أكد رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله أن الحكومة إلى جانب مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية المختصة، ستواصل العمل لتحسين مخصصات اسر الشهداء في اقرب وقت ممكن، وانها تسعى لضمان عدم المس بحقوق أسر الشهداء حتى في ظل الأزمات والصعوبات المالية التي تعصف بها، مشددا على السعي للارتقاء بظروف حياتهم، والإستمرار في تقديم الخدمات لهم في الوطن وخارجه، على قاعدة العدل والمساواة ودون أي تمييز.
جاء ذلك خلال مشاركته في الافطار الجماعي المركزي لأسر شهداء فلسطين، اليوم الجمعة برام الله، بحضور الأمين العام للتجمع الوطني لأسر شهداء فلسطين محمد صبيحات، ورئيسة مؤسسة رعاية اسر الشهداء والجرحى انتصار الوزير، والسفير المصري وائل عطية، وعدد من اعضاء اللجنة التنفيذية والمركزية، والوزراء والشخصيات الاعتبارية.
وقال رئيس الوزراء: "اسمحوا لي في البداية ونحن نستذكر اليوم اعدام القادة الشهداء محمد جمجموم وفؤاد حجازي وعطا الزير، بسجن عكا في العام 1930، أن أترحم على أرواح شهداء فلسطين، الأكرم منا جميعا، وأن أتوجه بتحية إجلال وإكبار لذويهم وعائلاتهم، الذين نعود ونلتقي بهم اليوم، في رحاب التجمع الوطني لأسر شهداء فلسطين، لنقف عند تضحيات وكفاح شهدائنا الأبرار الذين أوصلوا قضية شعبنا إلى أبعد مكان على هذه الأرض، وصنعوا منها، ملحمة تاريخية خالدة في النضال المستمر والعنيد من أجل نيل الحرية والانعتاق والخلاص من الاحتلال الإسرائيلي. كل المجد لشهدائنا، والرحمة لأرواحهم الطاهرة".
واضاف رئيس الوزراء: "نيابة عن سيادة الرئيس محمود عباس وباسمي، أهنئكم جميعا بمناسبة شهر رمضان الكريم، ونتمنى أن يكون شهر محبة وعطاء وخير، وأن يعيده الله علينا، وقد تحققت تطلعاتنا المشروعة في الخلاص التام من الاحتلال الإسرائيلي، وبحرية أسرانا البواسل جميعهم، وبتجسيد سيادتنا الوطنية في كنف دولة فلسطين المستقلة، وعلى حدود عام 1967، والقدس عاصمتها الأبدية، وغزة والأغوار في قلبها. تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال والطاعات، وكل عام وأنتم جميعا بخير".
وتابع الحمد الله: نجتمع اليوم في غمار ظروف إنسانية قاسية ومؤلمة يحياها شعبنا الفلسطيني، وهو يواجه مخططات التهجير والإقتلاع، ويدافع ببسالة عن أرضه ومقدساته، إذ تمعن إسرائيل في تطرفها وعنصريتها، وتستمر في إستيطانها التوسعي، وتصادر المزيد من الأرض والموارد، ويرتكب جنودها ومستوطنوها أبشع الجرائم، وتحتجز جثامين الشهداء وتمنع عائلاتهم حتى من تشييعهم ودفنهم وفق التقاليد الوطنية والشعائر الدينية. يأتي هذا في وقت لا تزال فيه غزة محاصرة، وتئن تحت وطأة الفقر والدمار والحصار".
واستطرد رئيس الوزراء: "إن التصدي لهذه المعاناة الإنسانية المتفاقمة، إنما يتطلب منا جميعا، أيها الأخوات والأخوة، تعزيز مقومات الإلتفاف الشعبي والتلاحم المجتمعي، ونبذ أية خلافات أو اختلافات. وفي هذا الشهر الكريم، يتجدد واجبنا الوطني ويتضاعف لتعزيز الوحدة الوطنية وإحياء روح المحبة والتعاون والتكافل. ولهذا، نلتقي اليوم مع أسر الشهداء، ومع أبنائهم وبناتهم، في هذا الإفطار المركزي. فاحتضانكم وتكريمكم، دون تمييز مهما كان، هو مسؤولية إنسانية وأخلاقية بل وواجب وطني مقدس أيضا، فالقيادة والحكومة تبذل كافة الجهود وتتصل مع كافة الجهات الدولية للإفراج عن الجثامين المحتجزة لدى اسرائيل".
واوضح الحمد الله: "لقد عملت الحكومة في غمار أعتى الصعاب والتحديات، وعلى وقع المعاناة والألم الذي يحياه شعبنا، لتوفير عوامل المنعة والصمود الشعبي، من خلال الارتقاء بالعمل والأداء الحكومي وتطوير مؤسسات دولتنا".
وأردف رئيس الوزراء: "لقد شعرت بكل سعادة وفخر، وأنا أشارككم تكريم المتفوقات والمتفوقين من أبناء الشهداء، فنجاحكم هو قصة أخرى للتحدي، وهو أقوى من كل هدم ودمار وموت تريده لنا إسرائيل. بتفوقكم هذا، إنما نثبت للعالم إن شعب فلسطين، عصيا عن التدمير والموت والطمس، وإنه، وإن حوصرت أرضه بالاستيطان والجدار، وأمعنت إسرائيل في أعمال القتل والتنكيل، سيبقى، شعبا مبدعا، وفيا لتضحيات أبنائه، صامدا على أرض دولته مصرا على العيش بحرية وكرامة وأمن فيها".
واختتم رئيس الوزراء كلمته قائلا: "أشكر التجمع الوطني لأسر شهداء فلسطين على تنظيم هذا الإفطار الرمضاني، ونثمن عاليا الجهود الوطنية الكبيرة التي تبذلونها لرعاية عائلات الشهداء ومتابعة كافة احتياجاتهم. وسنواصل عملنا الدؤوب، بالتعاون البناء معكم ومع مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى، لتحسين مخصصات أسر الشهداء في اقرب وقت ممكن بإذن الله".