رام الله الإخباري
لا يحتاج المارة في الأسواق الفلسطينية الكثير ليلحظ الازدحام الشديد وتكدس المواطنين على محلات التجارية استعدادا لشهر رمضان المبارك، كل منهم يسعى لشراء أكبر كمية من المواد الغذائية والتموينية، وسط تململ عدد منهم ببدء ارتفاع بعض السلع كاللحوم والخضراوات.
هذه الصورة تتكرر كل عام مع بداية شهر رمضان المبارك بالرغم من حملات التوجيه السنوية التي تقوم بها حماية المستهلك للحد من هذا التهافت على الشراء لمنع ارتفاع الأسعار مع بداية الشهر الفضيل، وعدم تجاوز ميزانية شهر الصوم ميزانية العائلة الشهرية.
السيدة دعاء صالح الهندي كانت إحدى السيدات التي قامت بالتسوق من إحدى المحال التجارية الكبيرة في مدينة نابلس، قالت أن الرزمة الغذائية التي قامت بشرائها تجاوز سعرها مبلغ "600" شيكلا، وبقي عليها شراء اللحوم والدجاج والخضروات.
الهندي لم تلحظ أرتفاع في الأسعار حتى الآن كما تقول، فأسعار السلع الأساسية في السوبرماركت لا تزال عادية، الأرز والزيت والسمن والبقوليات ...ألح، ولكنها تعترف إن عدد من السلع التي قامت بشرائها قد لا تحتاج لإستعمالها خلال هذا الشهر كالمعلبات مثلا وبعض البقوليات.
بحسب الهندي هي تشتري مستلزمات بيتها أسبوعيا وليس بداية كل شهر كما هو الحال في رمضان، ولكنها كما اعتادت كل عام، تنفق ضعف المصروف مع بداية أول الشهر الفضيل، رغم الأزمة المالية التي يصبح عليها التعامل معها فيما بعد.
وحال الهندي، التي كانت تشتري بطريقة عشوائية ودون وجود قائمة احتياجات محددة، كحال معظم العائلات الفلسطينية التي يرتفع حجم استهلاكها برمضان بما يتجاوز ميزانيتها، وهو يطرح السؤال عن الطريقة المثلى لإستقبال رمضان بما يتناسب مع ميزانية العائلة.
رئيس لجنة حماية المستهلك صلاح هنية يقول إن اللجنة أطلقت حملة للحد من الاستهلاك العالي ومناسبة مشتريات العائلة مع قدراتها الإقتصادية، وأضاف:" في أول أيام في رمضان تنفق الأسرة مصروف شهر كامل، رغم توفر كافة السلع في الأسواق دون نقصان، ولكن النتيجة الوحيدة التي نجنيها من هذا السلوك هو إرتفاع الأسعار".
وعن الإرشادات التي يقدها هنية لتجنب تسوق أمن وضمن الميزانية يقول:" كلما ارتفعت سلعة يمكن البحث عن بدائل لها، فمثلا اللحوم حاليا أرتفع أسعارها يمكن اللجوء لشراء الدواجن والسمك، إلى جانب عدم شراء أكثر من حاجة الأسرة اليومية أو الأسبوعية على أكثر حد , ووفقا لقائمة معدة مسبقا، مع تجنب الولائم الكبيرة والتي تعد بالغالب لأشخاص مقتدرين ماليا".
القائم بأعمال الإدارة العامة لحماية المستهلك إبراهيم القاضي يوافق هنية على ضرورة إعداد قائمة للشراء قبل التوجه للسوق، وقال:" النصيحة الدائمة الشراء على قدر الحاجة، وأعداد القائمة مسبقا لما يريد بالضبط، إلى جانب تجنب الشراء أول يوم في رمضان، والسؤال عن أسعار السلع قبل شرائها فالتنافس في السوق كبير ويمكن أن تتفاوت من محل لآخر، والتأكد من الأسعار المشهرة على السلعة، مع ضرورة عدم الشراء من المصادر غير المعروفة".
ورغم هذه الإرشادات إلى أن العادات الاستهلاكية مستمرة، والسبب في ذلك كما يقول هنية هو الثقافة الاستهلاكية الخاطئة بالشراء أكثر من حاجة العائلة، عدم وجود ميزانية موحدة، فالسيدة تشتري قائمة خاصة بها، في حين أن الرجل يشتري قائمة أيضا فنفس العائلة تشتري أكثر من رزمة غذائية في البيت دون الحاجة إليها ".
فيما يتعلق بالأسعار توقع هنية لـالوكالة ارتفاع الأسعار مع بداية رمضان، نتيجة التهافت في السلع وتحديدا اللحوم والخضروات، مشيرا إلى أن وزارة الاقتصاد تعكف حاليا على إصدار قائمة الأسعار الأسترشادية والتي تضم 16 سلعة أساسية تتفرع منها 32 سلعة أخرى.
من جهته قال القاضي أن لا سبب لارتفاع الأسعار، وأن كان هناك ارتفاع وخاصة في اللحوم، فالسبب هو جشع التجار وليس نقص من الأسواق، وتابع:" ما يشاع عن ارتفاع الأسعار غير مقبول، فالأصل أن تنخفض الأسعار وتحديدا اللحوم التي دخل منها كميات من الكوتا " المواشي الحية" بكميات تزيد من حاجة السوق".
فلسطين اليوم