمح لنا بالدخول إلى السجن وإتمام الزيارة رغم أنفهم" وفق قولها.
وقالت والدة الأسيرين فهمي وصلاح أبو صلاح: "إن التعب زال بعدما وصلت إلى شباك الزيارة والتقيت بفهمي وصلاح لا سميا أنها الزيارة الأولى منذ العيد".
مناشدة لعدم التعرض لأهالي الأسرى
ومن جهته ناشد بسام المجدلاوي، مدير هيئة شؤون الأسرى والمحررين (تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية) في غزة خلال حديثه لـ "قدس برس": الجهات المعنية بالضغط على الاحتلال وحماية عائلات الأسرى ومنع عائلات الإسرائيليين من التعرض أو المساس بهم .
واعتبر أن هذا الهجوم يستهدف الأسرى وذويهم، مطالبًا الجهات الدولية والراعية لحقوق الإنسان التدخل السريع لحماية عائلات الأسرى.
ومن جهته حذر الباحث والمختص في شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة من أن يكون اعتراض أهالي الأسرى أمام سجني "نفحة" و"رامون" مقدمة لأمور أخرى قد تفرضها عوائل الجنود الإسرائيليين المفقودين في غزة.
أمر خطير
وقال فروانة ": "ما جرى يوم أمس مع أهالي الأسرى أمام سجني "نفحة" و"رامون" والاعتداء عليهم وأهانتهم والتضييق عليهم؛ أمر خطير، ويجب أن لا يمر مرور الكرام، كما ويجب أن يتخطى الشجب والاستنكار والإدانة والخبر الصحفي".
وأضاف: "إن شكل الرد والمواجهة والتصدي لذلك هو ما سيحدد شكل الخطوات الإسرائيلية (الرسمية والشعبية) القادمة بخصوص زيارات الأسرى وأهالي الاسرى. ولربما نحن أمام مرحلة اسوا من السابقة فيما يتعلق بالزيارات".
وأشار فروانة إلى أن برنامج الزيارات لأسرى غزة غير منتظم منذ أن استؤنفت عام 2012 حيث تم الزيارات وفقا للشروط والمعايير الإسرائيلية، مؤكدا أن كثير من الآباء والأمهات والأخوات والإخوة والأبناء ممنوعين من الزيارة وأن حصة الأسير المسموح له بالزيارة اقل من شخصين وفي أحسن الأحوال يتلقى الزيارة 5 مرات في السنة.
وشدد على أنهم كثيرًا ما ناشدنا وطالبو اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تنظم هذه الزيارات بالتدخل ولكن دون جدوى.
وتمكن فجر اليوم أمس الاثنين، 72 شخصًا من أهالي الأسرى الفلسطينيين في قطاع غزة، بينهم 19 طفلًا دون سن السادسة عشرة، من مغادرة قطاع غزة عبر معبر "بيت حانون" "ايرز" (شمال قطاع غزة)، بزيارة 42 أسيرًا من ذويهم وأقاربهم من قطاع غزة يقبعون في سجن "نفحة" الصحراوي.
استئناف برنامج زيارات
ويذكر أن سلطات الاحتلال أعادت استئناف برنامج زيارات ذوي أسرى قطاع غزة، عقب خوض الأسرى إضرابًا مفتوحًا عن الطعام في نيسان/أبريل 2012، انتهى بعد 28 يومًا، بتوقيع اتفاق "الكرامة" بين قادة الحركة الأسيرة، وإدارة سجون الاحتلال، برعاية مصرية، ينص على إعادة زيارات أهالي القطاع، وكذلك إخراج المعزولين، وإنهاء الاعتقال الإداري، وإعادة المنجزات التي سحبت منهم خلال الإضراب.
وتعتقل سلطات الاحتلال في سجونها نحو سبعة آلاف أسيرًا فلسطينيًا، بينهم 380 أسيرًا من قطاع غزة جلّهم من قدامى الأسرى وذوي الأحكام العالية.
وكانت "كتائب القسام"، الذراع العسكري لحركة "حماس" أعلنت في الثاني من نسيان/أبريل الماضي أن في قبضتها أربعة من جنود الاحتلال من بينهم الجندي ارون الذي اختطف من شرق مدينة غزة في العشرين من تموز/ يوليو 2014 في حين قتل 13 آخرين من زملائه في كمين نصب لهم خلال الحرب الأخيرة على غزة، مؤكدة أن أي معلومات حول الجنود الأربع لن يحصل عليها الاحتلال إلا عبر دفع استحقاقات وأثمان واضحة قبل المفاوضات وبعدها، مشيرة إلى عدم وجود أي مفاوضات بهذا الشأن.
عائلة شاؤول ارون
وكانت عائلة ارون حثت الحكومة الإسرائيلية اتخاذ عقوبات ضد الأسرى إذا لم يتم إعطاء أي معلومات عن نجلها المفقود في غزة.
يشار إلى أن وزارة الحرب الإسرائيلية قررت قبل شهر تغيير تعريف الجنديين "هدار جولدن"، و"شاؤول أرون" والذين اختفت آثارهما خلال الحرب الأخيرة على غزة صيف 2014 من"قتيلين، مكان دفنهما غير معلوم " إلى "أسرى مفقودين".
وتعرض قطاع غزة في السابع من تموز / يوليو 2014 لحرب إسرائيلية كبيرة استمرت لمدة 51 يوما، وذلك بشن آلاف الغارات الجوية والبرية والبحرية عليه، حيث استشهد جراء ذلك 2324 فلسطينيًا وأصيب الآلاف، وتم تدمير آلاف المنازل، والمنشآت الصناعية والمساجد والمدارس، وارتكاب مجازر مروعة، بينما قتل 74 إسرائيليا وأصيب المئات جلهم من الجنود وفقدت آثار ارون وجولدن.
قدس برس