رام الله الإخباري
أثنى إيغور لابيديف، عضو اتحاد كرة القدم الروسي، على مشجعي منتخب بلاده الذين تورَّطوا في المواجهات العنيفة التي شابت انطلاق النسخة الـ15 من بطولة كأس أوروبا 2016 المقامة في فرنسا.
ولم يتوقف الأمر على الإطراء الذي وجّهه المسؤول الروسي تجاه تلك الأفعال، بل وأوصاهم أيضاً بمواصلة الأمر. وقد أطلق لابيديف، عضو البرلمان عن الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي نائب رئيس البرلمان الروسي، تلك التصريحات المثيرة للجدل من خلال تغريداته على تويتر، التي ذكر فيها أن الهجوم على مشجعي المنتخب الإنكليزي كان أمراً مبرراً، وفق تقرير نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية، الثلاثاء 14 يونيو/حزيران 2016.
وألقى لابيديف باللوم على السلطات المحلية في فرنسا لفشلها في تنظيم الحدث بالمستوى المطلوب لمنع مثل تلك المواجهات العنيفة، كما انتقد مشجعي المنتخب الإنكليزي لاستفزازهم لمشجعي الفريق الخصم، حيث ادعى أنهم (مشجعي المنتخب الإنكليزي) بالأساس من جلبوا الأمر على أنفسهم.
وفي سلسلة تغريدات أطلقها لابيديف، قال فيها: "لا أرى أي مشكلة في المعارك التي خاضها المشجعون. بل على العكس تماماً، أحسنتم يا رفاق، استمروا في الأمر!".
وأضاف: "لا يمكنني تفهم هؤلاء الساسة والمسؤولين الذين يوجهون النقد لمشجعي منتخب بلادنا. علينا أن ندافع عنهم، ثم يمكننا ترتيب الأمور فيما بعد عندما يعودون إلى البلاد".
وقال أيضاً: "ما حدث في مرسيليا وفي المدن الفرنسية الأخرى ليس خطأ مشجعي منتخبنا، بل إن الخطأ يقع على عاتق عدم قدرة قوات الشرطة على تنظيم مثل تلك المناسبات بشكل مناسب".
"المشجعون بعيدون عن الخطأ"
وأضاف: "مشجعو منتخب بلادنا بعيدون كل البعد عن الخطأ، ولا يمكنني أن أتضح من السبب الذي يدفع كثيراً من المنصات الإعلامية إلى اعتبار ما فعله مشجعونا مخجلاً. عليكم أن تكونوا موضوعويين. إن لم يكن هناك استفزازات من جانب المشجعين الإنكليز، فمن غير المرجع أن يبدأ مشجعونا العراك بدورهم".
وفي تصريحات أخرى لقناة "لايف نيوز" الروسية، قال لابيديف: "هناك 9 من أصل 10 احتمالات، تقول إن مشجعي كرة القدم يذهبون للمباريات من أجل القتال، وهذا الأمر طبيعي. فالرجال دافعوا عن شرف بلادهم ولم يسمحوا للمشجعين الإنكليز بأن يدنسوا وطننا. علينا أن نتفهم ما فعله مشجعو منتخبنا".
وأُدين مشجعو المنتخب الروسي الذين تورّطوا في الهجمات الجماعية بسبب حالة العنف التي تسببت في إلقاء قوات الشرطة الفرنسية قنابل الغاز عليهم في محاولة لتفريق المجموعات الكبيرة لـ3 أيام متتالية منذ بدء المواجهات مساء الخميس. وفتح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تحقيقاً في الأحداث التي أعقبت مباراة المنتخبين الروسي والإنكليزي يوم السبت على ملعب فيلودروم بمرسيليا التي انتهت بالتعادل، حيث شهدت الأحداث فرار مشجعي المنتخب الإنكليزي للحفاظ على أمنهم، بعد أن هاجمهم مشجعو المنتخب الروسي.
وقد اصطُحب 19 من مشجعي المنتخب الإنكليزي إلى المستشفى، عقب تلك المواجهات، كما هدد الاتحاد الدولي لكرة القدم الدولتين بإقصائهما من البطولة، حال تكررت تلك المشاهد البشعة مرة أخرى.
وصرح فيتالي موتكو، وزير الرياضة الروسي، بأنه من الصواب أن يبدأ التحقيق، على الرغم من أنه في بداية الأمر قلل من حجم الحادث الذي وقع داخل استاد مرسيليا. وظهر موتكو مبتهجاً بالمشجعين الروس بعد المباراة، على الرغم من أن المواجهات وقعت أمام محيط المنطقة التي كان يقف فيها.
وقال موتكو: "من الواضح أن بعض الأشخاص لم يأتوا إلى هنا لمشاهدة كرة القدم. فقد غطوا وجوههم ثم جلبوا العار لبلادهم".
لكن لابيديف أشار إلى أنه لو كان موتكو أحد المشجعين الذين كانوا في ملعب فيلودروم، لكان هو الآخر هاجم مشجعي المنتخب الإنكليزي "لأنهم هم من بدأوا الأمر"، على حد قوله.
وأضاف لابيديف قائلاً: "ينبغي علينا أن نشكره على أنه لم يكن غير مبالٍ لكرة القدم، وأيضاً على أنه لا يهتم بالجانب الرياضي فقط، بل وأيضاً يعطي كثيراً من الاهتمام للعمل مع المشجعين".
لكنه عاد وقال: "لكنني شخصياً أعتقد أنه إن كان موتكو في موقف المشجعين ولا يشغل منصباً رسمياً، لاشترك في العراك ضد مشجعي المنتخب الإنكليزي لأنهم هم من بدأوا الأمر".
هافينغتون بوست عربي