تحت مبرر " أنا صايم " تكثر المشاجرات في نهار رمضان

100aa

على شماعة رمضان يعلق الصائمون حجة مزاجهم المتعكر، فتكثر المشاجرات والمشادات الكلامية في نهار رمضان وتزداد عدوانية الصائمين بدل أن يكون هذا الشهر هو شهر القوة الروحانية والمبرر "أنا صايم".

 

 

وتزداد العصبية بين تلك الفئة من الناس التي أدمنت التدخين، وامتنعت عنه بالإضافة إلى تلك الفئة التي أدمنت المنبهات كالشاي والقهوة وامتنعت عنها فيعتقد البعض أنها السبب في تعكر مزاجه فتكثر المشاحنات على أثرها وتبقى بوابة مستشفى الشفاء بوابة المتخاصمين.

 

 

الصيام قوة روحية مفقودة:

 

 

الأخصائي النفسي الدكتور درداح الشاعر أوضح أن الناس فهمت رمضان أنه ا امتناع عن الأكل والشراب وعندما يمتنع الإنسان عن الطعام الشراب يصبح لديه حالة من الجوع ودافع الجوع غير مشبع فتزيد حالة التوتر لديه لأنه معروف انه عندما لا يشبع يصبح لديه حالة من التوتر والتأزم النفسي لدى الكائن الحي أو الإنسان مشددا ان هذا الامتناع يولد لديه حالة من الاستثارة وحالة من الضيق والغضب ولم يفهم أن رمضان قوة روحية وليس بدنية.

 

 

 

وقال الشاعر، إن رمضان هو شهر تهذيب العصبية وتهذيب النفوس والاستعلاء على الغرائز والشهوات والعدوان أو المشاجرة ولكن الناس ربطت بين صيام رمضان وبين الجانب المادي وليس الروحاني.

 

 

 

 

وشدّد ان المزاج المتعكر للصائم لا علاقة له بكمية الطعام التي يأكلها حيث يؤكد خبراء التغذية أن الفاصل الزمني بين كل وجبة 12 ساعة، لكي يتخلص الجسم من سموم الوجبات التي حصل عليها.

 

 

ولفيت الشاعر إلى ان الصيام الذي يصل الى 16 ساعة صيام لا يترتب عليه أعراض فسيولوجية خطيرة تؤدي إلى تأثيرات سلبية وإنما بالصيام راحة للقلب والدماغ والمعدة وسائر وظائف الجسم.

 

 

 

وأفاد الشاعر ان ما يستثار في رمضان يستثار في غير رمضان، ولكنه يتذرع برمضان ويتعلل به واصفا اياه بالشخصية الاندفاعية العاجزة والضعيفة حيث يحاول أن يوجد المبررات للانفجارات التي يقوم بها.

 

 

ويعتبر الطعام وسيلة لمساعدة الانسان على الطاعة والعبادة في نهار رمضان وليله فبعض الشعوب تاكل وجبة واحدة او وجبتين وبالتالي شهر رمضان هو شهر عادي لا يوجد به حرمان أما على المستوى الفسيولوجي فان نقص السكر في الدم يولد حالة من التغير الفسيولوجي لدى الإنسان ويصاحبها بعض التغيرات مثل الصداع و"الزغللة" في العيون والإعياء.

 

 

 

مستشفى الشفاء بوابة المتخاصمين:

 

 

 

من جانبه، أوضح د. أيمن السحباني رئيس قسم الاستقبال والطوارئ في مستشفى الشفاء في مدينة غزة ان قسم الاستقبال والطوارئ يسجل يوميا حالات دخول لمشاجرات وصفها بالعادية حتى بدأ القسم بوابة اساسية لدخول المواطنين.

 

 

 

وشدد السحباني انه لا يوجد إحصائية رسمية لعدد المشاجرات التي تدخل القسم لأنها لا تبدو أكثر من مشادات كلامية وان يقوم احدهم بدفع الأخر أو الادعاء بوجود حالات خنق لذلك يعتقد الناس ان المشاجرات تكثر في رمضان.

 

 

 

وأضاف:" المشاجرات والمشادات الكلامية هي ذاتها قبل وبعد رمضان إلا أن حالة الجوع والصيام لفترات طويلة والعطش تؤدي إلى سرعة تعكر المزاج والضيق الخلق حيث يفقد الصائم القدرة على التحمل وبالتالي قد يكون له دور".

 

 

 

نقص الماء السبب والمدخنين أكثرهم تعصيبا:

 

وأجريت مجموعة من الدراسات لمعرفة أسباب العصبية والانفعال، خلال هذا الشهر بالذات، فاكتشفت أن نقص الماء خلال الصيام يؤدي إلى ذلك، حيث تضطرب وظائف الخلايا الدماغية، على اعتبار أن دور الماء في عمل الدماغ دور مهم وأساسي.

 

 

وأثبت علميا أن الدماغ يعتمد بشكل أساسي على الغلوكوز في حصوله على الطاقة، فعندما ينقص الغلوكوز في الدم خلال فترة الصيام، ينعكس ذلك على الدماع وهو ما يؤدي إلى تزايد حالات العصبية.

 

 

 

وخلصت الدراسة إلى أن المدخنين هم أكثر الناس عصبية خلال رمضان، وذلك لأن الانقطاع المفاجئ عن التدخين في هذا الشهر يؤدي إلى أعراض تسمى أعراض الانسحاب، والتي تزيد من التوتر والانفعال.

 

 

 

وللحد من التوتر والعصبية خلال شهر الصيام، ينصح أطباء أميركيون وبريطانيون بالتنفس بعمق كلما شعرت بالتوتر، وتناول مقدار كافي من الماء خلال فترة الفطور والسحور، بالإضافة إلى ممارسة تمارين رياضية والحصول على قسط كاف من النوم.

 

 

 

أما بالنسبة للمدخنين، فينصح بالتخفيف التدريجي من المنبهات قبل رمضان، وعدم تناولها خصوصا قبل النوم، ومحاولة استبدال المنبهات بمشروبات أخرى كشاي الأعشاب والشاي الأخضر المفيد للصحة.