أصدر مركز عبدالله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، تقريره النصفي حول الانتهاكات الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني خلال النصف الاول من العام 2016، ورصد ووثق التقرير مجمل انتهاكات الاحتلال كأعداد الشهداء والمعتقلين والاستيطان ومصادرة الاراضي وهدم المنازل وتهويد القدس وغيرها من جرائم الاحتلال.
قتلت سلطات الاحتلال الاسرائيلي خلال النصف الاول من العام 2016 الجاري (78) مواطناً ومواطنة، اعدم معظمهم على الحواجز المنتشرة في كل من الضفة الغربية والقدس وحدود قطاع غزة، مقارنه مع (23) شهيداً لنفس الفترة من العام الماضي، ومن بين الشهداء (22) طفلاً و(9) سيدات، ليرتفع عدد الشهداء منذ انطلاق الهبة الشعبية مطلع اكتوبر الماضي الى (223) شهيداً، ولا تزال سلطات الاحتلال تحتجز جثامين عشرة شهداء ستة منهم من محافظة القدس.
هدم المنازل
بلغ عدد المباني والمنشآت التي هدمها الاحتلال خلال النصف الاول من العام الجاري (620) منزلاً ومنشأه من بينها (279) منزلاً ومسكنا و(341) منشأه تجارية وزراعية وصناعية، الامر الذي ادى الى تشريد اكثر من 2500 مواطن ومواطنه من بينهم اطفال، فيما بلغت (131) مبناً و(40) منشأة خلال نفس الفترة من العام الماضي، وكان استهداف التجمعات الصغيرة والبدوية وهدم منازل عوائل الشهداء والاسرى ممن تتهمهم اسرائيل بتنفيذ عمليات، وهدم مدرستين في خربة طانا شرق نابلس وتجمع ابو النوار شرق القدس من ابرز عمليات الهدم التي اقدمت عليها سلطات الاحتلال الاسرائيلي في النصف الاول من هذا العام.
الاستيطان
شهد النصف الاول من العام 2016 زيادة في وتيرة بناء وتوسيع المستوطنات وشرعنة بؤر استيطانية جديدة، فقد وافقت سلطات الاحتلال الاسرائيلي ومن خلال اذرعها المختلفة المسؤولة عن البناء في المستوطنات، على خطط وطرح عطاءات واصدار تراخيص بناء لنحو (8849) وحدة استيطانية بعضها تم تنفيذه وبعضها قيد التنفيذ والبعض الاخر بانتظار اتمام اجراءات البناء، حيث كان توزيع الوحدات السكنية على المستوطنات على النحو التالي :
(1800) وحدة في اربع مستوطنات في مدينة القدس ضمن مشروع اطلق عليه اسم (جو بايدن ) و (1435) وحدة في مستوطنة راموت شمال غرب القدس و(977) وحدة في مستوطنة " بسغات زئيف"، و(258) وحدة ستقام على اراضي بلدتي العيسوية والطور بالقرب من الاراضي التي تمت مصادرتها العام الماضي بحجة اقامة الحديقة الوطنية، و(252) وحدة مستوطنة هار حوماه ( جبل ابو غنيم ) في القدس، و(18) وحدة سكنية ستقام على اراضي جبل المكبر في قلب مدينة القدس، و( 14 ) وحدة في مستوطنة نوفي ادوميم. و( 150) وحدة في مستوطنة " غيلو " جنوب مدينة القدس ، و (82) وحدة في مستوطنة " رمات شلومو " قرب بيت حنينا و (76) وحدة في مستوطنة " جفعات زئيف " في القدس ، و(78) وحدة في مستوطنة "النبي يعقوب" بالقدس.
كما واعلن عن اعتزام سلطات الاحتلال اقامة مستوطنة جديدة مكونة من (15) الف وحدة سكنية لليهود المتطرفين في منطقة "مطار قلنديا" التي بات يطلق عليها "عطروت"، وذلك حسب ما صرح به نائب رئيس بلدية الاحتلال في القدس، مائير ترجمان، الذي يرأس لجنة التخطيط والبناء في المدينة.
وأفادت مصادر عبرية بمصادقة لجنة التنظيم والبناء في القدس، على خطة لإقامة مبنى استيطاني يتكون من ثلاثة طوابق بالقرب من البؤرة الاستيطانية المعروفة باسم "بيت جونثان" التي استولى عليها المستوطنون قبل سنوات في سلوان ، و(153) وحدة موزعة على اربعة مستوطنات معزولة في الضفة الغربية و (139) وحدة لصالح مستوطنة جديدة قرب مستوطنة شيلو شمال مدينة رام الله و (98) وحدة في مستوطنة " نيريا " غرب مدينة رام الله و (72) وحدة في مستوطنة "موديعين " و (48) وحدة في مستوطنة " جاني موديعين " غرب رام الله و (34) وحدة في مستوطنة " تقواع " قرب بلدة تقوع شرق بيت لحم ، و(500) وحدة في" مستوطنة " جفعات دان " قرب بيت لحم ، و (70) وحدة في مستوطنة " نوكيديم " المقامة شرق مدينة بيت لحم ، و(24) وحدة في مستوطنة كريات اربع في الخليل و(17) وحدة في مستوطنة " ريفافا " قرب مدينة سلفيت و ( 54) وحدة في مستوطنة "هار براخا " المقامة شمال الضفة الغربية.
كما وتم الكشف عن قرار بإنشاء مستوطنة جديدة في الضفة الغربية ستحمل اسم "ليشم" وهي بالأساس عبارة عن حي تابع لمستوطنة "عاليه زهاف" المقامة على اراضي المواطنين الفلسطينيين بمحافظة سلفيت، الامر الذي يعد اسلوب جديد للتوسع الاستيطاني وشرعنة بؤرة استيطانية قائمة.
كذلك تم الكشف عن مخطط هيكلي جديد لمستوطنة "مخماش مزراح"، يهدف لتحويل مستوطنات "معاليه مخماش"، و"ريمونيم"، و"بساجوت" و"كوخاف يئير" إلى "ضاحية سكنية كبيرة" وبناء (2500) وحدة سكنية جديدة على مساحة تصل الى (790) دونماً، وذلك لاسكان (77) الف مستوطن بحلول عام 2040،
وفي ذات السياق صادقت الحكومة الاسرائيلية على قرار يقضي بدعم المستوطنات الاسرائيلية المقامة على اراضي الضفة الغربية بـ (72) مليون شيكل.
مصادرة الاراضي
اقدمت سلطات الاحتلال الاسرائيلي خلال النصف الاول من العام الجاري على مصادرة اكثر من (10315) دونماً من اراضي المواطنين الفلسطينيين في كل الضفة الغربية والقدس ومنطقة البحر الميت، وتم الاعلان عنها كأراضي دولة، فيما تم الكشف عن ان طواقم الادارة المدنية رسمت ومسحت اكثر من 62000 دونم من اراضي الضفة الغربية لضمها لاحقاً لصالح المستوطنات، بهدف فرض امر واقع على الارض وتقويض امكانية حل الدولتين ، حيث كانت المصادرة على النحو الآتي :
(1540) دونماً من اراضي مدينة اريحا ، تم تحويلها الى اراضي دولة بقرار من المستوى السياسي الاسرائيلي مع امكانية الاستفادة منها للاستيطان، (2343) دونما جنوب مدينة اريحا قرب البحر الميت وتحويلها الى "اراض دولة " ، (750) دونما استولى المستوطنون عليها من اراض وقفية تابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية حيث تم تجريفها في بلدة العوجا بمحافظة اريحا.
و(1366) دونما من الأراضي الخاصة في قرية نحلة جنوب بيت لحم تم تصنيفها كأراضي "دولة" حسب ما اعلنت عنه ما تسمى المحكمة العليا الإسرائيلية، و(5) دونمات من اراضي قرية الولجة الى الغرب من بيت لحم، (8) دونمات من اراضي بلدة بيت أمر شمال مدينة الخليل، لصالح الطريق الجديدة قرب غوش عتصيون، و(3) دونمات في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية.
و(2800) دونم من أراضي بلدتي الزاوية وسنيريا شمال الضفة الغربية المحتلة ، (1200) دونم من اراضي قرى الساوية واللبن الشرقية وقريوت جنوب نابلس. في مخطط خطير يهدف الى ربط مستوطنات" شيلو وعيليه وشيفوت راحيل ومعليه لبونه" المقامة على اراضي قريوت واللبن والساوية بتجمع "أرئيل الإستيطاني" ، (300) دونم من الأراضي الزراعية في بلدة يعبد جنوب غرب جنين، شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتسييجها وذلك لتوسيع حاجز'دوتان' العسكري ، كما قررت الحكومة الاسرائيلية مصادرة مئات الدونمات على الطريق الواقع بين مفرق "حوارة" ومفرق "جيت" على طريق يتسهار نابلس الواقع جنوب المدينة من اجل اقامة ستة ابراج عسكرية اسرائيلية لحماية طريق المستوطنين، بالاضافة الى ذلك أخطرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالاستيلاء على مئات الدونمات من أراضي قرية جالود جنوب نابلس بالاضافة إلى اراضي بلدتي ترمسعيا والمغير شمال رام الله وذلك لأغراض عسكرية وشق طريق عسكري استيطاني يربط مستوطنة" شيلو" مع البؤر الاستيطانية الواقعة الى الشرق منها والمقامة على أراضي قرية جالود حتى شارع "الون" في محافظة اريحا ، حيث يصل طول الطريق ستة كيلومترات، في خطوة خطيرة تؤدي الى خلق كيان استيطاني كبير في المنطقة، ومما يهدد بالاستيلاء على آلاف الدونمات من اراضي المواطنين الزراعية .
كما جرفت سلطات الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنين اكثر من (180) دونما من اراضي المواطنين الزراعية في كل من قرى بروقين، كفر قدوم ، بديا ، سرطة ، دير بلوط، واذنا قضاء الخليل.
انتهاكات الاحتلال في القدس
تقوم سلطات الاحتلال الاسرائيلي باجراءات تهويدية ممنهجة منذ احتلال مدينة القدس عام 1967 حتى يومنا هذا تهدف الى تهجير سكانها وتغيير طابعها التاريخي العربي والاسلامي، فقد شهد النصف الاول من العام 2016 سلسلة من الاجراءات بحق المدينة المقدسة ومواطنيها وهجمة غير مسبوقة ضد المسجد الاقصى، وتم رصد مئات ملايين الشواقل لتهويد المدينة، فقد أقرّت لجنة وزارية يرأسها وزير المالية في الحكومة الإسرائيلية “موشيه كحلون” مؤخرا ميزانية قدرها 100 مليون شاقل سيتم ضخها بمقدار 20 مليون شاقل سنويا على مدار خمس سنوت لما يسمى بـ “صندوق إرث المبكى”.
وتم الكشفت عن مخططات لتحويل محيط المسجد الاقصى الى مجمع من الكنس اليهودية وطمس وتهويد المعالم الإسلامية العريقة، من خلال التخطيط لإقامة كنيس يهودي كبير أسفل وقف "حمام العين" على بعد أمتار غربي المسجد الأقصى، كما تم الكشف عن مشروع لبناء كنيس آخر قرب حائط "البراق" وبدء اقامة الطابق الرابع من "بيت شترواس" جنوب الأقصى، مما ادى الى تدمير وتخريب آثار عريقة اغلبها من الفترات الاسلامية، وفي نفس السياق تمت المصادقة على مخطط جمعية العاد الاستيطانية المعروف باسم "مجمع كيدم – عير دافيد- حوض البلدة القديمة"، المنوي إقامته على مدخل حي وادي حلوة ببلدة سلوان، والذي يهدف لإقامة مبنى ضخم من 6 طوابق لاستخدام علماء ودائرة الآثار الإسرائيلية.
الى ذلك استولت جمعية "العاد الاستيطانية" على بناية سكنية جديدة في حارة بيضون بوادي حلوة، جنوب المسجد الأقصى ، كما سلمت الجمعية ذاتها عائلة الرجبي بلاغات قضائية تطالبها بالأرض الكائنة في حي بطن الهوى ببلدة سلوان والمقام عليها بنايتين سكنيتين، بادعاءات ملكية مزورة ، في حين رفضت المحكمة العليا الإستئناف الذي قدمته عائلة مازن قرش بخصوص قرار المحكمة المركزية بإخلائهم من منزلهم في البلدة القديمة بالقدس المحتلة لصالح جمعية "عطريت كوهانيم" الاستيطانية. فيما يعرف بقانون مستأجر محمي حتى الجيل الثالث، ولا زالت عائلة صب لبن في البلدة القديمة مهدده بالاخلاء ايضاً .بالاضافة الى الاستيلاء على قطعة ارض مساحتها (3) دونمات في حي الشيخ جراح وتسليمها لمنظمة “أماناه” الاستيطانية، بدون أمر قضائي .
فيما باشرت لجنة التنظيم والبناء في القدس الموافقة على خطط وطرح عطاءات واصدار تراخيص بناء لنحو (5140) وحدة استيطانية جديدة بعضها تم تنفيذه وبعضها قيد التنفيذ والبعض الاخر بانتظار اتمام الاجراءات حسب ما هو مفصل اعلاه عن (الاستيطان) .
كما صادقت بلدية الاحتلال في القدس على إنشاء خط جديد للقطار الخفيف، سيمتد على مسافة 22 كم ويربط بين مستوطنة غيلو جنوب القدس المحتلة ومستوطنة راموت شمالاً مرورا بمركز المدينة .
وفي اطار الحملة التهويدية المستمرة قامت وزارة السياحة الاسرائيلية باعداد خارطة سياحية لمدينة القدس تظهر عشرات الكنس والمعابد والاماكن الدينية والسياحية اليهودية وتخفي الاسلامية والمسيحية في تزوير واضح للواقع الاسلامي والمسيحي في المدينة ، كما واصلت سلطات الاحتلال للعام الثامن على التوالي تنظيم"مهرجان الأضواء- الأنوار الدولي" في مدينة القدس، في محاولة لإظهار المدينة بوجه يهودي من خلال محطات لتسويق الرواية الإسرائيلية التي تنكر الحق التاريخي العربي والإسلامي في القدس .
اضافة الى ذلك أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي مبناً تابعاً للأوقاف الإسلامية في حي واد الجوز القريب من سور القدس التاريخي.
وفي اطار الاجراءات العقابية التي يفرضها الاحتلال على المواطنين المقدسيين، ضاعفت بلدية الاحتلال في القدس تعرفة "الارنونا " فيما يتعلق "بالعقارات الفارغة " نحو خمس مرات في نية مبيتة لتفريغ الفلسطينيين من المدينة، كما قطع الاحتلال مخصصات التأمين الوطني عن مرابطين ومرابطات في المسجد الأقصى تعرضوا للاعتقال وأبعدوا عن باحاته، كما قررت شرطة الاحتلال الاسرائيلي منع دفن شهداء القدس المحتجزين لديها داخل قراهم وبلداتهم.
وفي الوقت الذي يمنع المصلين المسلمين من دخول المسجد الاقصى في كثير من الاحيان وباعمار معينة نتيجة القيود والاجراءات التي تنتهجها سلطات الاحتلال، يتم السماح للمستوطنين والمتطرفين اليهود باقتحامه وترهيب المصلين والاعتداء عليهم بحماية من جنود الاحتلال في محاولة لتطبيق "التقسيم الزماني" في المسجد الاقصى.
كما اغلقت طواقم بلدية الاحتلال باب مبنى خدمات بلحام الأكسجين، عند باب الغوانمة أحد أبواب المسجد الأقصى، لمنع استخدامه والعمل فيه، ويقضي القرار بوقف الأعمال لإقامة وحدات وضوء وحمامات بجانب المسجد الأقصى، تقوم عليها دائرة الأوقاف الإسلامية.
وفي سياق آخر كشفت دراسة حديثة لـ”معهد القدس لدراسات إسرائيل” أن نحو 82% من سكان مدينة القدس المحتلة الفلسطينيين؛ يعيشون تحت خط الفقر، معتمدة على معطيات "مكتب الإحصاء الإسرائيلي " و”مؤسسة التأمين الوطني” الإسرائيلية، لعام 2014 وذلك نتيجة اهمال المدينة والحصار والسياسات الاحتلالية في القدس المحتلة.
الاسرى والمعتقلين
اعتقلت السلطات الاسرائيلية حوالي (3230) مواطناً من بينهم نحو (712) طفلاً و(84) سيدة وفتاة، مقارنة ب (2156) معتقلاً خلال نفس الفترة من العام الماضي ، فيما لا يزال يقبع في سجون الاحتلال قرابة (7000) اسير فلسطيني من بينهم (400) طفل ونحو (68) اسيرة ، و(22 ) صحفيا، و بلغ عدد الاسرى الذين يقضون حكماً بالمؤبد واكثر (489 ) اسيراً ، وقد ارتفع عدد المعتقلين الادارييين الى (750) معتقلاً مقارنه ب (300) معتقل خلال نفس الفترة من العام الماضي.
اعتداءات الاحتلال على قطاع غزة
تواصلت اعتداءات الاحتلال الاسرائيلي على القطاع من خلال توغل الآليات العسكرية داخل اراضي القطاع والقيام باعمال تجريف وتخريب اراض زراعية في المناطق الحدودية، كما اطلقت الزوارق الحربية النيران تجاه مراكب الصيادين بشكل متكرر مما ادى الى اصابة واعتقال عدد من الصيادين، وشنت الطائرات الحربية الاسرائيلية سلسلة من الغارات الجوية، وقصفت الدبابات أنحاء متفرقة من قطاع غزة مما ادى الى استشهاد امرأه فلسطينية واصابة عدد من المواطنين، بالاضافه الى اعتقال العشرات اثناء مرورهم على حاجز بيت حانون "ايرز" وما زالت اسرائيل تفرض حصاراً مشدداً على سكان قطاع غزة وتقيد حرية الحركة ودخول البضائع خاصة مواد البناء.