الطب العدلي: لو لم يطلق الجندي النار على رأس الشريف لبقي على قيد الحياة

afp-eb17399b7a562ac2ed66f4af4f94742520ce2e04-jpg-00766036414679097

 تواصل المحكمة العسكرية في مدينة يافا محاكمة الجندي الإسرائيلي، ليئور آزاريا، الذي قتل الشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف وهو ملقي أرضا في مدينة الخليل، بعد إصابته في أعقاب محاولته تنفيذ عملية.

وأدلت الطبيبة العدلية هداش غيفس اليوم الخميس من معهد الطب الشرعي في أبو كبير، بشهادتها حول عملية تشريح جثمان الفلسطيني عبد الفتاح الشريف. وادعت الدكتورة غيفس أن الشريف كان على قيد الحياة عندما إصابته الرصاصة برأسه. وبحسب أقوالها، "النزيف في الدماغ يدل على أن قلب المتوفي كان لا يزال على قيد الحياة عندما أصابته الرصاص برأسه وذلك لأن الدم وصل إلى هذا الجزء من الجسم".

وفي وقت سابق قالت غيفس إن "التقرير الذي أعددته فصّل الأضرار التي أصابت المرحوم، بما في ذلك الرصاصة التي أصابته وشظايا الرصاص. وبعد ذلك يفصل التقرير سبب الموت وهو مرور العيار الناري عن طريق الرأس وأضرار الدماغ".

وسألت الطبيبة العدلية حول نتائج التشريح وحول باقي أضرار الإصابات التي كانت لديه قبل إصابته بالرصاصة القاتلة، فأجابت: "باقي الأضرار التي وجدت في جسد المرحوم لم تكن قاتلة بشكل فوري، ومن خلال تلقي علاج طبي مناسب كان بالإمكان أن يبقى على قيد الحياة، وحتى لو لم يتلق العلاج الطبي من المحتمل أنه كان سيبقى على قيد الحياة".

وسأل محامي الدفاع إيال بسرغليك الطبيبة الشرعية حول عملية تلقي الجثة في معهد الطب الشرعي فأجابت الطبيبة الشرعية: "لم يكن معروفا لدي أن الجثة كانت في البراد قبل أن يسلمها الجيش الإسرائيلي إلى معهد الطب الشرعي. قالوا لي إنه مرت أيام على وجود الجثة داخل براد عادي". وادعى الدفاع أن الجثة أخرجت وأدخلت إلى التبريد والتجميد، الأمر الذي لم يخبر أحد الطبيبة الشرعية به.

وأشارت الطبيبة الشرعية إلى إطلاق النار: "لا يوجد لدي طريقة لأعلم كم هو عدد الذين شاركوا في إطلاق النار. الأمر يتعلق فقط في فحص بقايا العيارات في مختبرات أخرى. ووفي حال كان هناك فرق زمني من ثانية أو ثانيتين فإنه لا يمكن تحديد ترتيب العيارات. إطلاق النار على الرأس كان آخر مرحلة".

ونقلت مؤسسة بتسيليم الحقوقية الإسرائيلية أن الحادثة التي قتل فيها الشاب عبد الفتاح الشريف في تل رميدة بالخليل بنيران الجيش الإسرائيلي جاءت بعد قتل شاب فلسطيني آخر هو رمزي الكسراوي. وكان قد قام الجنود بإطلاق النار عليهما بعدم احاول أحدهما طعن جندي وتسبب له بإصابات طفيفة.

وكانت قد نشرت المنظمة الحقوقية تسجيلا مصوّرا يوّثق مقتل الشريف، ولا يوضح الشريط ما حلّ بالكسراوي الذي كان صريعا على الأرض قبلها.

ووفقا لبتسيلم - مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الضفة الغربية، بعد أن أزال الجيش الإسرائيلي القيود وسمح بالتنقل الى حي تل الرميدة في الخليل، تمكنت المحققة من قبل بتسيلم - منال الجعبري دخول الحي وجبي إفادات من سكانها. ويتضح من إفادتي كل من نور وأماني أبو عيشة تم إطلاق النار على الكسراوي وبعد أن كان صريعا، أطلق الجنود النار على رأسه متسببين بوفاته. تماما كما حدث مع الشريف، الذي أظهر شريط الفيديو هذه العملية الفظيعة.

وقام شهود عيان بتوثيق ما حدث في ذلك اليوم في الخليل، عندما قام الجندي اليؤور آزاريا بإطلاق النار على رأس الشريف وقتله بعدما كان ملقى على الأرض مصاب بطلق ناري آخر، ولكن أيا منهم لم يوثق أو يصوّر لحظة إطلاق النار على الكسراوي.

ويتهم الجندي أليؤور عزاريا (19 عاما) الذي يحمل الجنسية الفرنسية كذلك بالإجهاز على عبد الفتاح الشريف (21 عاما) وهو ممدد على الأرض ينزف بعد إصابته برصاص إسرائيلي على بعد أمتار من الشاب الآخر رمزي الكسراوي الذي اتهم معه بمحاولة طعن وبدا أنه قتل.