تناولت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" العمليات الإرهابية التي نفذها "داعش" خلال شهر رمضان المبارك، مشيرة إلى استعداد روسيا وإيران والسعودية لمواجهة الإسلامويين.
جاء في مقال الصحيفة:
قبيل حلول نهاية شهر رمضان المبارك، وقعت في عدد من البلدان الإسلامية سلسلة من العمليات الإرهابية. وكانت العملية الإرهابية التي نُفذت في بغداد أكثرها دموية، ولا سيما أنها أودت بحياة أكثر من 200 شخص. وكانت المفاجأة في تنفيذ ثلاث عمليات إرهابية في المملكة العربية السعودية. وعلى هذه الخلفية تزايدت الدعوات إلى توجيه ضربات قاصمة إلى تنظيم "داعش".
احتفل المسلمون في العالم، يوم أمس (05/07/2016)، بعيد الفطر السعيد الذي يؤذن بنهاية شهر الصيام. ولكن الأسبوع الأخير من شهر الصيام شهد سلسلة من الأعمال الإرهابية في تركيا وبنغلاديش والعراق والسعودية.
وقد أظهرت هجمات "داعش" في بغداد أنه لا يزال قادرا على التوغل إلى قلب العاصمة العراقية رغم خسائره الفادحة. وهذا ما قوض إعلان رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي عن الانتصار على الإرهابيين بعد تحرير القوات المسلحة العراقية مدينة الفلوجة.
وتشير وكالة رويترز إلى أن العبادي وعد، على خلفية الاستياء الشعبي، باتخاذ تدابير مشددة ضد مرتكبي هذه الجريمة؛ لكن الجماهير استقبلته لدى وصوله إلى منطقة الكرادة، التي وقعت فيها الهجمة الإرهابية، بالحجارة والقناني الفارغة.
من جانبها، أعلنت وزارة العدل العراقية عن تنفيذ حكم الإعدام بخمسة إرهابيين ليلة الثلاثاء، في استعراض من السلطات بأنها "تعاقب كل من تلوثت يده بدم العراقيين". وقد أعلنت الوزارة عن رفضها الرضوخ لأي ضغوط سياسية كانت أم دولية لمنعها من تنفيذ أحكام الإعدام تحت ذريعة حقوق الإنسان، لأن "الدم العراقي فوق جميع هذه الشعارات". كما أعلنت قناة "الميادين" عن استقالة وزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبان.
أما في السعودية، فقد وقعت يوم 4 يوليو/تموز الجاري، ثلاثة انفجارات: الأول وقع عندما فجر انتحاري نفسه أمام القنصلية الأمريكية في جدة، متسببا في جرح شرطيين. والثاني وقع بعد ذلك لدى تفجير انتحاري آخر نفسه بالقرب من مسجد بمدينة القطيف ذات الغالبية الشيعية شرق المملكة، دون أن يصاب أحد بضرر غير مقتل الانتحاري. والانفجار الثالث وقع بجانب المسجد النبوي في المدينة المنورة، والذي أودى بحياة أربعة من رجال القوات الأمنية.
وإضافة إلى هذا، فقد كانت هذه الهجمات موجهة ضد الأمريكيين والشيعة وقوات الأمن السعودية، التي وضعها "داعش" في صدارة أعدائه. كما أن قيادة "داعش" دعت أنصاره إلى تنفيذ عمليات إرهابية في شهر رمضان بالذات. وبينت هذه العمليات في السعودية أن التنظيم ينوي تعزيز مواقعه في المملكة؛ مهددا بذلك استقرار أقرب حليف لواشنطن في العالم العربي.
وقد استنكرت بلدان العالم الإسلامي كافة هذه الهجمات الإرهابية بشدة. إذ اعتبرت حركة حماس التفجير في المدينة المنورة "تحديا للمسلمين كافة ". كما شجبت إيران العمليات الإرهابية في المملكة، وكتب وزير خارجيتها محمد جواد ظريف تغريدة جاء فيها أنه "لم تبق خطوط حمراء لم يتجاوزها الإرهابيون. وأن السنة والشيعة سيبقون ضحايا ما لم نوحد جهودنا".
من جانبها، أصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانا استنكرت فيه هذه العمليات الإرهابية، التي نُفذت في نهاية شهر رمضان المبارك. وجاء في البيان إن موسكو عازمة على محاربة "شر الإرهاب الدولي" بلا هوادة عبر "توسيع التعاون الدولي في هذا المجال". وإضافة إلى ذلك، فقد أعربت الوزارة عن استعداد روسيا "للمساهمة بصورة كاملة عن طريق تعزيز تنسيق جهود مكافحة الإرهاب مع المملكة العربية السعودية ودول أخرى في المنطقة وخارجها."
ويقول فينيامين بوبوف، مدير مركز شراكة الحضارات في معهد الدراسات الدولية، إن "حقيقة دعوة "داعش" إلى القيام بعمليات إرهابية في شهر رمضان هو انتهاك صارخ لمبادئ الإسلام. لأن رمضان وجد ليكون شهرا للتقوى وليس لتفجير الأبرياء". ويضيف أن "شجب إيران لهذه العمليات يهيئ أرضية لإدراك ضرورة محاربة الإرهاب معا".
وأشار بوبوف إلى أن الرئيس بوتين دعا من على منبر الأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول 2015 إلى التوحد ضد الإرهاب، ولكنَّ أحدا ما لم يستجب له لأن المصالح السياسية فوق الاعتبارات الإنسانية.