شيعت جماهير غفيرة من أبناء شعبنا في محافظة رام الله والبيرة، اليوم الخميس، جثمان الشهيد الطفل محمود بدران (15 عاما) الذي استشهد الثلاثاء الماضي برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية بيت عور التحتا غرب المحافظة.
وانطلق موكب التشييع من أمام مجمع فلسطين الطبي، في مدينة رام الله، إلى مسقط رأس الشهيد الطفل، قرية بيت عور التحتا، بمشاركة فعاليات شعبية ورسمية، على رأسهم محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام ومستشار الرئيس للشؤون القانونية حسن العوري.
وألقى ذوو الشهيد نظرة الوداع على جثمانه الطاهر في منزل العائلة، ومن ثم نقل إلى مدرسة القرية حيث ودعه أصدقاءه قبل نقله للصلاة عليه في مسجد القرية، وموارة جثمانه الثرى.
وحمل المشاركون في مسيرة التشييع جثمان الشهيد على الأكتاف، ورفعوا العلم الفلسطيني، ورددوا الهتافات الغاضبة والداعية لمعاقبة الاحتلال على جرائمه بحق أبناء شعبنا، والمنادية بالوحدة الوطنية.
وقالت غنام إن هناك قرارا اسرائيليا بإعدام أبنائنا بدم بارد، ما يشكل وصمة عار على جبين العالم.
وأضافت أن هذه رسالة للذين انتخبوا دولة الاحتلال لرئاسة اللجنة القانونية في الأمم المتحدة، لأنها تمارس إرهاب الدولة وجرائم القتل اليومي، ورغم أنها أعلنت قتل الشهيد خطأ لكنها اختطفت جثمانه يومين، دليلا على أن لديهم نية في القتل وأنه لا مجال للخطأ.
بدوره، قال العوري إن هناك رواية إسرائيلية تقول إن القتل تم عن طريق الخطأ في محاولة للتستر على الجريمة، لكننا نقول إن القتل تم مع سبق الإصرار والترصد، حيث تم إطلاق النار على سيارة، وكان بديهيا أن يكون بداخلها أرواح، لكن الاحتلال يمارس القتل الجنوني بحق ابنائنا.
وأكد أن ملف الشهيد بدران سينقل إلى جانب ملفات أخرى إلى محكمة الجنايات الدولية، حيث يوجد تحقيق ذاتي تقوم به لجنة الادعاء العام في المحكمة، كما سيتم الانتهاء من إعداد تحقيق فلسطيني بعد الاستماع لروايات الجرحى الذين كانوا مع الشهيد خلال إصابته وتضمينها في الملف.
واتهم والد الشهيد رأفت بدران جيش الاحتلال بقتل ابنه مع سبق الاصرار.
وقال إن إعلانهم قتل محمد خطأ ليس سوى محاولة يائسة للتهرب من المسؤولية. وتساءل كيف تخطأ تلك القوات التي تراقب الشارع على مدار الساعة، وتعلم أنه لم يكن أي أحداث في المنطقة، ولماذا احتجزت جثمانه يومين وهي تعتبر أنه قتل خطأ.