ناقشت اللجنة المركزية لحركة فتح، خلال اجتماعها، مساء السبت، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، برئاسة الرئيس محمود عباس، عددا من القضايا من بينها الوضع الداخلي وبيان الرباعية واستعادة الوحدة الوطنية.
وتقدم الرئيس، واعضاء اللجنة المركزية، بالتهنئة من أبناء شعبنا وامتنا العربية والإسلامية لمناسبة قرب حلول عيد الفطر السعيد، داعين الله عز وجل أن يعيده على شعبنا وامتنا وقد تحققت أمانينا بالحرية والاستقلال.
وأطلع سيادته، أعضاء اللجنة على نتائج جولته الأخيرة التي شملت كلاً من المملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة العربية السعودية، ودولة قطر، ولقاءاته الأخوية والحميمة مع القادة العرب، والتنسيق المستمر لما فيه مصلحة شعبنا وامتنا.
كما أطلع سيادته، أعضاء المركزية على نتائج جولته الأوروبية التي شملت البرلمان الاوروبي، والنمسا، والكلمة الهامة التي ألقاها سيادته أمام البرلمان الاوروبي، والاستقبال الرسمي الذي حظي به، والمواقف الداعمة لشعبنا وقضيته العادلة، والاستقبال الرسمي في مقر البرلمان، حيث عزف النشيد الوطني الفلسطيني مع النشيد الأوروبي لأول مرة في مقر البرلمان الاوروبي.
كما وضع الرئيس، المجتعين، في صورة نتائج زيارة الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون إلى فلسطين، بالإضافة إلى زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والناطق الرسمي باسمها نبيل أبو ردينة، إن اللجنة أكدت أن بيان اللجنة الرباعية الذي صدر يوم أمس لم يتطرق إلى الانسحاب الاسرائيلي من الأراضي المحتلة عام 1967، أو لوقف الاستيطان، ما يتناقض مع قرارات الشرعية الدولية.
وأضاف، أن مركزية فتح لن تقبل الانتقاص من حقوق شعبنا المشروعة التي نصت عليها قرارات مجالسنا الوطنية، وأقرتها مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، والمتمثلة بالثوابت الوطنية القاضية بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، خالية من المستوطنات، وحل قضية اللاجئين وفق القرار 194 ومبادرة السلام العربية.
وأشار أبو ردينة إلى أن اللجنة المركزية أمامها العديد من الخيارات المتعلقة بكيفية التعاطي مع الرباعية الدولية.
وقال، إن مركزية فتح أكدت دعمها للجهود الفرنسية المبذولة لعقد مؤتمر دولي للسلام قائم على أساس حقوق شعبنا المشروعة، داعياً كافة الأطراف الحريصة على السلام والاستقرار في المنطقة إلى العمل على إنجاح هذه الجهود الفرنسية، وعلى أساس الشرعية الدولية وقررات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للامم المتحدة ذات العلاقة، وسقوف زمنية لها قوة التنفيذ وتشكيل أطار دولي جديد للمتابعة ووقف الاستيطان بما يشمل القدس، والافراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى ما قبل اوسلو.
وأوضح أن اللجنة المركزية أدانت جرائم القتل المنظمة التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي من إعدامات يومية على حواجز الموت كما حدث مع المواطنة ساره الطرايرة التي أعدمت بدم بارد من قبل قوات الاحتلال، وإعدام الطفل محمود بدران ابن قرية بيت عور التحتا، وما تتعرض له محافظة الخليل من حصار جائر وعقوبات جماعية، داعية المجتمع الدولي لإلزام اسرائيل بوقف هذه الجرائم ضد شعبنا الأعزل.
وفيما يتعلق بملف المصالحة، قال، إن أعضاء اللجنة المركزية استمعوا إلى تقرير حول اللقاءات التي تمت بين وفدي فتح وحماس لاستكمال الاتفاق على آليات تنفيذ اتفاق المصالحة الموقع في القاهرة بتاريخ 4/5/2011، حيث عبرت عن استعداد حركة فتح لاستكمال الحوار الخاص بذلك وفقاً لما أبلغه الرئيس محمود عباس للأمير تميم بن حمد والقيادة المصرية ولجميع الاطراف، من خلال تشكيل حكومة وطنية تلتزم ببرنامج م.ت.ف، وتعمل على معالجة آثار الانقسام البغيض، وإعادة وحدة مؤسسات السلطة الوطنية وفق الانظمة والقوانين المعمول بها، وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني، بما يعزز الوحدة الوطنية الداخلية التي هي أساس توحيد الجهود من أجل إنهاء الاحتلال وحماية البرنامج الوطني وتحقيق أهداف شعبنا.
وأشار أبو ردينة، إلى أن اللجنة المركزية تنظر بخطورة بالغة إلى التهديدات والإجراءات الإسرائيلية التي صدرت بحق عدد من الأخوة أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، كما عبرت عن استغرابها من التصريحات التي صدرت من قبل مسؤولين إسرائيلين ضد عضوها سلطان أبو العينين، وما نسبته له من تصريحات فهمت في غير سياقها، وهي غير صحيحة ومشوهة، كما تعبر اللجنة المركزية عن استغرابها لاجراءات الحكومة الإسرائيلية في وجه التوجهات السلمية الفلسطينية بالتواصل مع المجتمع الاسرائيلي، وذلك من خلال تقييد حركة محمد المدني ومنعه من التواصل مع المجتمع الاسرائيلي.
وناقشت ملف الانتخابات البلدية القادمة، مؤكدة على تمسكها بالنهج الديمقراطي والتبادل السلمي للسلطة، مشددة على ضرورة تهيئة كل الظروف لإنجاح هذه الانتخابات في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.
وأوضح أن اللجنة ناقشت الأوضاع الداخلية، وأكدت على ضرورة فرض النظام والقانون، داعية الأجهزة الأمنية إلى الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه استسهال حرمة الدم الفلسطيني، أو خلق حالة من الفوضى والفلتان، مشددة على أن حركة فتح لن تسمح بها مهما كان الثمن.
وعلى صعيد وضع الحركة الداخلي، قال، إن الاستعدادات لا زالت جارية لعقد المؤتمر العام السابع للحركة، كما تم بحث العديد من الملفات الداخلية لحركة فتح.
وحيت اللجنة أبناء شعبنا البطل الذين توافدوا بمئات الآلاف لإحياء ليلة القدر في رحاب المسجد الاقصى المبارك، ليؤكدوا على هويته العربية والإسلامية، وليثبتوا بأن كل الحواجز التي تسعى للحيلولة بين شعبنا ومقدساته ستفشل كما هو مصير هذا الاحتلال.
وقدمت اللجنة المركزية، التعازي لعائلات شهداء شعبنا الأبطال الذي ضحوا بانفسهم من أجل حرية شعبهم، متمنية الشفاء العاجل لجرحانا البواسل، والحرية لأسرانا الأبطال.
كما قدمت اللجنة التعازي لعائلات أبناء الأجهزة الأمنية الذين استشهدوا أثناء قيامهم بواجبهم الوطني على أرض مدينة نابلس، وهم الشهيد عنان طبوق من جهاز المخابرات العامة، والشهيد عدي الصيفي من قوات الأمن الوطني، مثمنة قرار سيادته بترقية هولاء الشهداء بشكل استثنائي، داعية الله أن يتغمد شهداءنا بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته.
كذلك قدمت اللجنة المركزية، التعازي بضحايا الإرهاب الذين سقطوا في تفجير مطار اسطنبول، الشهيدة سندس الباشا وابنها الشهيد ريان محمد شريم، وعائلة الشهيدة نسرين حماد، ولكل ضحايا التفجير الإرهابي الغاشم.