مؤشرات حول تنفيذ "داعش" الاعتداء على مطار "أتاتورك"

thumbs_b_c_437341f227396204ca95036f86f3267a

رجحّ خبراء أمنيون ضلوع تنظيم "داعش" في الاعتداء الإرهابي على مطار "أتاتورك" الدولي، الذي وقع أمس الثلاثاء، وراح ضحيته 41 شخصًا، استناداً منهم على عدة مؤشرات من بينها تشابه تلك الحادثة مع ما سبق من هجمات.

وفي حديث للأناضول، قال "غالب دالاي" ، كبير الباحثين في مركز الجزيرة للدراسات، إن "الاعتداء يحمل بصمات داعش"، مضيفًا أن "الهجمات التي نفذها داعش في السنوات الأخيرة استهدفت الأماكن السياحية والمناطق الدولية بشكل كبير، زيادة على مؤسسات الدولة الأمنية والإدارية.

وأشار "دالاي" إلى أن اعتداءات "داعش" التي استهدفت تركيا في الفترة الماضية، "تحولت إلى عمليات منتظمة تحصل بشكل دائم وليس من وقت لآخر، حيث يختار التنظيم من أجل عملياته أماكن حيوية كالمطارات لجذب اهتمام الإعلام الدولي".

وأضاف "قد يتحجج (التنظيم) بتوقيع تركيا لاتفاق التطبيع مع إسرائيل، ومحاولة إعادة العلاقات مع روسيا لتبرير فعلته"، قبل أن يختم بالقول إن "داعش يريد إرسال رسالة مفادها أنه قوة فاعلة على الأرض، وقادرة على تنفيد عمليات جدية في أي وقت".

ووقعت تركيا وإسرائيل، أمس الثلاثاء، اتفاق تطبيع العلاقات بينهما، بعد ساعات من إعلان أنقرة وتل أبيب رسميًا عودة العلاقات الثنائية.

أما الخبير الأمني التركي ميتا يرار، فلا يعتقد أن يكون سبب الاعتداء هو عودة العلاقات التركية مع كل من إسرائيل وروسيا، قائلًا "تم إفشال العديد من الاعتداءات قبل الحديث عن عودة العلاقات منذ عدة أيام".

وتابع "عمليات داعش تستهدف تركيا منذ وقت طويل، وهذا الاعتداء كان ليحدث في وقت سابق، لولا إحباطه من قبل قوات الأمن".

من جهته، قال عضو التدريس في جامعة "أوزيين" التركية مسعود حقي جاشين، إن هذه العمليات تستهدف بشكل واضح تركيا من خلال ضرب المنشآت الاقتصادية، والسياحية، ووسائل النقل، مضيفًا أن "تنظيم داعش يريد من خلال هذه العمليات توجيه الرأي العام العالمي إلى أن تركيا دولة غير آمنة، وبالتالي اجتنابها من أجل السياحة، وقضاء العطل".

ويهدف الحادث أيضًا، حسب جاشين، إلى "تخويف المواطنين الأتراك خاصة أنهم مقبلين على عطلة عيد الفطر، حيث يستعملون النقل الجوي بشكل كبير، في حين بيّن أن عودة التعاون الاستخباراتي والاقتصادي مع إسرائيل، ومع دول أخرى كروسيا ومصر يعني التنسيق ضد داعش، ومنظمة بي كا كا الإرهابيتين، مما قد يشكل سببًا لهذا الاعتداء".

وأردف بالقول "الإرهابيون عرفوا بوجود حاجزين للأمن، ولهذا نفذوا الاعتداء من الخارج"، مرجحًا انتمائهم لـ"داعش".

بدوره، قال الخبير الأمني التركي عبد الله أيار إن "الانتحاريين فجروا أنفسهم أمام صالة الخطوط الدولية في المطار بسبب الحواجز الأمنية، ولو أنهم تمكنوا من التفجير داخل المطار لكان يوم أمس من أسوأ الأيام في تاريخ تركيا".

ووفق آيار، فإن "جميع الدلائل تشير إلى مسؤولية داعش في الحادث، بداية من الوعيد والتهديدات التي أطلقها قبل رمضان، وصولًا إلى تحذير الولايات المتحدة رعاياها من التوجه إلى تركيا، بناء على معلومات استخباراتية".

ومضى بقوله "داعش غير مسرور بعودة العلاقات إلى طبيعتها بين تركيا وإسرائيل، والذي قد يكون سببًا من أسباب الاعتداء".

وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، قال في تصريحات، فجر اليوم، إنَّ التحقيقات الأولية تشير إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابي، يقف خلف الهجوم، الذي نفذه 3 انتحاريون.