رام الله الإخباري
انتشرت يوم أمس قصة عن انتحار فتاة أردنية تدعى ميساء شروف، بعدما ضربها أخوها عندما اكتشف أنها تشرب السجائر. وقد تركت الشابة رسالة تشرح فيها سبب انتحارها، وغضبها من المجتمع الذكوري.
وبعد التدقيق في هوية الشابة وحسابها على "فيسبوك" تبيّن أنها تونسية.
لكن بغضّ النظر عن جنسيتها، فقد تناقل الناشطون قصتها وما كتبت آلاف المرات، منذ يوم أمس.
وجاء في الرسالة التي سبقت انتحارها: "آثار الكدمات الزرقاء و الأرجوانية أحيانا تغطي كامل جسدي، بالأمس أشبعني أخي ضرباً لأنه اكتشف أنني أدخّن، كلّ كدَمة تذكرني بنفس من الدخان اللذيذ الذي ملأ خلايا دماغي، ضربني شقيقي الذي يستهلك علبتين من السجائر يوميّاً".
وأضافت: "الموت، تلك الكلمة الكبيرة، كم يغريني الموت لو تعلم، ويدفعني كلّ يوم نحوه، حين أكتشف أننا لا نحيا، بل نحن في انتظار الموت الذي نخافه، ولكن لا نتوقف عن ذكره في نفس الوقت: نحن نشاهد الموت في الأخبار، نتحدث عنه في المقاهي والبرامج التلفزيونية والدينية والترفيهية، نلبسه في أدبشتنا، بل نحتفي في العيد بذبح حيوان مسالم. نحن، يا صديقي، حتى في أوقات الحب الجنوني، نهتف: نموت عليك!".
لتختم بالقول: "أنا لم أعد أطيق الموت، أريد أن أولد، أن أخلق نفسي من ممرات جديدة/ مخيفة، هذا العالم - يا صديقي - لم يعد يتسع لي، أريد جنانا فسيحة وسحابات أحلم فوقها، أريد أن أحيا. سيأخذني هذا الحبل بعيدًا بعيدًا، هذا الحبل الطري سيخنقني بوطأة أقل بكثير مما أختنق كل يوم".
وقد رثا الناشطون ميساء على "مواقع التواصل الاجتماعي"؛ مؤكدين أنّ ما تعانيه من قيود على حياتها الشخصية، يشبه ما تعانيه كل الفتيات في العالم العربي، وحتى في العالم، بسبب السلطة الذكورية. -
العربي الجديد