ما أن ينتصف شهر رمضان المبارك حتى تجد روائح كعك العيد المعروف أكثر "بالمعمول" تفوح من منازل المواطنين لتعطر الشوارع والأزقة إيذانا باقتراب عيد الفطر، لتضيف إلى الأطفال سعادة الصيام وفرحة العيد، كما توفر للعديد من النساء فرصة للعمل في صناعة الكعك والمعمول ومساعدة أسرهن بتوفير احتياجاتهن وتحسين دخلهن.
كعك العيد التقليدي والذي يتم تصنيعه من مادة السميد المستخرجة من القمح، إضافة الى السمن البلدي والنباتي، والجوز، والفستق الحلبي، وعجوة التمر، فضلا على العديد من التوابل والبهارات الخاصة بإعداده، يبقى المفضل لدى الشريحة الأكبر من أهالي محافظة الخليل، ويبقى تراثا وتقليدا تناقلته الأجيال.
أم رامي الهيموني، مديرة المطبخ في جمعية البيوت السعيدة بالخليل، تعمل إضافة الى ستين سيدة أخرى بصناعة كعك العيد "المعمول" في شهر رمضان المبارك، مبينة أن النساء تحضر أكثر من 4500 كيلو غرام من المعمول خلال الشهر الفضيل، منوهة إلى أن الطلب على المعمول كثير ويفوق قدرات العاملات نظرا لان الفترة محدودة على الطلب وتنتهي بحلول عيد الفطر.
وتابعت، الإقبال الكبير يكون على المعمول بالعجوة وتصل الكمية إلى أكثر من 2500 كيلو غرام، والمعمول بالجوز 1500 كيلوغرام، وبالفستق الحلبي إلى 500 كيلوغرام، مبينة ان كميات كبيرة منه تقدم كهدايا من الأهالي الى أبنائهم وأقاربهم في الدول العربية والأجنبية، موضحة أن سعر كيلو المعمول بالعجوة وصل إلى 45 شيقلا، وبالجوز الى 40 شيقلا، وبالفستق الحلبي الى 60 شيقلا.
وقالت، من المتعارف عليه ان عيد الفطر هو عيد الكعك والمعمول، وعيد الأضحى هو عيد اللحوم.
صناعة المعمول في فترة رمضان توفر مصدر دخل للعاملات فيه، فالعاملة أم علي الأشهب (46عاما) تعمل في الجمعية منذ عشر سنوات، وهي تعيل أسرة مكونة من ستة أفراد، أشارت الى انها تعمل في الأيام العادية في المطبخ في إعداد الوجبات والمعجنات، وفي شهر رمضان في إعداد المعمول، مبينة ان العمل في رمضان ممتع رغم التعب كما يحسن دخلها ويساعدها على تأمين احتياجاتها الضرورية مثل أقساط الجامعات لأبنائها.
هدى حسونة (18 عاما) تقول إن عملي في المعمول هذا العام يساعدني في تحقيق حلمي وتأمين قسطي الجامعي، مبينة أن العمل يتميز بصحبة الفتيات العاملات، لأن من بينهن الكثير من طالبات الجامعات والخريجات اللواتي لم يوفقن في وظيفة حسب تخصصهن، كما يمكنها العمل من مساندة أسرتها وتوفير احتياجاتها بنفسها.
مروة ناصر الدين (22عاما) خريجة محاسبة منذ ثلاث سنوات، اعتادت العمل في شهر رمضان في إعداد المعمول، تقول "العمل ممتع ومسلٍ، وتعرفت على صديقات جدد يشاركنني نفس الظروف المعيشية التي أعاني منها والعديد من الخريجات الجامعيات ومن يبحثن عن عمل حتى يساهمن في تحسين ظروفهن ويؤمن احتياجاتهن الشخصية في هذه الظروف القاسية".
وأضافت، يحرص الناس على إعداد المعمول أو شرائه جاهزا، احتفالا بعيد الفطر ولإضافة البهجة والسرور لقلوب الاطفال، ولإكرام المعيّدين والمهنئين بالعيد، رغم كل الظروف وممارسات الاحتلال التي عكّرت جو العيد والتي تهدف الى سلب الفرحة من المواطنين.