رام الله الإخباري
اعترفت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، الجمعة، أنها قتلت بالخطأ ما يصل إلى 116 مدنيا في هجمات ببلدان لا تحارب فيها أميركا في الفترة من 2009 حتى نهاية 2015.
وأعلنت الاستخبارات الأميركية أن الضربات الأميركية خارج العراق وسوريا وأفغانستان وغالبيتها بواسطة طائرات دون طيار أسفرت عن مقتل 2581.
ومن المرجح أن يثير هذا التقرير جدلا بشأن عمليات القتل المستهدف واستخدام الطائرات بدون طيار.
وإجمالي عدد القتلى الذي أصدره مدير المخابرات الوطنية الأميركية أقل كثيرا من تقديرات المنظمات غير الحكومية.
ويحتوي التقرير تفاصيل عما يسمى بحروب الظل في اليمن وباكستان وليبيا والصومال خلال فترتي أوباما في البيت الأبيض، إذ تم تنفيذ نحو 500 هجوم عبر الطائرات من دون طيار منذ العام 2009.
ويصاحب إصدار التقرير توقيع الرئيس أوباما على أمر تنفيذي يقضي بضرورة تحري الدقة في شن غارات عبر طائرات من دون طيار، واتخاذ إجراءات تنفيذية صارمة قبل توجيه مثل هذه الطائرات لشن غارات على أهداف محتملة.
ويأتي التقرير بعد ضغوط متواصلة تعرضت لها إدارة أوباما من قبل الرأي العام الأميركي ومنظمات حقوق الإنسان، التي تقول إن مئات المدنيين قتلوا من جراء عدم الدقة أو المعلومات غير الصحيحة عن وجود قادة في تنظيمات متطرفة في أماكن بعينها في عدة دول منها أفغانستان والعراق وليبيا واليمن وباكستان. وتقول الأمم المتحدة إن 400 مدني على الأقل قتلوا في باكستان في هذه الهجمات.
ووعدت إدارة أوباما مرارا بنشر المعلومات المتعلقة ببرنامج الطائرات من دون طيار التي اعتمدت عليها كثيرا في حربها ضد تنظيمات متشددة حول العالم، وهو ما يتماشى مع نهج إدارة أوباما في التعامل مع النزاعات أو تنامي التهديدات في عدة دول حول العالم، ما يعرف بسياسة " لا عسكري أميركي على الأرض ".
ويمثل برنامج الطائرات من دون طيار نقطة سوداء في سجل 8 سنوات من إدارة الرئيس أوباما التي رفضت الكشف عن تفاصيل الغارات. وخاضت صحف وجماعات ضغط حقوقية معارك متواصلة من أجل تحقيق ذلك، ورفعت صحيفة نيويورك تايمز دعوى قضائية ضد الحكومة الأميركية مطالبة إياها بتبني سياسة الشفافية المطلقة حول برنامج الطائرات من دون طيار.
وبدأت غارات الطائرات من دون طيار في الرابع من فبراير عام 2002، بيد أن هذه الطائرات كانت تحلق بغرض جمع المعلومات فوق أفغانستان منذ عام 2000.
وعرفت هذه الغارات بارتكابها أخطاء فادحة، أبرزها الغارة التي اعترف مسؤولون عسكريون أميركيون عام 2003 أنها استهدفت رجلا طويل القامة على أنه زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن لكنه لم يكن سوى رجل مدني.
سكاي نيوز