رام الله الإخباري
واصل رئيس حكومة إسرائيل الأسبق إيهود باراك مهاجمة رئيس حكومتها الحالي بنيأمين نتنياهو ويؤكد إمكانية استبداله. وكان باراك قد «فتح النار» على نتنياهو خلال مؤتمر هرتزليا الأمني الذي اختتم اعماله يوم الخميس الماضي وقال إنه يواظب على إخافة الإسرائيليين ويقود إسرائيل نحو الهاوية.
وفي لقاء تلفزيوني قال إنه لا ينوي العودة إلى الحياة السياسية، ولا المنافسة على رئاسة الحكومة، مؤكدا عدم وجود مشكلة في استبداله لأنه لا يتمتع بالجاذبية الساحرة ولا بأي شيء لا يمكن التغلب عليه». واضاف أن «نتنياهو يفهم بأن العد التراجعي لانتهاء سلطته قد بدأ وانه سيتزايد فقط». وتابع «هناك الكثير من العمل وانوي العمل كي يتغير هذا الوضع. أنوي تقديم الدعم من أجل تغيير الوضع واستبدال رئيس الحكومة».
وفي رده على سؤال حول كيف ينوي المساعدة على اسقاط نتنياهو ألمح باراك لإمكانية دعمه مرشح آخر. وقال إنه لا يؤمن بأن الخيارات المطروحة هي إما المنافسة على رئاسة الحكومة أو الجلوس في البيت بصمت. وأوضح براك انه خلافا لنتنياهو فانه لم يحرض عليه في تصريحاته في مؤتمر هرتزليا: وقال في إشارة إلى ما فعله اليمين ليتسحاق رابين قبيل اغتياله: لم اقترح الوقوف على الشرفة في القدس بينما ترتفع في الأسفل صور نتنياهو بملابس «الاس اس» (النازية) ولم اقترح تعليق دمية لعقيلة رئيس
الحكومة امام بيته». واضاف: «هذه امور فعلها نتنياهو بنفسه». مؤكدا أن نتنياهو لا يتمتع بأي جاذبية ساحرة ووصفه بالشاب الذكي الذي يجيد العمل.
ويضيف «يجب الاعتراف بكل ما فعله لمصلحة الدولة ولكن القول له، إنك حدت عن المسار لسبب ما ويجب استبدالك. نتنياهو تغير في السنة الأخيرة. هذا تحول خطير جدا نتيجة لسيطرة اليمين المتطرف على الليكود». واستطرد عندما كنت في الحكومة كان فيها أيضا دان مريدور وبيني بيغن وانا ويعلون».
ويرى باراك الذي أشغل وزارة الأمن طيلة سنوات بحكومة نتنياهو السابقة، أن الحكومة الحالية تقود الحكومة دون أي توازن وبشكل مخادع يهدد مستقبل إسرائيل بل تقودها نحو الهاوية».
وصعدت صحيفة «هآرتس» في افتتاحيتها الرئيسية حملتها على نتنياهو وقالت إن اربعة وزراء أمن خدموا في حكومات برئاسته خلال سنواته العشر، حتى الان – يتسحاق مردخاي، موشيه أرنس، ايهود باراك وموشيه يعلون. وأوضحت أن هؤلاء الأربعة خدموا نتنياهو بإخلاص، لكنهم وجهوا الانتقاد له، احيانا بلهجة صارمة، بعد ان انفصلوا عنه. لكل واحد منهم، ربما باستثناء ارنس، يمكن نسب دوافع شخصية، خيبة امل وتوقعات، لكن الطابع المتراكم لا يمكنه التضليل. ونوهت إلى ان ووير الأمن في إسرائيل يعتبر النائب الحقيقي لرئيس الحكومة في أكثر مجال مصيري، واذا كان كل من شغلوا هذا المنصب يشجبون سلوك الشخص الذي سلمهم الحقيبة واعتمد عليهم، فالمشكلة تكمن فيه وليس بمن ينتقدونه.
وتعتبر «هآرتس» تهديدات وزير الأمن الجديد أفيغدور ليبرمان لهنية ونصر الله وبموافقة نتنياهو هي جزء من الانتقاد الثاقب الذي تم توجيهه في الايام الاخيرة إلى نتنياهو من قبل باراك ويعلون.
وتتابع الصحيفة القول «صحيح أنهما تعاونا مع نتنياهو طوال سنوات، ولكن توجد اهمية كبيرة لتصريحاتهما: سلوك نتنياهو، والى جانبه داعية الحرب ليبرمان، يعتبر خطيرا ومنحلا. نتنياهو يجر إسرائيل إلى مواجهات زائدة بالغنى عنها ويهدد التعاون الثمين، كالتعاون مع الرئيس عباس من أجل منع العنف».وتشيد الصحيفة بمن يفهمون جيدا أن هناك حاجة لجبهة معارضة واسعة – في الكنيست وخارجها – من أجل استبدال نتنياهو.
المنقذ الواعظ
وجاء في تعقيب حزب الليكود على تصريحات باراك، أن «ايهود باراك الذي سسعى مرارا وتكرارا للعودة إلى موقف المنقذ لليسار هو سياسي ورئيس حكومة فاشل يبحث عن طريقه للعودة إلى السياسة.
ويعتبر الليكود أن هذا هو سبب محاولة باراك البقاء في الوعي العام بكل ثمن، بما في ذلك تصريحاته التي تناقض تماما اقواله حين جلس حول طاولة الحكومة، حيث اثنى في حينه كثيرا على رئيس الحكومة. هذه ليست ايديولوجية وانما عكسها».
ورغم ذلك يستعد «المعسكر الصهيوني» ايضا، لإمكانية عودة باراك إلى الحياة السياسية والمنافسة على رئاسة الحزب. وشن النائب ايتان كابل هجوما شديد اللهجة عليه وكتب على صفحته في الفيسبوك، مساء امس، عن باراك أنه «حفار القبور
« الذي لم يُظهر حتى يوما واحدا من المعارضة الحقيقة، الذي وصل إلى الشاشة بلحية ونظرة الواعظ القلق». واضاف أنه «رغم صدقه في كل كلمة قالها عن نتنياهو الإ أنه لن يجعلني اتوق اليه ولو في لحظة تفكير واحدة. لسنا بحاجة اليك ولا إلى تحليلاتك».
القدس العربي