غزة تنتج 14 صنفا من منتجات الألبان

d

رام الله الإخباري

تواجه صناعة الألبان في قطاع غزة العديد من الإشكاليات أهمها عدم توفر الإمكانيات والكوادر البشرية المدربة وذات الكفاءة وعدم إجادة استخدام المواد الخام بشكل احترافي والذي يؤثر سلباً وبشكل كبير على تصنيع منتجات منافسة للمستورد كما ونوعا، وعدم توفر الخبرة والدراية بشروط التصنيع الجيد، والسلامة العامة والغذائية، إضافة إلى عدم وجود ثبات في مواصفات المنتج النهائية المعد للاستهلاك، وعدم توفر آليات الضبط والتحكم بالجودة أثناء عمليه التصنيع، بالإضافة إلى عدم توفر مختبرات وأشخاص مدربين على استخدامها في إتمام عملية الضبط مما يؤثر سلبا على الإنتاج النهائي.

 

إبراهيم خضير المتخصص في التصنيع الغذائي ومراقب الجودة ضمن مشروع الانتعاش الاقتصادي في قطاع غزة الممول من الوكالة الدنماركية للتنمية الدولية والمنفذة من خلال اوكسفام بالشراكة مع اتحاد لجان العمل الزراعي أوضح ان هناك 19 وحدة تصنيع ألبان وأجبان منها 11 وحدة متوسطة من حيث المساحة والميكنة وكميات الانتاج ونطاق التسويق، موزعة على كامل القطاع، و7 منشآت صغيرة جدا تعتبر وحدات تصنيع بدائية تعمل على الطريقة التقليدية في التصنيع، ودون توفر اي من شروط السلامة الغذائية والتصنيع الجيد، أما الوحدة المتبقية لم يستمر عملها بسبب سوء الظروف الاقتصادية والتسويق.

 

 

ويضيف خضير أن 67% من وحدات تصنيع منتجات الالبان الموجودة في القطاع مقامة على اراض مساحتها اقل من 300 متر مربع و17% تتراوح مساحتها من 300 الى 700 متر مربع و16% تتراوح مساحتها من 700 متر مربع فما فوق.

 

وبناءا على الدراسة التي أعدها الاتحاد تم ملاحظة تقدم محدود في تصنيع منتجات الالبان وتنوع الأصناف في قطاع غزة حيث يتم تصنيع ما يقارب ال14 صنفاً من منتجات الالبان في القطاع، ومتوسط كميات الحليب المستخدمة في عملية الانتاج ما يقارب 5000 طن من الحليب الخام وما يقارب ال54 طن من الحليب البودرة.

 

واستطرد خضير قائلا:"استنادا على ما سبق كان لابد أن يكون هناك دورا في النهوض بهذا القطاع المهم، بما يخدم المجتمع ودفع عجلة التنمية الوطنية".

 

بناءا على ما تقدم استجلب اتحاد لجان العمل الزراعي الخبير في صناعة الألبان المهندس حكم سلاودة من مدينة نابلس-الضفة الغربية- لتقديم التدريب والتأهيل اللازم لوحدات تصنيع الألبان في قطاع غزة ووضعهم على أول طريق النهج السليم في التصنيع ورفع كفاءتهم الفنية والمهنية.

 

من جهته تحدث سلاودة عن أهداف الزيارة التي تتمثل في تقييم وضع تلك الوحدات من النواحي اللوجستية والفنية والإمكانيات التقنية الموجودة، وتقييم وضع المنتجات التي تعمل عليها تلك الوحدات، إضافة إلى تطوير المنتجات الحالية وإضافة منتجات جديدة لتلك المصانع.

 

وأوضح سلاودة أن أبرز المعيقات التي تواجه تلك الوحدات هي نقص الخبرة اللازمة لعملية التصنيع، وضعف استخدام التكنولوجيا الحديثة في عملية التصنيع، وانعدام أنظمة الجودة ومن ناحية أخرى انقطاع التيار الكهربائي، والذي يؤثر بشكل كبير على عمليه الإنتاج بداية من المزارع الغير مجهزة وصولا إلى المنتج داخل محلات التسويق.

 

وأضاف أن الخطوة الأولى لعملية انتاج صحيحة تتمثل في حليب جيد يصل لوحدات التصنيع وهو الأمر الذي يلعب دورا أساسيا في عملية التصنيع ونتائجها نظهر جليا على المنتج، فلابد من توفير الإمكانيات لمربي الأبقار حيث أن المزارع تفتقر إلى ادني درجات الضبط الصحي والتكنولوجي في عمليات الحلب والتخزين والنقل لوحدات التصنيع مما قد يصل في كثير من الأحيان الحليب تالف.

 

وتطرق سلاودة إلى أن مشكلة انقطاع التيار الكهربائي له تأثير كبير على عملية الانتاج، من حيث ارتفاع التكلفة الإنتاجية من ناحية، وعدم حفظ المنتج بطريقة صحيحة من ناحية أخرى، مما يؤثر على المنتج.

 

أما بما يخص موضوع تسويق المنتجات قال سلاودة أن المنافسة السلبية بين مصنعي الألبان على أساس يفتقر إلى المهنية يؤثر بشكل كبير على عملية الإنتاج، إضافة إلى التركيز على أصناف محددة وعدم التفكير في انتاج أصناف جديدة يؤدي إلى مضاربات في التسويق، الأمر الذي يعود على أصحاب تلك الوحدات بالضرر نتيجة لذلك، بالرغم من ان تلك الوحدات لو اتجهت إلى التخصص في التصنيع تستطيع ان تحقق عائدا مادياً لا بأس به بدلا من الخسارة في بعض الأحيان.

 

 

وأضاف سلادوة أن النهوض بقطاع الالبان يحتاج لعدد من العوامل التي تؤثر بشكل قوي على هذه الصناعة، أن توفرت يستطيع هذا القطاع ان ينهض بشكل كبير ويحقق نجاحا واضحا، وأن أهم هذه العوامل هي الاهتمام بمزارع تربية الأبقار التي تنتج الحليب لان جودة الحليب الخام متدنية جدا وتحتاج لعناية كبيرة كي تستطيع أن تنافس، وان قطاع الألبان يحتاج للعمل الدؤوب والمستمر لتنمية هذا القطاع المهم.

 

وقال سلاودة أن أهم ما يميز صناعة الألبان في الضفة الغربية عن قطاع غزة هو عامل الخبرة، وعلى الرغم من أن وضع صناعة الألبان كان في الماضي يعاني الكثير، إلا أن الإصرار على المنافسة وتصنيع منتج عالي الجودة هو ما أدى إلى تحسن ملحوظ في الإنتاج.

 

من جهته قال جمال ابو عيطة أحد أصحاب المصانع الذين كانوا ضمن الوحدات التي تمت عليهم إعادة التأهيل والتدريب أن هذه الخطوة أضافت لهم الكثير من الخبرة التي كانوا يفتقروا لها حيث اطلعوا على الطرق السليمة والصحيحة لتصنيع الألبان والاجبان، الأمر الذي سينعكس بشكل ايجابي على المنتج النهائي الذي سيباع للمستهلك في قطاع غزة.

 

وأضاف أبو عيطة سنعمل وبقوه على أن نرتقي بهذه الصناعة حتى نصل لمنافسة المنتجات المستوردة، ونعمل على جسر الهوه بيننا وبين المستهلك.

 

في ذات السياق شدد المهندس محمد البكري مدير عام اتحاد لجان العمل الزراعي على أهمية مثل هذا المشاريع التي تساعد في دفع عجلة التنمية، من خلال تقديم الاستشارات والنصائح واعادة التأهيل للنهوض بالمستوى للافضل وخلق واقع جديد يمكن من خلاله تحسين الجودة وصولا إلى تحقيق التنمية المستدامة والاعتماد على الذات.

 

ويحتاج قطاع صناعة الألبان في غزة إلى المزيد من التطوير والتحسين في الإمكانيات والخبرات، نظرا لأهميته كقطاع صناعي يدر دخلاً لا بأس به لأصحاب تلك الوحدات والعاملين فيها والذي ينعكس بشكل ايجابي على أسر العاملين والذي يحقق ازدهارا اقتصاديا في حال نمو هذا القطاع، فالمطلوب من كافه الجهات أن تساعد في تطوير هذا القطاع للرقي به للأفضل.

وكالة معا